مع إغلاق نادي برشلونة صفقة شراء اللاعب السابق لمانشستر سيتي الإسباني، فيران توريس بمبلغ يصل إلى 65 مليون يورو في فترة الانتقالات الشتوية الحالية، ظهر سؤال كبير وهو: إذا كان هذا المبلغ هو فقط لصفقة واحدة فكيف سيقوم النادي بتمويل الصفقات الأخرى؟
مع العلم أن نادي مانشستر سيتي في البداية كان يطالب بمبلغ يصل إلى 70 مليون يورو ولكن مع استمرار المفاوضات استقر الناديان على المبلغ المذكور سابقاً، ومع ذلك سيظل مبلغاً باهظاً للغاية بالنظر إلى الوضع المالي غير المستقر للنادي الكتالوني.
خاصةً أن النادي يبحث عن كثير من التدعيمات في مختلف خطوط تشكيلته بعد أن منعت المشكلات المالية النادي من إنفاق مبالغ كبيرة للتعاقد مع اللاعبين في نافذة الانتقالات الصيف الماضي، رغم إصابة العديد من لاعبيه.
لماذا لم يتمكن برشلونة من عقد صفقات قوية سابقاً؟
أول شيء يجب الإشارة إليه هو أن مشكلة نادي برشلونة لا تتعلق بالسيولة المالية فلديهم المال لتغطية انتقالات اللاعبين القادمين، ولكن القواعد المالية لرابطة الدوري الإسباني هي التي تقيد الإنفاق في النادي.
حيث لكل نادٍ حد أقصى مختلف للراتب يتم حسابه بناءً على سلسلة من العوامل التي تشمل الإيرادات والتكاليف والديون وتضمن أن الفرق تنفق 70% فقط من الإيرادات، وبالنسبة للفرق التي تجاوزت ميزانية الراتب المخصصة لها يمكنها فقط إنفاق 25% من أي إيرادات جديدة أو توفير في التكاليف.
ونتيجة لذلك تقلصت ميزانية الرواتب في النادي لهذا الموسم إلى 97 مليون يورو (113 مليون دولار)، أي أقل بنحو 286 مليون يورو (334 مليون دولار) عما كان عليه قبل عام. ومن ثم كان لدى برشلونة هامش ضئيل للغاية للإنفاق عندما يتعلق بعقد الصفقات هذا الموسم.
إذاً كيف تمكن برشلونة من تحمُّل تكاليف انتقال اللاعب فيران توريس؟
حقيقة الأمر هناك كثير من العوامل قد توافرت للنادي لجلب اللاعب الإسباني بهذا المبلغ الكبير، أول هذه العوامل هو تقاعد اللاعب الأرجنتيني سيرجيو أجويرو بسبب مشاكل في القلب والذي وفر للنادي 5 ملايين يورو كانت ستُدفع له كراتب سنوي لمدة ثلاثة مواسم قادمة.
ثاني عامل هو أن القادم الجديد الظهير البرازيلي داني ألفيس، سيتقاضى راتباً سنوياً قدره 155 ألف يورو، وهو ما يخفض ميزانية الرواتب في النادي، وهو أمر مطلوب بشدة لتحقيق التوازن المالي، إضافة إلى ذلك يخطط النادي للتخلص من العديد من اللاعبين أصحاب الرواتب المرتفعة أو على الأقل تخفيضها بإعادة صياغة عقودهم في حالة ارتضوا ذلك.
ومن ضمن هؤلاء اللاعبين المرشحين للمغادرة صامويل أومتيتي وفيليب كوتينيو وسيرجينو ديست وكليمنت لينجليت وفرينكي دي يونج ولوك دي يونج ويوسف دمير، كما أن هناك أيضاً عدداً من اللاعبين الذين تنتهي عقودهم في شهر يونيو/حزيران القادم.
ومن ضمنهم اللاعب سيرجي روبرتو وعثمان ديمبلي اللذان من الممكن إعادة تعديل عقودهم والتي ستساعد في نهاية المطاف على تقليل سقف الرواتب، وبالتحديد اللاعب عثمان ديمبلي الذي يتفاوض معه النادي بشكل مكثف، لتخفيض راتبه السنوي للاستمرار مع النادي وعدم خسارته مجاناً، أو الاضطرار إلى دفع ما يتبقى من عقده الباهظ في حالة الاستغناء عنه من طرف واحد.
كما أن النادي يعمل على توقيع عقود مع رعاة جدد والحصول على قروض إضافية وإنشاء مشاريع جديدة مثل مشروع espai barca، وهو الأمر الذي سيساهم في تعافي النادي مالياً على المدى الطويل، مما يسمح للنادي بتوقيع عقود كبيرة مستقبلاً.
والأمر الأهم هو أن اللاعب فيران توريس كان يعرف أن النادي لا يمكنه تقديم راتب ضخم له في بداية عقده، ونتيجة لذلك وافق اللاعب على الحصول على راتب يبلغ 5.5 مليون يورو لمدة ستة أشهر في موسمه الأول من ضمن خمسة مواسم، هي مدة عقده مع النادي.
ماذا عن الصفقات القادمة؟
حتى الآن ومع عدم وضوح الرؤية بشكل مؤكد حول المغادرين سواء بالبيع النهائي أو الإعارة، فإن مسألة تدعيم الفريق الكتالوني أصبحت أمراً مُلحّاً للغاية لتشكيل العمق وتقديم خيارات إضافية للمدرب للوجود في دوري الأبطال بالموسم القادم سواء عبر الطريق التقليدي أو الفوز بلقب الدوري الأوروبي.
وبالنظر إلى تشكيلة الفريق حالياً، فإن وصول فيران توريس يمكنه أن يحل بعض مشاكل الفريق الهجومية. ولكن مع ذلك فإن التقاعد مع مهاجم قناص بمستوى لويس سواريز هو ما يتطلع إليه كثير من الجماهير.
إضافة إلى تدعيم الدفاع بلاعبين خبراء ومتمرسين يمكنهم إضفاء الأمان للخط الخلفي، ومع ذلك فإن كل هذه التحركات من المتوقع لها أن تكون في فترة الانتقالات الصيفية القادمة مع اتضاح الرؤية حول المغادرين أو التوصل إلى حلول جذرية لتخفيض أجور اللاعبين الحاليين.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.