أكد الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" أنه سيتعاون مع النقابة الدولية للاعبين المحترفين "فيفبرو"، للمساعدة في عملية إجلاء لاعبي كرة القدم الأفغان الراغبين في مغادرة بلادهم، عقب سيطرة حركة طالبان على أفغانستان.
وقالت الأمينة العامة للاتحاد الدولي، السنغالية فاطمة سامورا، إنّ الاتحاد الدولي للعبة و"فيفبرو" يعملان جنباً إلى جنب لتمكين اللاعبين واللاعبات في أفغانستان من السفر، مشيرة في الوقت ذاته إلى ضرورة تقييم "عدد اللاعبين واللاعبات المعنيين" بعملية الإجلاء.
إجلاء لاعبي كرة القدم في أفغانستان
وأضافت سامورا بحسب وكالة الأنباء الفرنسية: "لقد فعلنا ذلك في الماضي، ويجب أن نكون قادرين على تكرار الأمر ذاته"، في اشارة إلى إجلاء لاعبي كرة القدم من أفغانستان في مرحلة سابقة.
من ناحيتها، أوضحت النقابة الدولية للاعبين المحترفين "فيفبرو" في تغريدة الجمعة أنها "على اتصال بالحكومات لوضع خطة إجلاء للرياضيين المعرضين للخطر"، تهدف إلى "إيجاد أكبر عدد ممكن من الأشخاص في أماكن آمنة".
وكانت النقابة تلقت بحزن شديد الخميس خبر وفاة اللاعب الدولي الأفغاني في فريق الشباب زكي أنواري، في مطار كابول بعدما كان ضحية سقوط قاتل أثناء محاولته التشبث بطائرة أمريكية للفرار من بلاده بعدما استعادت طالبان السيطرة عليها.
وتوافد آلاف الأفغان إلى مطار العاصمة الأفغانية كابول؛ في محاولة للفرار من البلاد في أعقاب هجوم خاطف لطالبان انتهى باستيلائهم على السلطة بعد فرار الرئيس أشرف غني.
وفاة لاعب أفغاني
وفي مقطع فيديو مروّع من المطار الإثنين، شوهد مئات الأشخاص وهم يركضون على المدرج بجانب طائرة تابعة للقوات الجوية الأمريكية قبيل انطلاقها في الجو وتمسك العديد من الرجال بجانبها بيأس.
وأظهرت مقاطع أخرى على وسائل التواصل الاجتماعي سقوط شخصين حتى وفاتهما من طائرة س- 17بعد إقلاعها.
وأكد الجيش الأمريكي أنه تم العثور في وقت لاحق على رفات بشرية في فجوة في إحدى عجلات الطائرة، مضيفاً أنه يحقق في هذه الحادثة.
طالبان تدعم كرة القدم
يأتي ذلك في وقت أكدت تقارير من داخل أفغانستان أن حركة طالبان لن تمنع ممارسة كرة القدم، بل تعوّل عليها لتأكيد نهجها التصالحي مع الشعب الأفغاني.
وذكرت صحيفة marca الإسبانية، أنه بعد أربعة أيام فقط على سيطرة حركة طالبان على العاصمة كابول، أقيمت المباراة النهائية لبطولة محلية كانت قد أطلقت في عهد الحكومة السابقة.
وأضافت أن المباراة حضرها عدد من قيادات حركة طالبان، بل قام أحدهم بتسليم الكأس للفريق الفائز في المباراة التي أقيمت في ولاية هرات غرب العاصمة كابول، مشيرة إلى أن المشهد الوحيد الذي تغير عن الفترة السابقة هو إقامة الصلاة بين شوطي المباراة.
وحرص القيادي المحلي في طالبان مولوي شير أحمد على تسليم الكأس للاعبي فريق أتاك إنريجي، الذي فاز على منافسه، هرات موني تشارجر.
الصحيفة الإسبانية نقلت تصريحات للصحفي كارلوس إيغوالادا، مؤلف كتاب "الإرهاب والرياضة، الذي أكد أن حركة طالبان لم تمنع يوماً ممارسة الرياضة في أفغانستان، بما في ذلك خلال فترة سيطرتها الأولى على كابول بين عامي 1996 و2001.
وقال إيغوالادا: "كانت كرة القدم إحدى الرياضات التي استخدمها نظام طالبان بين عامي 1996
و2001 لجذب المواطنين، وأصبحت بطريقة ما أداة مفيدة لإيصال رسالتهم إلى المجتمع".
ومع ذلك، جرت المباريات وفقاً لقواعد طالبان، وعوقب اللاعبون الذين خالفوا هذه القوانين، مثل ارتداء السراويل القصيرة.
وقال قائد المنتخب الأفغاني في ذلك الوقت، محمد إسحاق، إن حركة طالبان موّلت الفرق المحلية المقربة منها، ودفعوا راتباً لكل لاعب ومولوا جميع النفقات اللازمة لصيانة الملاعب.