في الـ29 من شهر نوفمبر الجاري سيعلن رسمياً عن المتوج بجائزة الكرة الذهبية لسنة 2021، لتكون الأصعب والأكثر جدلاً عبر التاريخ بسبب تراجع مستويات ميسي ورونالدو.
الثنائي الذي هيمن على الجائزة وعلى الكرة العالمية بالعقد الأخير الذي كان فيه الصراع محصوراً إذا استثنينا تتويج الكرواتي لوكا مودريتش سنة 2018.
التسريبات المتناثرة على صفحات الإنترنت لنتائج التصويت الذي أغلق رسمياً يوم 24 أكتوبر الماضي، حملت متوّجاً جديداً اسم البولندي روبرت ليفاندوفسكي مهاجم بايرن ميونيخ متبوعاً بليونيل ميسي وكريم بنزيمة. بينما جاء الجوهرتان إمبابي وإيرلينغ هالاند في المركزين السادس والثامن على التوالي، وحل رونالدو في المركز التاسع، وجاء المتألق محمد صلاح في المركز الرابع في وقت كان الكثير يرشح الإيطالي جورجينيو المتوّج بدوري أبطال أوروبا مع تشيلسي وكأس أمم أوروبا مع إيطاليا لنيل الجائزة، أو حتى كريم بنزيمة المتألق مع ريال مدريد منذ رحيل رونالدو والمتوج مع فرنسا بدوري الأمم الأوروبية.
لماذا ليفاندوفسكي؟
إذا صحت التسريبات فإن تتويج ليفاندوفسكي سيكون أفضل تعويض للبولندي عن حجب جائزة السنة الماضية التي كان مرشحها الأول دون منازع.
سجل ليفاندوفسكي 47 هدفاً في 39 مباراة خاضها الموسم الماضي، من بينها 41 هدفاً في الدوري الألماني محطماً الرقم القياسي التاريخي لأسطورة الماكينات الألمانية غيرد مولر الذي أحرز 40 هدفاً عام 1972. قاد ليفاندوفسكي العملاق البافاري للتتويج بلقب البوندسليجا للعام التاسع توالياً، وتوج بجائزة أفضل لاعب في ألمانيا وأفضل رياضي في بولندا.
وراح منذ بداية الموسم يسجل الأهداف ليبلغ 12 هدفاً في 10 مباريات في الدوري الألماني متحوّلاً إلى ماكينة تهديف تريدها كل النوادي الكبرى رغم تجاوزه سنة الـ30 وتواجده مع منتخب ضعيف المستوى كمنتخب بولندا لا يسمح له بالتألق أوروبياً وعالمياً مثلما هو شأن ميسي، ورونالدو، وبنزيمة، ونيمار مع البرازيل.
ميسي كان مرشحاً قوياً عكس رونالدو
ميسي من جهته قبل أن يغادر "البرسا" كان مرشحاً للفوز بالجائزة السابعة بعد تتويجه بلقب كأس ملك إسبانيا، ثم تتويجه مع منتخب بلاده بلقب كوبا أمريكا وجائزة هدافها، وبجائزة هداف الدوري الإسباني مسجلاً 40 هدفاً في 49 مباراة مع "البرسا" وباريس سان جيرمان ومنتخب الأرجنتين سنة 2021.
لكن منذ انتقال ميسي إلى العاصمة باريس في الصيف الماضي تراجعت أسهمه وحظوظه في الفوز بالجائزة رغم تصريح جورجينيو الذي قال فيه: "إذا فزت بالكرة الذهبية بدلاً من ميسي فستكون فضيحة، يجب أن يفوز بها دائماً".
ليو ميسي قد يحل ثانياً في الترتيب، لكن رونالدو متوقع أن يكون السابع حسب ترتيب الجائزة المسرب، ولم يكن هذه المرة من المرشحين البارزين بسبب تراجع أداء فريقه السابق يوفنتوس ثم مغادرته للدوري الإيطالي وعودته إلى مانشستر يونايتد ليتوقف عند 5 تتويجات بالجائزة، لن يتخطاها إلا إذا فاز بدوري الأبطال مع الشياطين الحمر أو كأس العالم مع البرتغال.
متى يتوج بنزيمة؟
كريم بنزيمة الذي جاء ثالثاً في الترتيب المسرب صار في نهاية السنة أحد أبرز المرشحين للتتويج خاصة بعد فوزه مع منتخب بلاده بلقب دوري الأمم الأوروبية في سنة سجل فيها 30 هدفاً في 46 مباراة مع الملكي، إضافة إلى عودته إلى المنتخب الفرنسي وتسجيله لأهداف حاسمة في نهائيات اليورو ودوري الأمم الأوروبية خاصة أمام إسبانيا في النهائي، مؤكداً صحوته وجدارته بقيادة هجوم الريال منذ غادر رونالدو الذي كان ظلاً له لسنوات قبل أن يتحرر وينفجر على مقربة من مونديال قطر الذي يسعى فيه للحفاظ على تاجه العالمي والتتويج بجائزة أفضل لاعب لأول مرة في مشواره الكروي الثري بالألقاب الجماعية مع فرنسا والريال، والخالي من أي تتويج فردي بالجوائز الأوروبية والعالمية في زمن ميسي ورونالدو لسوء حظه.
لماذا لا يتوج صلاح بالجائزة؟!
تألق محمد صلاح اللافت في بداية الموسم مع فريقه ليفربول جعله الأحسن في العالم حالياً دون منازع ما دفع ببعض المحللين الى ترشيحه للفوز بالجائزة.
لكن الأمر يبقى مستبعداً في نظر الكثيرين، بل مستحيلاً لأن اختيار الأفضل يكون بمستوى تألقه على مدار العام بالكامل، وليس آخر شهرين فقط، ولا يكون بسبب تألقه الفني الفردي فقط، وإنما يرتبط بعدد البطولات التي يحققها على مدار العام سواء مع فريقه أو منتخب بلاده، وهو ما لم يتحقق لمحمد صلاح في الموسم الحالي لأنه لم يحقق أي بطولة الموسم الماضي مثلما فعل جورجينيو وكانتي مع تشيلسي وايطاليا وفرنسا، وفعله بنزيمة وميسي مع فرنسا والأرجنتين، أو حتى ليفاندوفسكي بطل ألمانيا وهداف بايرن ميونيخ وبولندا.
محمد صلاح لن يتوج حتى بلقب أفضل لاعب في إفريقيا هذا العام رغم مستواه المميز مع ليفربول حتى عندما كان الفريق في أسوأ أحواله الموسم الماضي، لأن الأمر يحسب أيضاً بعدد التتويجات الجماعية التي ترشح حارس تشيلسي السنغالي إدوارد ماندي للفوز، لكن حظوظه ستكون كبيرة للفوز بجائزة سنة 2022 إذا توج بكأس أمم إفريقيا شهر فبراير المقبل وتأهل إلى نهائيات كأس العالم مع منتخب مصر، وتمكن من الحفاظ على مستواه الفردي والتهديفي بعدما سجل في 10 مباريات متتالية مع ليفربول في جميع المسابقات، و14 هدفاً في 12 مباراة منذ انطلاقة الموسم وتجاوز ديدي دروغبا في عدد الأهداف المسجلة من طرف لاعب إفريقي في الدوري الإنجليزي الممتاز.
قبل أشهر من الآن كان الكثير يتوقع حجب الجائزة للسنة الثانية على التوالي بسبب تداعيات تفشي وباء كورونا، لكن الكثير سيسعد بتتويج ليفاندوفسكي الذي حُرم منها السنة الماضية قبل أن يتم تعويضه نهاية الشهر الجاري باعتبارها آخر فرصة له بعدما نجح في الفوز بالحذاء الذهبي كأفضل هداف في قارة أوروبا وسجل 3 أهداف في كأس أمم أوروبا مع بولندا رغم الخروج من الدور الأول، ليبقى تتويج صلاح وبنزيمة وإمبابي وهولاند مؤجل إلى عهد سقطت فيه ثنائية ميسي ورونالدو.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.