أصبح الحكم الزامبي، جاني سيكازوي، حديث مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام العالمية التي صنفته بأنه بطل مباراة تونس ومالي في منافسات كأس إفريقيا للأمم، بعد أن أنهاها قبل نهايتها وسط ذهول من لاعبي وطاقم فني منتخب "نسور قرطاج".
بينما كان يشير توقيت المباراة التي لُعبت الأربعاء 12 يناير/كانون الثاني 2022 إلى الدقيقة 79 أعلن الحكم الزامبي نهايتها قبل أن يتدارك الأمر ويأمر باستمرار اللعب، ليعود مجدداً ويعلن نهاية المباراة في الدقيقة 89، ما أثار غضب التونسيين.
إثارة المباراة لم تنتهِ عند ذلك، بعد دقائق عاد الحكم الرابع للملعب إلى جانب لاعبي المنتخب المالي، لكن المنتخب التونسي رفض استكمال المباراة، ليعلن الحكم نهايتها الفعلية بفوز منتخب مالي، لتنطلق الانتقادات والتساؤلات بشأن مستقبل المباراة.
لكن إذا عدنا قليلاً إلى الوراء وبحثنا في سيرة الحكم الزامبي جاني سيكازوي، فإننا سنقف عند مجموعة من السوابق التحكيمية الغريبة، التي أثارت الكثير من الجدل ودفعت الاتحاد الإفريقي لإيقافه لأشهر بسبب اتهامات بالفساد والرشوة.
من هو جاني سيكازوي؟
الحكم الذي يبلغ من العمر 43 عاماً، يعمل مدرساً للرياضيات في بلاده زامبيا، دخل ضمن قائمة الحكام الدوليين سنة 2010. أدار جاني سيكازوي مباراتين في نهائيات كأس العالم 2018، وقاد 10 مباريات في نهائيات كأس أمم إفريقيا، قبل لقاء تونس ومالي، ومواجهتين في كأس العرب الأخيرة في قطر.
اشتهر هذا الحكم بإشهار عدد كبير من البطاقات الصفراء وصلت إلى 283 إنذاراً على مستوى المباريات التي أدارها دولياً.
يواجه الحكم الزامبي دائماً اتهامات بالفساد ومجاملة أصحاب الأرض في البطولات خصوصاً في ركلات الجزاء، ولكن يبقى ما حدث في بطولة أبطال إفريقيا 2018 الحدث الأسوأ في تاريخ الحكم، إضافة إلى الأخطاء الكارثية بمواجهة تونس ومالي 2022.
سوابق تحكيمية مثيرة للجدل
عام 2018 أوقفت لجنة الانضباط التابعة للاتحاد الإفريقي لكرة القدم جاني سيكازوي 4 أشهر، مع منعه من مزاولة أي نشاط رياضي، عقب مباراة الترجي التونسي وبريميرو دي أوغستو الأنغولي في نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا سنة 2018، بعد أن رفض احتساب هدف للفريق الأنغولي في شباك الترجي، ليصعد الأخير إلى المباراة النهائية.
كما أنه في نهائي دوري أبطال إفريقيا نسخة 2019، تكرر نفس الموقف بين الترجي التونسي والوداد المغربي في الموقعة الشهيرة، التي غاب عنها حكم الفيديو "الفار"، حيث كان الحكم جاني سيكازوي متواجداً على تقنية الفيديو المساعد حينها، في المباراة "الفضيحة" التي شهدت جدلاً واسعاً في ذلك الوقت.
كما منع هذا الحكم نجم فريق ليفربول الإنجليزي المصري محمد صلاح من هدف محقق خلال لقاء "الفراعنة" مع مضيفه النيجيري، في مارس/آذار 2016، ضمن التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس الأمم، حيث كانت النتيجة تشير إلى التعادل 1-1، وبعد حالة انفراد بقيادة صلاح أعلن الحكم صافرة النهاية ليحرم اللاعب من هدف محقق.
مرض حكم مباراة تونس ومالي
بينما ذكرت وسائل إعلام نقلاً عن عصام عبد الفتاح، رئيس لجنة الحكام في الاتحاد المصري، أن الحكم الزامبي تعرض لضربة شمس ونُقل إلى المستشفى بعد نهاية اللقاء.
من جهته، نقل موقع "العربي الجديد" عن مصدر مقرّب من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، أن الحكم الزامبي مصاب بمرض السكري وهي حقيقة يعلمها "كاف"، مضيفاً أن سيكازوي يحاول دائماً التغلّب على المشاكل الصحية التي يعاني منها ويسعى لإخفاء مرضه هذا.
إذ رجّح المصدر نفسه أن يكون تأثير السكري قد أربك الحكم أثناء اللقاء، بسبب ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة بمدينة ليمبي الكاميرونية، مشيراً إلى أن الحكم الزامبي فقد السيطرة تماماً على مجريات اللقاء وفقد تركيزه خصوصاً في الشوط الثاني.
كما أوضح المصدر أن طاقم التحكيم نجح في تدارك الخطأ الأول الذي ارتكبه سيكازوي عندما أعلن نهاية اللقاء في الدقيقة الـ85، مشيراً إلى أن ما حدث في هذه المواجهة سيبعد سيكازوي عن لائحة الحكام لبطولة كأس العالم لكرة القدم "قطر 2022".