هذا لا يحدث كل يوم، مباراة مثيرة مجنونة رائعة فيها كل شيء جمعت صربيا والبرتغال في العاصمة لشبونة، تعادل في النقاط قبل اللقاء، وفي حال انتهاء اللقاء بنتيجة التعادل ستتأهل البرتغال مباشرة.
البرتغال تتقدم بهدف مبكر بقدم ريناتو سانشيز، لكن صربيا تستحوذ وتسيطر بالطول والعرض، الفريق الضيف كان الطرف الأفضل بفوارق شاسعة طوال المباراة، لذلك سجل أولاً تاديتش هدف التعادل، ثم أطلق ألكسندر ميتروفيتش رصاصة الرحمة في الدقيقة التسعين.
صربيا تفوز على البرتغال، وتتأهل مباشرة لمونديال قطر 2022. البرتغال بقيادة كريستيانو رونالدو ورفاقه مصيرهم غامض في الملحق المؤهل لمونديال قطر.. فهل كان مونديال 2018 هو آخر إطلالة لرونالدو في الحدث الأكبر كروياً؟
على الناحية الأخرى، كان منتخب صربيا أكثر منتخب شجاع شاهدته في هذه التصفيات!
الصرب في ملحمة ملعب "النور" كانوا الأفضل على كافة الأصعدة، بدنياً وفنياً ونفسياً. تفوق بالطول والعرض وسط ميدان صربيا على نظيره البرتغالي، تمتلك صربيا الجودة اللازمة بحضور سافيتش من لاتسيو ولوكيتش من تورينو لتسهيل وصول إلى الكرة الأجنحة كوستيتش زيفكوفيتش ثم البديل رادونيتش.
أمام وسط الميدان المتألق والأجنحة النشيطة، لعب تاديتش كصانع ألعاب ومهاجم ثاني. أغلب كرات نجم أياكس أمستردام توجهت نحو العمق حيث مهاجم فيورينتينا فلاهوفيتش وبدرجة أقل للقادمين من الخلف.
ماذا فعل مدرب صربيا دراغان ستويكوفيتش ليحصد النقاط الثلاث بعدما أغلق البرتغال المنافذ أمامه في الشوط الثاني؟
أخرج لاعب الارتكاز الدفاعي نيمانيا غيدليج، وأقحم مهاجماً إضافياً من أجل خلق عمق هجومي وتحرير تاديتش لصناعة اللعب فقط وكسر خط وسط البرتغال الذي بدت عليه علامات الانهيار.
هذا المهاجم هو "المجنون" ألكسندر ميتروفيتش، فرصته الأولى مرت بجانب قائم لشبونة، لكن كانت الثانية قاتلة لحلم البرتغاليين بالتأهل المباشر. رأسية متقنة بتكنيك رائع سكنت شباك روي باتريسيو.
إسبانيا إلى كأس العالم بعد مطحنة كروية
على ملعب "لا كارتوخا" استضاف الإسبان منتخب السويد والعين على بطاقة العبور لكأس العالم، وكانت من نصيب أصحاب الديار بهدف في الدقيقة 85 بأقدام موراتا بعد "مطحنة" كروية.
رجال الأرض وتحت قيادة "اللوتشو" دخلوا اللقاء بالرسم المعتاد 4-3-3. أما السويد وبجلوس زلاتان إبراهيموفيتش على مقاعد البدلاء كانت البداية بالرسم 4-4-2.
بداية المباراة كانت بسيطرة شاملة لمنتخب إسبانيا والتحكم في مفاصل اللقاء، تدرج سليم ونقل سريع للكرة مع ضغط في منتصف ميدان السويد ساهم بخلق عديد من الفرص التي كانت تحتاج للمسة قبل الأخيرة والأخيرة، لكن السويد لم تقف بدون حلول بل حاولت تهديد مرمى إسبانيا مستعينة بتسديدات فورسبرغ الذي شكل خطراً في 3 تسديدات على مرمى الحارس أوناي سيمون واحدة منها كانت هدفاً محققاً، لكن العناية الإلهية تدخلت.
يحسب للإسبان والسويديين في الشوط الأول تماسكهم الدفاعي، ويحسب لأصحاب الأرض اللعب ككتلة واحدة، وسرعة الافتكاك والانطلاق بالهجمة المرتدة.
في الشوط الثاني بدأ الإسبان بنفس الحدة، فإما اقتناص الفوز والعبور وإما تعقد الأمور والذهاب نحو الملحق، الإسبان استمروا بالأسلوب عينه حتى حدود الدقيقة 65، حيث تراجعوا قليلاً وتركوا الكرة للسويد. ومع دخول زلاتان كان المنتخب السويدي أكثر خطراً من ذي قبل وخلق بضع فرص خجولة. التسارع وحسن الانتشار لدى الإسبان صنع لهم هجمة ترجمت لهدف التأهل عبر موراتا الذي دخل بديلاً لراؤول دو توماس.
لم أشاهد مدرباً تعرض لهجوم شرس في عام 2021 من إعلام بلاده والمحسوبين عليهم مثل لويس إنريكي!
هذا الرجل تمت مهاجمته لمدة ساعات على برامج التليفزيون الإسباني، ومثلها على صدر مانشيتات الصحف العاصمية. لماذا لم تأخذ هذا اللاعب؟ ولماذا أخذت ذلك؟ وهل ميولك هي السبب في اختياراتك؟ أم هناك أسباب أخرى؟ وهكذا ليل نهار لدرجة أن هناك إسباناً تمنوا خسارة بلادهم في كل مباراة، نكاية فقط في لويس إنريكي!
وفي عام 2021:
– سيمي فينال يورو 2020 "أفضل فريق في البطولة بجانب إيطاليا".
– وصيف دوري الأمم الأوروبية.
– تأهل مباشر لنهائيات كأس العالم بعد عمل ريمونتادا في النقاط من تأخر بـ -5 إلى تقدم بـ4 نقاط.
لويس إنريكي "لوتشو" يضرب ولا يبالي.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.