نشر رواد مواقع التواصل الاجتماعي، السبت 4 سبتمبر/ أيلول 2021، صورة تظهر تعانق الجزائري إسكندر جميل عثماني، الفائز بالميدالية الذهبية في سباق 400 متر، والمغربي محمد أمكون، الفائز بالميدالية الفضية، لفئة ضعاف البصر في دورة الألعاب البارالمبية المقامة في العاصمة اليابانية، طوكيو، وقد لاقت ترحيباً كبيراً بين المتابعين والمغردين على الرغم من الخلافات السياسية التي تعيشها البلدان.
حيث قد نالت الصور التي التقطت للعداءين، وهما يعانقان بعضهما البعض، إعجاب رواد التواصل الاجتماعي في المغرب والجزائر وباقي الدول العربية، بحسب ما وثقت شبكة الأنباء الفرنسية.
وتم تداول الصور والتعليقات التي جاء في أغلبها أن "ما تفرقه السياسة، تجمعه الرياضة" و"ديما خاوة".
يقول وليد كبير في تغريدة نشرها عبر حسابه على تويتر: "صورة رائعة… رسالة موجهة لمن قرروا قطع العلاقات مع المغرب وللأبواق التي تلعن المستقبل وتزرع الفتنة بين الشعبين الشقيقين".
وكتب فهد الغفيلي: "عناق بين العداء الجزائري إسكندر جميل عثماني صاحب الميدالية الذهبية مع المغربي محمد أمكون صاحب الميدالية الفضية ضمن دورة الألعاب البارالمبية. حين تعلو الشعوب فوق خلافات حكوماتها".
ونشر مستخدم آخر: "الصورة أحسن من ألف تعليق، نحن إخوة ولا فرق بين جزائري ومغربي".
توتر العلاقات بين الجزائر والمغرب
ووصلت الأزمة بين الجزائر والمغرب إلى مرحلة خطيرة، بعد إعلان الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع الرباط؛ مما يضيف مزيداً من التوتر في منطقة شمال إفريقيا.
حيث أعلن وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة نهاية أغسطس/آب 2021، قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، بسبب ما وصفها بـ"الأعمال العدائية" للمملكة.
وقال لعمامرة إن المسؤولين في المغرب يتحملون مسؤولية تردي العلاقات بين البلدين، وفق تعبيره، متهماً الرباط بدعم منظمتيْن وصفهما بـ"الإرهابيتيْن" والضالعتين بالحرائق الأخيرة التي اندلعت في الجزائر، حسب قوله.
وندد الوزير الجزائري بما قال إنها حملة اعتمدت على سيناريوهات خيالية تستهدف الجزائر، ووصف حديث أحد الدبلوماسيين المغاربة عن حق تقرير مصير منطقة القبائل بالانحراف الخطير.
في 18 أغسطس/آب 2021، أعلنت وزارة الخارجية الجزائرية استدعاء سفيرها لدى الرباط "فوراً للتشاور"، على خلفية إعلان سفير المغرب في الأمم المتحدة عمر هلال لأول مرة دعم "حركة استقلال منطقة القبائل"، التي تصنفها الجزائر كمنظمة إرهابية.
ولم تستبعد الوزارة في ذلك الوقت "اتخاذ إجراءات أخرى حسب التطور الذي تشهده القضية".
وكانت الجزائر أعلنت في 19 أغسطس/آب الماضي، أنها ستعيد تقييم علاقاتها مع المغرب بعد ما وصفتها بـ"أعمال عدائية"، وأشارت في بيان إلى أنها ستكثف المراقبة الأمنية على حدودها الغربية.
جاء ذلك عقب اجتماع استثنائي للمجلس الأعلى للأمن الجزائري برئاسة الرئيس عبدالمجيد تبون لبحث ما وصفتها الرئاسة بالأوضاع العدائية المتواصلة من المغرب، حسب ما أفاد به بيان لرئاسة الجمهورية.
والحدود بين الجزائر والمغرب مغلقة رسمياً منذ 16 أغسطس/آب 1994، ولم يصدر في الحال أيّ ردّ من الرباط على القرار الجزائري.
الأزمة بين الجزائر والمغرب قديمة ومتجددة، وتتعلق بالمنافسة بين البلدين على زعامة شمال إفريقيا، والتباين التاريخي بين النظام الجزائري الاشتراكي القومي الذي كان حليفاً للسوفييت والنظام المغربي الملكي الحليف للغرب.
وبطبيعة الحال أبرز أسباب الخلاف هو أزمة الصحراء التي يعتبرها المغرب جزءاً من أراضيه، فيما تراها الجزائر من إرث الاستعمار وتطالب بحق تقرير المصير لسكانها، فيما ينظر على نطاق واسع لها على أنها الداعم الرئيسي لجبهة البوليساريو التي تسيطر على أجزاء من الصحراء، وخاضت حروباً مع الرباط من أجل الانفصال.
والصحراء هي منطقة صحراوية شاسعة على الساحل الأطلسي لإفريقيا ومستعمرة إسبانية سابقة يسيطر المغرب على 80% منها، ويقترح منحها حكماً ذاتياً تحت سيادته، في حين تطالب جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر باستقلالها.