تدخُّل صلاح وضعف كيروش.. لماذا خسر المنتخب المصري أمام نيجيريا؟

عدد القراءات
2,673
عربي بوست
تم النشر: 2022/01/12 الساعة 11:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/01/12 الساعة 11:43 بتوقيت غرينتش
من اليمين: كارلوس كيروش مدرب المنتخب المصري، محمد صلاح لاعب كرة القدم المصري

ذكَّرني "كارلوس كيروش"، مدرب المنتخب المصري، بالرائعة "ماري منيب" في مسرحية "إلا خمسة"، وسؤالها المتكرر لـ"عادل خيري" عن طبيعة عمله بقولها "إنتي جاية تشتغلي إيه"، فحقيقةً لست أدري إن كان كيروش آتياً حقاً لتدريب منتخبنا الوطني أم لمأربٍ آخر، فهو ليس مُطالباً بكأس العرب، ولا كأس إفريقيا، فقط مطالب بالوصول لكأس العالم، ويمكننا الخروج من الدور الأول كما هو الحال في كأس العالم الماضية، وإن لم يوفق فلا ضير في ذلك، كما أن كيروش تقلد زهايمر "ماري منيب" ونسي أين يلعب لاعبوه، كما أنه نسي أن يُجهّز فريقه للبطولة بمباراة ودية واحدة حتى!

أشاهد كأس أمم إفريقيا منذ بطولة العام 1998، ويمكنني التفريق بين المنتخبات البراقة وتلك المجتهدة وهذه الباهتة، وأعتقد أن منتخبنا اليوم باهت لا يعرف أي شيء عن كرة القدم، ليس من المعقول أن يستمر لخط النهاية، حتى وإن كان أفضل لاعبي العالم أحد لاعبينا.

"ما أشبه الليلة بالبارحة"، في بطولة 2004 كان لدى مصر منتخب جيد بالأسماء، على رأسهم أحمد حسام "ميدو"، نجم الشباك للقارة حينذاك، ولكن هذا المنتخب كان باهتاً وخرج مبكراً، في ظل أحاديث عن كون "ميدو" هو المدير الفني الحقيقي للمنتخب وليس "محسن صالح"، واليوم تدور نفس الأحاديث عن إدارة "محمد صلاح" للمنتخب وتدخّله في ضم لاعبين أو استبعادهم، مع إضافة أن صلاح لم يصبح فقط المدرب واللاعب، بل أصبح كذلك الإداري ورئيس اتحاد الكرة الذي ينتقد العقلية المصرية في الإدارة، ويعمل على تطويرها، ولكنه في المقابل نسي أهم شيء في العقلية الأوروبية التي يسعى لتنفيذها، وهي أن لكل واحد اختصاصه، ولا يجب أن يتدخل أحد في اختصاص الآخر، فعليه أن يصبح اللاعب فقط ولا شيء آخر.

في بطولة 98 لم يكن أحد يتوقع في مصر أن نحوز اللقب، لكن كنا نرى منتخباً يمثلنا، لديه لاعبون يلعبون على قدراتهم، يحاولون التحسن، ومدير فني متحكم بشكل رئيس في الجميع وللجميع، فالجوهري كان يستمع لحازم إمام وعبد الستار صبري وغيرهم من محترفينا عن أساليب التدريب وغيرها في أوروبا، ولا يجوز لهم أن يتعدى أي منهم دوره كلاعب، فليس كونه ينقل لمدربه الجديد في عالم التدريب أنه الأستاذ والجوهري التلميذ، ولا يجوز لأحدهم أن يطلب بقاءه أو بقاء غيره في الملعب أو الخروج منه، ونفس هذا الأمر كان لدى حسن شحاته، حيث إنه استطاع الاصطدام مع النجم الأبرز وقتها "أحمد حسام ميدو" وخرج منتصراً، لأنه يعرف أن طريق النجاح لا يحتاج الطبطة على نجم أوحد، وجعله فوق المصلحة العامة، فأصبح بحق "سيد إفريقيا" يهابه الجميع بغض النظر من يرتدي قميصه.

علَّمتنا الكرة أنه إذا أردت اللقب فلا بد أن تلتزم بقواعد ثابتة، أهمها أن تصبح صلباً دفاعياً لا يسهل التسجيل في مرماك مهما حاول الخصوم، ومهما كانت براعتهم، فلا مساحات في الملعب، ولا فرص خطرة على الإطلاق، ثم بعد هذا نتحدث عن خططك الهجومية، وكيفية توظيف لاعبيك للوصول للمرمى بشكل سريع وقوي، كما أنه يجب أن تكون الأكثر استحواذاً على الكرة، وإذا لم يكن فعليك حينما تمتلكها أن تكون مرعباً، ولكن السيد "كيروش" لم يفعل أي شيءٍ من هذا، فلله الحمد خرجنا بهزيمة بهدف وحيد أمام لاعبي نيجيريا، الذين وجدوا مساحات شاسعة، وصنعوا فرصاً شتى، وسهولة في استخلاص الكرة من لاعبينا، ولم نخلق فرصاً حقيقية للتهديف، لدرجة أننا هللنا لعرضية "أحمد زيزو" التي لم تحول على المرمى من الأساس، وكنا ندعو الله أن يرزقنا بركلة جزاء!

لدينا نحن جمهور الزمالك أغنية "أسياد إفريقيا الناس عرفونا"، وبعيداً عن الجدال الممكن حدوثه فإن تلك الأغنية تبدو أصدقَ وصفٍ للمنتخب المصري المتوج بسبع بطولات أمم إفريقيا من قبل، كان آخرها 2010، بعد استحواذ منتخب شحاتة على البطولة طيلة ثلاث نسخ، لكننا اليوم يبدو أننا في النسيان، فلا أحد في القارة يتوقع أن نصبح الأسياد، كما تبدو جملة "سبع بطولات أمم" مدعاة للتندر كجملة "سبعة آلاف سنة حضارة"، فلماذا نسيتنا القارة السمراء رغم أن أفضل لاعبيها يقود منتخبنا!. 

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

صالح عمر
كاتب مصري
تحميل المزيد