ضجت وسائل التواصل الاجتماعي، بصور اللاعب شاكر الهدهور، الظهير الأيسر لمنتخب جزر القمر، والذي لعب في مركز حراسة المرمى، لأول مرة في تاريخ كأس أمم إفريقيا.
وودعت جزر القمر البطولة من الدور ثمن النهائي، يوم الاثنين 24 يناير/ كانون الثاني 2022، بعد خسارتها بصعوبة ورغم النقص العددي المبكر، بنتيجة 1-2 أمام الكاميرون.
مدافع جزر القمر "الشجاع" يخطف الأضواء
واضطر الهدهور للعب كحارس مرمى في هذه المباراة، بسبب إصابة الحارسين مؤيد أوسيني وعلي أحمد بفيروس كورونا، في وقت كان فيه الحارس الأساسي سليم بن بوانا قد تعرض للإصابة خلال مواجهة غانا في دور المجموعات.
وتحولت عينة علي أحمد إلى سلبية ليلة المباراة، لكن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم رفض إشراكه، وقرر عزل الحارس خمسة أيام قبل مشاركته في أي لقاء، كي لا يتعرض لمشاكل في القلب، وهذا قانون أقره "الكاف" قبل المباراة بساعات قليلة.
خلال المباراة أمام الكاميرون تركزت كل الأنظار نحو شاكر الهدهور، الذي لاحقه العدسات منذ الدقيقة الأولى وسط توقعات بأن تشهد شباكه دستة من الأهداف، في ظل امتلاك المنتخب المضيف لأسماء لامعة في خط الهجوم.
لكن "المدافع الحارس" فاجأ الجميع وقدم مستوى جيداً، وتصدى للعديد من الكرات الخطرة، ووقف سداً منيعاً أمام هداف البطولة فينسنت أبو بكر، الذي سجل خمسة أهداف في دور المجموعات.
ومع ذلك يبدو أن الهدهور نسي أنه يلعب كحارس مرمى، حيث انتشرت صورة له وهو يواجه أبو بكر، ويديه خلف ظهره، في اللقطة التي سجل منها "الأسود غير المروضة" هدفهم الثاني.
وأثارت هذه الصورة استياء المتابعين، الذي عبروا عن غضبهم الشديد من موقف "الكاف"، وإجبار جزر القمر على اللعب بدون حارس مرمى.
وعلَّق الهدهور على وقوفه بين الخشبات الثلاث، وقال بعد المباراة لشبكة beIN Sports: "لم نلعب خلال المباراة بحارس مرمى ولكننا نستحق الثناء، ولم نبخل بأي قطرة عرق".
وأضاف: "حاولت أن ألعب كمدافع خامس وكنت أتصدى بطريقة جيدة أحياناً، وبذلت قصارى جهدي لزملائي ولشعبي".
وختم الهدهور تصريحاته: "اللعب كحارس مرمى أمر صعب جداً، وأريد العودة الآن للعب كمدافع".
رئيس الاتحاد القمري يهاجم "كاف"
وفي الوقت ذاته انتقد سعيد علي سعيد عثمان، رئيس اتحاد جزر القمر لكرة القدم، الطريقة التي تعامل فيها "الكاف" مع منتخب بلاده.
وصرَّح سعيد عثمان لقنوات beIN Sports: "كنا نأمل بمشاركة أحد حراس المرمى الثلاثة بالمباراة، خاصة بعد أن ظهرت نتيجة فحص كورونا الخاصة به سلبية".
وأضاف: "فوجئنا بقرار اللجنة الطبية ليلة المباراة، بإخضاع اللاعبين الذين كانت نتيجتهم إيجابية للحجر لمدة 5 أيام، وهو أمر لم يكن متبع سابقاً في مرحلة المجموعات".
وكشف سعيد عثمان عن محاولات حثيثة من أجل إقناع اللجنة الطبية بمشاركة الحارس الثالث الذي كانت نتيجته سلبية، ولكنهم لم يوافقوا.
وتساءل مستهجناً: "كيف أواجه منتخب الكاميرون صاحب الأرض والجمهور بدون حارس مرمى؟".
وأتم: "سأل المدرب اللاعبين من يرغب باللعب كحارس المرمى، فرفض الجميع، ولم يتقدم سوى الهدهور الذي كان شجاعاً".