أثارت لاعبة في المنتخب الإيراني للنساء لكرة القدم حالة من الجدل، بعدما شكك الاتحاد الأردني لكرة القدم بأن تكون أنثى، داعياً الاتحاد الأسيوي للعبة بالتحقق من جنسها.
شقيق الملك عبد الله، الأمير علي بن الحسين وهو رئيس اتحاد كرة القدم بالأردن، دعا الأحد 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2021 إلى التحقق من جنس اللاعبة الإيرانية، التي كانت سبباً في خسارة منتخب الأردن للنساء وعدم تأهله في بطولة أمم آسيا 2022.
استند الاتحاد الأردني في طلبه إلى تورط منتخب إيران للسيدات في حوادث مشابهة، حيث قال في خطابه إن "فريق كرة القدم النسائي الإيراني له تاريخ في قضايا النوع الاجتماعي وتعاطي المنشطات".
اللاعبة التي يريد الأردن التحقق من جنسها هي "زهرة قدي" البالغة من العمر 32 عاماً، وفي اللغة الفارسية يُكتب اسمها "زهره کودایي"، وهي من محافظة خوزستان، بحسب ما أظهرته مواقع إخبارية إيرانية.
تلعب زهرة في نادي "ذوب آهن أصفهان" وأصبحت حارسة مرمى المنتخب الإيراني للسيدات لكرة القدم خلال التصفيات المؤهلة لبطولة أمم آسيا لعام 2022.
كان التشكيك بالحارسة قد بدأ بعد تداول صور لها على شبكات التواصل الاجتماعي تشكك بأنها أنثى، وفي إحدى الصور التي التقطت خلال احتفال منتخب إيران للنساء بالفوز على نظيره الأردني، كان حجاب اللاعبة قد أزيح قليلاً عن رأسها وظهر شعرها القصير، ما جعل البعض يتحدث عن احتمال ألا تكون أنثى.
من خلال البحث عبر المصادر المفتوحة وفي عدد من المواقع الإيرانية، توصلنا إلى عدد من النتائج حول اللاعبة.
يوجد عدد من الصور السابقة للاعبة على المواقع الإيرانية رفقة لاعبات أخريات التقين بمسؤولين إيرانيين، وتظهر صورة نشرها موقع imna في أكتوبر/تشرين الأول 2021، اللاعبة زهرة وهي تضع الحجاب وترتدي ملابس نسائية خلال لقائها بعدد من أعضاء المجلس الإسلامي في أصفهان.
ظهرت زهرة أيضاً في مقاطع فيديو خلال مقابلات سابقة، وتحدثت إلى الكاميرا وبحسب مقطع فيديو لمقابلة لها على يوتيوب بدا صوتها أنثوياً، كما ظهرت في مقابلة أخرى على موقع Aparat الإيراني، الذي يُعد نسخة مشابهة لليوتيوب، فضلاً عن مقابلة أخرى على موقع وكالة iribnews الإيرانية.
كانت اللاعبة قد أدلت بتصريحات لموقع Khabar Online الإيراني في أكتوبر 2021، ودعت إلى ضرورة المساواة بين الرجال والنساء، وأشارت إلى أنها تتوقع من السلطات في بلادها الاهتمام أكثر بالمنتخب النسائي، وأشارت إلى أنها خلال فترة من حياتها اضطرت للعمل في النجارة.
سُئلت اللاعبة في المقابلة عن تعليقات على شبكات التواصل الاجتماعي حول مظهر لاعبات كرة القدم الإيرانيات، وعما يُقال عن أن النساء يشبهن الرجال، وأجابت بأنها لا تهتم لمثل هذه التعليقات ولا تحب الحديث عنها، منتقدةً أصحاب هذه التعليقات.
من خلال ما هو منشور على شبكات التواصل الاجتماعي حول اللاعبة زهرة، فإن معظم التعليقات أشارت إلى أن ملامحها تشبه الرجال، ولكن لا دليل قاطع حول الآن بصحة التشكيك بجنس اللاعبة.
قد تكون ملامح هذه اللاعبة مردها إلى اضطراب في واحدة من الغدد الموجودة في الجسم، فهنالك حالات لنساء تغلب عليهن الصفات الذكورية وتبدو واضحة في أجسادهن.
موقع "الطبي" يشرح هذه الحالة، ويقول إن هنالك هرمونات ذكرية معروفة باسم "الأندروجينات" موجودة في كل من الذكور والإناث، ويشير إلى أنه عند النساء تعمل كل من الغدد الكظرية والمبايض على إنتاج الأندروجينات.
يشير الموقع إلى أن الغدة الكظرية تسهم بالنسبة الأكبر في إنتاج هذا الهرمون، والتي قد يؤدي اضطرابها إلى زيادة في نسبة الأندروجين، مما يتسبب في ظهور بعض المشاكل الصحية مثل حالة تذكير؛ والتي تتمثل بظهور الخصائص الذكورية الثانوية في النساء.
عندما يحدث هذا الاضطراب فإننا نصبح أمام متلازمة اسمها "كوشينج"، وبسببها تظهر صفات ذكورية على الإناث، من أعراضها:
فرط ظهور شعر الوجه، وعادةً ما يكون على الخدين والذقن والشفة العليا، وتغييرات في الصوت، وحجم الثدي يكون أصغر من الطبيعي، وتساقط في الشعر، وزيادة في كتلة العضلات، كما قد تصل الأعراض إلى حد الإصابة بالصلع الذكوري.
يُشار إلى أنه لم يصدر تعليق بعد من اللاعبة زهرة، أو الاتحاد الإيراني، أو الاتحاد الآسيوي لكرة القدم على مطالبة الأردن بالتحقق من جنس اللاعبة.
يُذكر أنه سبق أن تحدث محمد مرتضى نجاد رئيس أحد أندية كرة القدم الإيرانية في عام 2008 عن وجود رجال في المنتخب، لكن الاتحاد الإيراني وصف تلك الأحاديث في حينها "بالكاذبة".
في 2014 تم اكتشاف 4 رجال في منتخب إيران النسائي، في فضيحة تناقلتها مختلف وسائل الإعلام العالمية، ليعلن الاتحاد الإيراني لكرة القدم من بعدها طرد هؤلاء اللاعبين.
يذكر أن منتخب إيران للسيدات تأهل إلى بطولة أمم آسيا 2022 التي ستقام في الهند بعد تغلبه في المباراة الحاسمة على نظيره الأردني بركلات الترجيح في مباراة أقيمت في سبتمبر/أيلول 2021.