سيكون نهائي دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم، الأحد 10 أكتوبر/تشرين الأول 2021، حدثاً مُهماً للاعبي فرنسا وإسبانيا، لكنه سيكون استثنائياً لأحد اللاعبين بالتحديد وهو إيمريك لابورت.
ولعب لابورت مع منتخبات فرنسا للشباب أكثر من 50 مباراة، وحمل شارة قيادة فرق تحت 17 و18 و19 و21 عاماً.
مدافع إسبانيا يواجه بلده الأصلي
وانضم مدافع مانشستر سيتي ثلاث مرات، إلى تشكيلة المنتخب الأول، لكنه لم يلعب أي مباراة تحت قيادة المدرب الحالي ديدييه ديشان.
لكن طريقة حل مشكلة الغياب كانت قاسية، إذ إنه بعد الحصول على الجنسية الإسبانية في مايو/أيار، قرر لابورت تغيير هويته الكروية على المستوى الدولي وتمثيل منتخب آخر.
وسيخوض المدافع البالغ عمره 27 عاماً، مباراته الدولية رقم 12 في فترة قصيرة مع إسبانيا، وستكون المواجهة ضد البلد الذي وُلد فيه.
وقال لابورت في حساب منتخب إسبانيا على تويتر: "ستكون مباراة استثنائية جداً بالنسبة لي، وكما قلت سابقاً فأنا ألعب بتركيز كبير. ينصب تركيزي بنسبة 100% أو حتى 300% مع إسبانيا".
وأضاف: "سأبذل قصارى جهدي. سألعب ضد زملائي السابقين (في منتخبات فرنسا للشباب)، لكن الشيء الوحيد الذي أفكر فيه هو الفوز بالنهائي، وهذا أهم شيء في الوقت الحالي".
ونشأ قلب الدفاع في جنوب غربي فرنسا، وانتقل إلى إسبانيا في 2010 للالتحاق بأكاديمية الشباب في أتلتيك بيلباو.
وقال ديشان إنه لم يتحدث إلى لابورت منذ قراره اللعب لإسبانيا.
وأضاف: "لم أتحدث إليه مرة أخرى. إنه يملك هذه الفرصة وأنا سعيد من أجله. لقد كان معنا، والآن هو معهم. هذا قراره وأنا أحترمه".
وتابع: "هذا الطريق الذي أراده وأتمنى أن تسير معه الأمور بشكل جيد، رغم واقع أن هدفنا سيتعارض معاً في مباراة الغد".
وستلتقي فرنسا بطلة العالم، مع إسبانيا في نهائي دوري الأمم الأوروبية باستاد سان سيرو، الأحد. وفيما يلي، أبرز خمس نقاط عن المباراة.
هل يمكن إيقاف ثلاثي هجوم فرنسا؟
من الصعب التفكير في منتخب يملك قوة هجومية أكبر من ثلاثي فرنسا كيليان مبابي وكريم بنزيمة وأنطوان غريزمان، وسيتعين على إسبانيا ايجاد طريقة لتعطيلهم.
في قبل النهائي أمام بلجيكا يوم الخميس، شكل مبابي وبنزيمة ثنائياً متعاوناً، وبحث كل منهما عن الآخر بانتظام، فيما لعب غريزمان بمرونة خلفهما.
تعامل دفاع إسبانيا جيداً بما يكفي مع هجوم إيطاليا في قبل النهائي، لكن سرعة مبابي وشراسة بنزيمة أمام المرمى ومهارات غريزمان تعني اختباراً مختلفاً.
ومن المتوقع أن يلعب إيمريك لابورت، المولود في فرنسا، بجوار باو توريس بقلب دفاع إسبانيا، وسيكون من المشوق رؤية أي تحولات خططية للمدرب لويس إنريكي لمواجهة أي تحديات يفرضها نظيره ديدييه ديشان.
أسلحة إسبانيا
تسبب ميكل أويارزابال وبابلو سارابيا في مشاكل لا حصر لها لدفاع إيطاليا بسرعتهما وبراعتهما، وبجانب المهاجم فيران توريس يشكلون أخطر أسلحة إسبانيا، وسيأمل لويس إنريكي تكرار الأداء نفسه.
ولعب ظهيرا فرنسا بنجامين بافارد وتيو هرنانديز، في أدوار متقدمة وقدما مساندة هجومية رائعة حتى إن بافارد صنع هدف هرنانديز خلال الفوز في اللحظات الأخيرة باستاد يوفنتوس.
هل سيطلب ديشان منهما الحفاظ على العمق الهجومي نفسه مع مراقبة جناحي إسبانيا أم يتوقع من ثلاثي الدفاع تأدية الأدوار الرئيسية فقط؟
إذا فضّل الخيار الثاني فسيدفع على الأرجح بلوكا هرنانديز في اليسار بثلاثي الدفاع وجول كوندي في اليمين مع وجود رفائيل فاران في القلب.
إلى أي درجة سيؤثر غياب كانتي؟
الفرنسي نغولو كانتي هو على الأرجح أفضل لاعب وسط مدافع في العالم، وغيابه بسبب إصابته بـ"كوفيد-19″ سيضعف هذه المنطقة بوضوح.
تعامل بول بوغبا وأدريان رابيو بشكل جيد أمام بلجيكا، لكن أسلوب التمرير الخاص بإسبانيا سيضع انضباطهما الدفاعي تحت الاختبار ومن المحوري عدم ترك مساحات.
هل يتألق الفتى المعجزة مجدداً؟
كان أداء جابي (17 عاماً)، لاعب وسط برشلونة، في مباراته الأولى مع إسبانيا، من أبرز اللقطات المبهرة خلال الفوز في الدور قبل النهائي، ورغم أنه خاض ثلاث مباريات فقط أساسياً مع ناديه أظهر ثبات لاعب مخضرم.
هل سيسمح لويس إنريكي لأصغر لاعب دولي في تاريخ بلاده ببدء النهائي؟ واذا قرر ذلك فهل سيلعب بالهدوء نفسه كما فعل أمام إيطاليا؟
إذا أراد مدرب إسبانيا أداءً أكثر تحفظاً فقد يتعين عليه اختيار رودري لاعب الوسط المدافع في مانشستر سيتي.
هل يشكل توريس تهديداً؟
رغم أنه ليس مهاجماً صريحاً أو رأس حربة بالتشكيلة، نال فيران توريس هذا الدور أمام إيطاليا وسجل هدفي الفوز.
ولعب توريس، الذي عُرف عادةً كجناح، في قلب الهجوم مع مدربه بيب غوارديولا في مانشستر سيتي واعتاد هذا المركز تدريجياً.
لكنه سيواجه أحد أفضل المدافعين وهو فاران، وتأمل فرنسا تجنب لدغاته أمام المرمى.