تصفيق جمهور ريال مدريد لرونالدينيو في ملعب "البرنابيو"، تحية جمهور يوفنتوس لكريستيانو رونالدو الخاصة في "الأليانز ستاديوم"، ومظاهرة حب جمهور الأهلي المصري للاعب الزمالك محمود علاء في استاد "القاهرة".
الأولى والثانية مشاهد يعرفها مشجعو الكرة جيداً، لكن شتان بينهما وتلك الثالثة، من تصفيق بإعجاب لما فعله رونالدينيو ورونالدو، وهتافات ساخرة من جمهور الأهلي لمدافع الزمالك "بنحبك يا حودة.. بنحبك يا حودة".
من استاد القاهرة البداية.. وإليه العودة
بدأت القصة من استاد القاهرة، في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، حينما شتت مدافع الزمالك محمود علاء الكرة برأسه في خطأ معروف لأبجديات الدفاع وقاعدة دفاعية مشهورة "لا تشتت الكرة نحو منتصف الملعب، ولكن إلى الأطراف"، ليستقبلها "رقم 19″، محمد مجدي قفشة، بصاروخية سكنت مرمى الزمالك معلنة عن فوز الأهلي بما أطلق عليه "نهائي القرن"، نهائي دوري أبطال إفريقيا ويتوج باللقب التاسع في تاريخه.
"التحفيل"
بطبيعة حال التنافس بين الغريمين، الأهلي والزمالك، على وسائل التواصل الاجتماعي، بدأ تحفيل جمهور الأهلي على جمهور الزمالك كعادة جميع المباريات التي ينتصر فيها الأحمر على الأبيض وأكثر، باعتباره كان نهائي بطولة قارية، لكن ما حدث مع محمود علاء كان مختلفاً.
جعل منه جمهور الأهلي بطلاً من أبطال اللقب القاري التاسع، وصاحب الأسيست الأعظم في تاريخ النادي –حسب قول بعض الجماهير الحمراء سخرية- على مواقع التواصل الاجتماعي، وتصدر "الكوميكس" والفيديوهات وأصبح "تريند" "السوشيال ميديا" الذي لا يفنى.
في بادئ الأمر، اعتقد البعض أنها فترة مؤقتة وستمر بعد أن ينتهي "التريند"، إلا أنه حتى وبعد تحقيق الأهلي اللقب العاشر من دوري أبطال أفريقيا في الموسم التالي، لم تنس الجماهير الأهلاوية محمود علاء، حتى بدت وكأنها حملة اغتيال معنوي للقضاء على مدافع الفريق المنافس.
تراجع المستوى
مرة تلو أخرى، و"تحفيلة" من وراء "كوميك" حتى تراجع مستوى علاء بالفعل، فأصبح حبيس الدكة في الكثير من المرات، لا يلعب إلا في الطوارئ لإصابة مدافع مثلاً، وغادر قائمة المنتخب المصري الذي كان دائم التواجد فيها قبل خطئه في نهائي القرن.
محاولة العودة من جديد.. ولكن!
مع بداية الموسم الجديد للدوري، عاد علاء للعب أساسياً مع الفريق، وقدم مردوداً جيداً إلى حد ما يبشر بأن اللاعب بدأ يستعيد توازنه النفسي ويجمع شتات أمره، وسيعود علاء الذي كان، مدافعاً جيداً قادراً على صد هجمات منافسي الزمالك.
لكن، ويالحظه العاثر.. تأتي مباراة القمة مبكراً هذا العام، ولا يتم تأجيلها كما جرت العادة في المواسم السابقة، ليبدأ اللقاء أساسياً ويظهر عليه نتاج "حملة الاغتيال المعنوي" التي استهدفته على مدار عام وأكثر.
هتافات لجماهير الأهلي الحاضرة في استاد القاهرة باسمه "بنحبك يا حودة"، وارتباك في الأداء ظهر جلياً في لقطة الهدف الثالث، التي لم يستطع فيها تشتيت الكرة أيضاً بالشكل الصحيح، ليجد نفسه وفريقه متأخرين بالنتيجة بثلاثية نظيفة في منتصف الشوط الأول.
صحيح أن الزمالك نجح في استعادة توازنه، وخرج من اللقاء وقد أحرز 3 أهداف حفظت ماء وجهه، إلا أننا نستطيع القول إن حملة الاغتيال المعنوي لمدافع الزمالك محمود علاء قد نجحت بشكل كبير.. وهنا تظهر قوة "السوشيال ميديا".
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.