فاز حسن نور الدين، الملاكم الإيطالي من أصول مغربية، ببطولة الملاكمة الإيطالية على وزن الريشة، الأحد 19 سبتمبر/أيلول، وذلك بعد هزيمة خصمه المتشح بوشوم النازية.
نور الدين الذي يبلغ من العمر 34 عاماً، وُلد في المغرب قبل انتقاله لإيطاليا مع والديه في طفولته، وفقاً لما ذكره موقع Middle East Eye البريطاني، الثلاثاء 21 سبتمبر/أيلول 2021.
واجه الملاكم خصمه ميشيل برويلي (29 عاماً) في نهائي بطولة الملاكمة بمدينة ترييستي الإيطالية، وأظهرت الصور برويلي وجسده يحمل العديد من وشوم النازية الجديدة والشعارات الفاشية، وبينها شعار صاعقة قوات الأمن الخاصة النازية (شوتزشتافل) والصليب السلتي.
كذلك ضمت قائمة الوشوم على صدره الرقم 88، الذي يستخدمه النازيون الجدد للإشارة إلى تحية "هايل هتلر" لأن حرف H بالإنجليزية هو ثامن حروف الأبجدية، بحسب ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية.
لم تكن وشوم برويلي النازية وحدها من لفتت الأنظار، فقبل وصوله إلى الحلبة، أنشد أنصاره الأغنيات النازية وتبادلوا التحيات الفاشية، كما أدّى الملاكم تحيةً فاشية لفريقه وطاقمه قبل النزال وفقاً لوسائل الإعلام الإيطالية.
الملاكم نور الدين، قال رؤية تلك الوشوم التحريضية منحته دافعاً أكبر و"جعلت للفوز طعماً أجمل"، مضيفاً: "لا أُنكر أن هزيمة شخص يحمل هذه الوشوم هو انتصارٌ مزدوج".
أضاف في مقابلة مع صحيفة La Stampa الإيطالية، أنه يرى أنّ تلك الوشوم كانت "فاحشةً ولا مبرر لها. لقد أثارت رؤية وشوم بوريلي، التي تُمجّد النازية، اشمئزازي".
من جانبه، تعرّض الاتحاد الإيطالي للملاكمة لانتقادات عديدة بسبب السماح لبوريلي بالمنافسة، وفي هذا الصدد قال نور الدين للصحيفة الإيطالية: "كان يجب أن يُدركوا أنّ هذا الملاكم له ميولٌ مُعيّنة، والتحريض على الكراهية هو أمرٌ يُعاقب عليه القانون".
في وقت لاحق أدان الاتحاد الإيطالي تلك الوشوم، وقال إنّه يدرس توقيع عقوبات على بوريلي، وفي الوقت ذاته، تُحقّق السلطات الرياضية في الكيفية التي سُمِح بها لبوريلي من الأساس بالحصول على عضوية محترف في الاتحاد الإيطالي.
كما تبحث الشرطة القضية وتُناقش النيابة في المدينة مسألة فتح تحقيقٍ جنائي، بحسب The Guardian، وبموجب القانون الإيطالي، فإنّ من يؤدون التحية الفاشية معرضون لعقوبة سجن تصل لعامين، كما أنّ نشر المظاهر الفاشية أو النازية يُعاقب عليه القانون بسجنٍ إضافي يصل إلى ثمانية أشهر.
كان نور الدين قد سلط الضوء في تصريحاته على خطورة السماح لهذه الشعارات بالظهور على الشاشات، وقال: "يعلم أي شخص ذهب إلى المدرسة ما فعله النازيون، وحتى من لم يذهبوا إلى المدرسة يعرفون الهولوكوست. ويجب أن يفهم الشباب أنّ هذه الرسائل خطيرة. ويجب تذكيرهم بأنّ هذه الشعارات كانت تُشجع على الإبادة الجماعية".
احتفى العديدون على الشبكات الاجتماعية بانتصار نور الدين، حيث قدّمت له إحدى التغريدات تحيةً كبيرة على أدائه، وكان بطل إيطاليا الجديد قد اصطحب معه زوجته وابنه لمشاهدة المباراة.
بحسب التقارير وصل نور الدين إلى إيطاليا وهو في السادسة من عمره، ويعمل الآن في مصنعٍ لإنتاج نواقل حركة المحركات الخاصة بالآلات الصناعية.