قالت صحيفة The Times البريطانية إنه من المقرر أن يعتزل هاكوهو، الذي يُعتبر أعظم مصارع سومو في تاريخ الرياضة، بعد أن أجهز فيروس كورونا والإصابة على ما تبقى من مسيرته الرياضية الفريدة من نوعها.
ابن منغوليا هاكوهو (36 عاماً)، الحاصل على لقب يوكوزونا (البطل الأعظم)، اتّخذ قراره بعد أن اضطر للانسحاب من بطولة الخريف لإصابة مصارعين مقربين منه بكوفيد-19 وفقاً لوسائل الإعلام اليابانية وهو يُودّع هذه الرياضة حاملاً في جعبته رقماً قياسياً من 899 انتصاراً بعد حصوله على اليوكوزونا، وذلك عقب تحطيمه لكافة الأرقام القياسية الأخرى تقريباً وبفوارق كبير ستستغرق سنوات لكسرها.
كما حصد هاكوهو ألقاب 45 بطولة، بعد أن كسر الرقم القياسي السابق بـ32 بطولة قبل ست سنوات كما يمتلك الرقم القياسي لأكبر سلسلة من البطولات المتتالية (سبع بطولات)، وأطول فترةٍ لحامل لقب يوكوزونا (84 بطولة)، وأكبر عدد من الانتصارات في المباريات (1,187 فوزاً).
وفي يوليو/تموز، خلال ظهوره الأخير في الحلبة، فاز هاكوهو في كافة مبارياته الـ15 اليومية لبطولة الصيف. وكانت هذه هي المرة الـ16 التي يُقدّم فيها أداءً مثالياً، متفوّقاً على حامل الرقم السابق بنسبة الضعف.
وقد جاءت مسيرته الرياضية لتُحكم هيمنة مصارعي منغوليا على واحدة من أقدم الرياضات التقليدية في اليابان، حيث فاز مصارعو منغوليا بـ60 من أصل 65 بطولة خلال السنوات العشر الماضية. إذ إنّ حياة التدريب والانضباط الصارمة التي تُفرض على المصارعين صارت منفرةً بشكلٍ متزايد للشباب الياباني الميسور، لكنها تجتذب عدداً كبيراً من المصارعين اليابانيين الذين لهم تقاليدهم الخاصة والراسخة في المصارعة.
وقد وُلِدَ هاكوهو باسم مونخباتين دافآجارجال في مدينة أولان باتور وكان والده جيغجيدين مونخبات مصارعاً حراً فاز بميدالية فضية لمنغوليا في أولمبياد المكسيك عام 1968. وبطوله الذي يصل إلى 193 سم، شجّع الكثيرون هاكوهو في شبابه على ممارسة كرة السلة، لكن اهتمامه زاد برياضة السومو بعد زيارة اليابان عام 2000 وهو في الـ15 من عمره.
ولكن وزنه الذي لم يتجاوز الـ62 كغم تسبّب في رفضه من قبل العديد من "إسطبلات السومو"، وهي النوادي التي يعيش ويتدرب المصارعون داخلها. لكنه حظي بالقبول أخيراً بفضل توصيةٍ من كيوكوشوزان، أول مصارع منغولي يبلغ أعلى درجات رياضة السومو.
واتّخذ مونخباتين الصغير اسم "هاكوهو" ليكون اسمه في الحلبة، وهو يعني "البطريق الأبيض" الذي يُعتبر من الطيور الأسطورية في الصين. وقد فاز ببطولته الأولى بعد ست سنوات، ثم صار اليوكوزونا رقم 69 في تاريخ الرياضة وهو في الـ22 من عمره عام 2007.
وقد أثار استهجان أنصار التقليدية في عالم السومو بسبب أسلوبه غير التقليدي وعادة الزئير عند النصر فوق خصومه المهزومين، وذلك لأنهم يرون أنّ المصارع الوقور يجب ألا تصدر عنه أي تعابير في النصر أو الهزيمة.
لكنه أسر قلوب العديدين ممن استمتعوا بمنافسته مع زميله البطل المنغولي أساشوريو.
وغاب هاكوهو عن بطولة رأس السنة الكبرى بعد تشخيص إصابته بفيروس كورونا، الذي ضرب إسطبلات السومو حيث يعيش المصارعون جنباً إلى جانب. وفي الربيع، اضطر للانسحاب من أجل إجراء جراحة في ركبته اليُمنى دائمة الإصابة.
وبعد فوزه في الصيف، تلّقى الضربة الأخيرة بتفشّي الفيروس داخل إسطبل السومو الذي يعيش فيه، مما أجبره على فرض الحجر الصحي والانسحاب من بطولةٍ أخرى.
وقد حصل قبل عامين على الجنسية اليابانية تحت اسم هاكوهو شو، وهي خطوةٌ ستسمح له بأن يصير مدرباً بعد اعتزاله ليُؤسّس الإسطبل الخاص به في النهاية.