في سنوات الطفولة كان ابن ضاحية بوندي في العاصمة الفرنسية باريس يركض بين الأزقة مداعباً الكرة بمهارة كبيرة وسرعة أكبر، ليعود إلى منزل العائلة مساء فيتابع مباريات قدوته كريستيانو رونالدو وهو يلعب ويحرز دوري أبطال أوروبا مع فريق العاصمة الإسبانية مدريد.
هكذا كانت طفولة "كيليان أديسانمي مبابي" المفعمة بالأحلام والمليئة بالأهداف، يرى لاعبه المفضل، كريستيانو رونالدو، يلعب لفريقه المفضل ريال مدريد تحت إشراف سيد الكرة الفرنسية زيدان.
كبر الفتى وانتقل من فريق لفريق، حتى راح موناكو ثم باريس سان جيرمان، ليصبح واحداً من أغلى وأفضل اللاعبين في العالم. وينشط ضمن واحد من أفضل الأندية الأوروبية وأكثرها تنافسية فريق العاصمة الفرنسية باريس سان جيرمان.
كبر الفتى ويبدو أن حلمه ظل يكبر بداخله، حلم الطفولة الذي كان يبدو بعيداً وكبيراً في الآن نفسه، هاهو يقترب من أن يصبح حقيقة ملموسة فوق العشب الأخضر. وإذا عاش الرجل من أجل حلم فإن المال لن يبعده عن حلمه.
صيف عام 2021، فريق العاصمة باريس ينتدب أقوى وأفضل وأغلى اللاعبين في العالم ويشكل فريق أحلام، فانتدابات كميسي، فينالدوم، راموس، دوناروما، لا يمكن إلا أن تجعله فريقاً يتهافت عليه النجوم، ولا يفرون منه، لكن الغزال الأسمر ذو الأصول الجزائرية (من جهة الأم) والكاميرونية (من جهة الأب)، يتمرد على حلم الباريسيين ليحقق حلمه.
تتقدم إدارة باريس سان جيرمان، بعرض بعده عرض، وترفع راتب اللاعب الشاب أكثر فأكثر، لكن مبابي يصر على عدم تجديد عقده الذي ينتهي صيف عام 2022.
ليعود مبابي لبيته كل يوم وهو يحلم بتحقيق حلم الطفولة؛ اللعب لحساب الميرينغي الأبيض. حتى إن عشاق ريال مدريد أصبحوا ينظرون إلى كيليان مبابي، كواحد من أساطير النادي حتى قبل أن ينضم إليهم، وذلك تقديراً لما يقوم برفضه مقابل الانضمام إلى الملكي الإسباني.
فحلم الطفولة الملهم يجعل مبابي يرفض المنطق، وهو اللعب إلى جانب ميسي ونيمار وديماريا وثلة أخرى من النجوم ربما لا يوجد ما يضاهي جودتهم كلاعبين الآن في مدريد.
لكن مبابي يقول لا، لتتكلم الصحافة، ولتلتقط الكاميرات الصور، ويخرج الخبر إلى العلن: العاصمة باريس ستدرس العروض القادمة، من العاصمة مدريد لنقل الجوهرة السمراء نحو القميص الأبيض الملكي.
وتتواصل الأخبار القادمة من باريس ومن مدريد على حد سواء، الريال تقدم بعرض أول مغر تقول الصحافة إنه تجاوز الـ160 مليون يورو، لكن باريس يريد أكثر رغم أن اللاعب ما زال مرتبطاً بسنة فقط في عقده، وهو بالتالي حر في الصيف القادم.
تخرج علينا التحاليل الرياضية والاقتصادية معاً، واحد يؤكد أن عرض الريال أولي، وسيرفع من قيمة الصفقة، والآخر يؤكد أن بيريز، رئيس مدريد وحاكم كرتها، لن يزيد يورو واحداً على الرقم الذي قدمه، وسينتظر الصيف القادم، ليحصل على مبابي مجاناً.
كل هذا والشاب ذو الـ22 ربيعاً صامت لا يتكلم، يتدرب ويعود لغرفته ليلاً ليحلم.
فهل يتحقق حلم الطفولة؟
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.