يمثّل دولة غير معترف بها.. شريف تيراسبول في مواجهة تتعدى التاريخ والجغرافيا أمام ريال مدريد

عربي بوست
تم النشر: 2021/09/28 الساعة 14:19 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/09/28 الساعة 14:19 بتوقيت غرينتش
شريف تيراسبول يخوض مباراة تاريخية أمام ريال مدريد (رويترز)

قد تكون مواجهة ريال مدريد، حامل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز ببطولة دوري أبطال أوروبا، أمام ضيفه شريف تيراسبول "المجهول"، عادية بالنسبة للفريق الملكي، وقد يرى مشجعوه أن الحصول على النقاط الثلاث، مسألة تسعين دقيقة فقط.

لكنها على الجهة المقابلة، تُعتبر مباراة للتاريخ بكل ما تحمل الكلمة من معنى، ليس كونها الأولى لشريف أمام عملاق أوروبا فقط، بل لعدة اعتبارات سياسية وجغرافية.

شريف تيراسبول يواجه ريال مدريد

فنادي شريف ينتمي إلى مدينة تيراسبول عاصمة منطقة ترانسنيستريا، الواقعة شرق مولدوفا، التي كانت واحدة من دول الاتحاد السوفييتي قبل تفككه في بداية تسعينات القرن الماضي.

ووفق القانون الدولي، فإن المساحة التي يمثلها النادي تنتمي رسمياً إلى مولدوفا، لكن اللافت في الموضوع، أن الوضع السياسي للمنطقة لا يزال دون حل، لتصبح ترانسنيستريا دولة غير معترف بها، ولكنها مستقلة بحكم الأمر الواقع، ولها حكومتها وبرلمانها وجيشها وعملتها، كما أن لها دستوراً وعلماً ونشيداً وطنياً.

ويعتبر النادي حديث النشأة، حيث تأسس عام 1997، وأُجبر على التنافس في البطولات المحلية في مولدوفا لعدم حصول "دولته" على الاعتراف الرسمي، كما يمثلها على المستوى الأوروبي.

وفجَّر شريف تيراسبول مفاجأة من العيار الثقيل، حين تغلَّب على شاختار دونتسيك الأوكراني في الجولة الأولى من دوري الأبطال، ويحتل صدارة المجموعة الثالثة، بفارق الأهداف فقط عن مضيفه في مباراة الليلة ريال مدريد.

ووفق صحيفة MARCA فإن متوسط ​​الراتب الشهري للمنطقة هو 200 يورو، الأمر الذي أجبر الصحيفة على التساؤل، كيف يمكن للنادي الوصول إلى دوري أبطال أوروبا؟

كانت الإجابة بسيطة للغاية، إنها كرة القدم، فالنادي يسيطر على 60% من اقتصاد تلك المنطقة!.

هيمنة مطلقة

وتضيف "ماركا": "يسيطر النادي على كل شيء في الجمهورية من الواردات إلى السياسة، على الرغم من عدم وجود ارتباط وثيق بين الحكومة الجمهورية ولعبة كرة القدم".

وساهمت التسهيلات في لوائح كرة القدم في مولدوفا، خاصة فيما يتعلق بالمواهب المحلية، في منح الفريق مزيداً من الحرية في إبرام صفقات خارجية، ليتمكن النادي من ضم لاعبين من 14 دولة مختلفة، من أوروبا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية.

وينتهج فيكتور جوشان، مالك النادي، سياسة دفع القليل من الأموال على التعاقدات، مع منح رواتب عالية، الأمر الذي ثبت نجاحه في إيجاد توازن إيجابي عندما يتعلق الأمر بالانتقالات، وفق "ماركا".

ورغم حداثة عهد النادي في كرة القدم، إلا أنه نجح في التتويج ببطولة الدوري المولدوفي في 19 مناسبة، ويشارك للمرة الأولى في تاريخه، بمسابقة دوري أبطال أوروبا، حيث يلعب في المجموعة الثالثة إلى جانب أندية ريال مدريد وإنتر ميلان وشاختار دونتسيك.

تحميل المزيد