سيعقد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، قمة افتراضية الإثنين 20 ديسمبر/كانون الأول 2021، لمناقشة اقتراح إقامة كأس العالم مرّة كل عامين، بدلاً من النظام الحالي القائم على مرة كل أربع سنوات.
قوبل هذا الاقتراح من قبل بمعارضة واسعة من دوريات ولاعبين ومشجعين، لكنه تلقى دعماً ملحوظاً من الاتحاد الإفريقي (كاف)، الذي يضم 54 اتحاداً من أصل 211 عضواً في الفيفا.
وكالة الأنباء الفرنسية شرحت في تقرير لها الأسباب وراء اقتراح الفيفا تغيير الموعد المُعتمد لكأس العالم.
الفائدة للجميع
يرى الاتحاد الدولي أن إقامة كأس العالم مرّة كل سنتين ستحقق المزيد من الأرباح التي يمكن توزيعها على الاتحادات في إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية، التي تعتمد على الدعم المالي من فيفا أكثر من البطولات الأوروبية الثرية.
رئيس الفيفا السويسري جاني إنفانتينو، يرغب في أن يجعل "كرة القدم عالمية بالفعل"، وأن يتيح البطولة أمام مشاركة الدول الصغيرة، الأمر الذي سيبدأ فعلياً اعتباراً من مونديال 2026 مع رفع عدد المنتخبات المشاركة من 32 إلى 48.
إنفانتينو قال هذا الأسبوع خلال وجوده في الدوحة على هامش بطولة كأس العرب: "عندما ننظر عن كثب، نرى أن كرة القدم ذات المستوى العالي محصورة إلى حد كبير في مجموعة صغيرة من البلدان.. من واجبنا أن نقلص هذه الفجوة".
لم يصل أي منتخب غير أوروبي، أو من خارج أمريكا الجنوبية إلى المباراة النهائية في كأس العالم، وستكون النسخة المقبلة في قطر عام 2022 الأولى التي تقام في الشرق الأوسط وفي بلد عربي، في حين استضافت بلدان منضوية تحت الاتحادين الأوروبي للعبة (ويفا) والأمريكي الجنوبي (كونميبول) 16 من أصل 22 نسخة منذ عام 1930.
إنفانتينو لا يريد فقط نسخاً أكبر من البطولة الدولية، بل أيضاً بلداناً مضيفة بالشراكة أكثر، ويقول في هذا الصدد: "راهناً، تمرّ 24 سنة من دون أن تستضيف قارة نهائيات كأس العالم، هذه فترة تتخطى جيلاً كاملاً".
أطراف تدعم التغيير
منح الاتحاد الإفريقي الشهر الماضي دعمه لاقتراح فيفا، فيما أبدى اتحادا كونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطى وجزر الكاريبي) وآسيا انفتاحهما على الفكرة.
في نهائيات كأس العالم بقطر تتأهل فقط خمسة منتخبات من القارة السمراء، وهو ما دفع مدرب ساحل العاج الفرنسي باتريس بوميل إلى اتهام فيفا مؤخراً "بقتل كرة القدم الإفريقية" بعد خروج "الفيلة" من التصفيات.
من جهته، قال "كونكاكاف" في سبتمبر/أيلول 2021، إنه سيدرس مقترحات لإصلاح الروزنامة الدولية للرجال والسيدات والشباب، إذا كان الهدف منها خلق هيكل أكثر توازناً لكرة القدم على مستوى العالم.
كما جنّد فيفا مجموعة من اللاعبين والمدربين السابقين، ممن يعتبرون "أساطير" في اللعبة الشعبية، ويتقاضون المال كسفراء للترويج لهذا المشروع، من بينهم حارس مرمى مانشستر يونايتد الإنجليزي السابق ومنتخب الدنمارك بطل أوروبا 1992 بيتر شمايكل الذي اعتبر من الدوحة "نحن جميعاً متفقون".
كذلك أكد البرازيلي رونالدو المتوّج بكأس العالم عامي 1994 و2002، أنه إذا سئل أفضل لاعبَين في العالم، الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستاينو رونالدو، عن رأيهما بهذا الاقتراح "أنا متأكد أنهما سيوافقان".
هل ستتأثر البطولات الأخرى؟
في هذا الصدد، اقترح الفرنسي أرسين فينغر الذي يشغل منصب مدير تطوير كرة القدم العالمية في "فيفا"، إقامة بطولة دولية كبرى كل عام، بالتناوب بين كأس العالم والبطولات القارية مثل كأس أوروبا وكوبا أمريكا.
كما أكد أنه سيتم خلق المساحات من خلال تنظيم جميع التصفيات في أكتوبر/تشرين الأول، أو في الشهر المذكور ومارس/ آذار بدلاً من إقامتها على مدى عام كامل.
يشكّل احتمال إقامة المزيد من المنافسات الدولية للرجال خطراً على صرف الانتباه عن مسابقات السيدات، إلا أن المدربة الأمريكية جيل إليس الفائزة بكأس العالم للسيدات مرتين، تقول إنه لا يمكن تجاهل إمكانية تحفيز النمو، وتابعت: "هناك أسباب كثيرة للنظر بالأمر".
ماذا بشأن المخاوف على صحة اللاعبين؟
يدحّض فينغر حجة أن اللاعبين سيواجهون ضغوطاً متزايدة، معتبراً أنهم سيقومون برحلات طويلة أقل من العادة، وسيحصلون على 25 يوماً من الراحة على الأقل بعد المشاركة خلال الصيف مع منتخبات بلادهم.
لم يتم تحديد جدول زمني لتنفيذ اقتراح فيفا، لكنْ هناك إجماع واسع على أن جدول المباريات الدولية الذي يستمر على هذا النحو حتى عام 2024، بحاجة إلى الإصلاح.
نجم مانشستر سيتي الإنجليزي والمنتخب البلجيكي كيفن دي بروين، رأى أن كأس العالم كل سنتين "ليست فكرة سيئة"، طالما يُمنح اللاعبون مزيداً من الوقت للراحة في نهاية الموسم.