استنكر بوريس جونسون، رئيس وزراء بريطانيا، الإثنين 12 يوليو/تموز 2021، تعرُّض بعض لاعبي المنتخب الانجليزي لكرة القدم لإساءة عنصرية بعد هزيمة الفريق أمام نظيره الإيطالي في نهائي بطولة أوروبا "يورو 2020" في استاد ويمبلي اللندني الليلة الماضية.
وبعد تعرُّض ثلاثة لاعبين سود للإساءة بعد إهدارهم ركلات الترجيح التي حسمت نتيجة المباراة، قال جونسون على تويتر: "المنتخب الإنجليزي يستحق الإشادة به كبطل وليس التعرض للإساءة العنصرية على وسائل التواصل الاجتماعي".
3 لاعبين تعرضوا للعنصرية
واللاعبون الثلاثة هم: ماركوس راشفورد، وجيدون سانشو، وبوكايو ساكا.
وأضاف رئيس الوزراء البريطاني: "هؤلاء المسؤولون عن هذه الإساءة الفظيعة يجب أن يخجلوا من أنفسهم".
وانتهى وقتا المباراة الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1 قبل اللجوء لركلات الترجيح التي جاءت لصالح الفريق الإيطالي الزائر (3-2)، ليتوَّج بلقب البطولة للمرة الثانية.
وقال المنتخب الإنجليزي على تويتر: "نشعر بالاشمئزاز، لأن بعض لاعبي فريقنا الذين بذلوا كل جهد مستطاع، من أجل الفريق هذا الصيف، تعرضوا لإساءة عنصرية عبر الإنترنت بعد مباراة الليلة".
ووصف الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم هذه الإساءة العنصرية بأنها "سلوك مقزز" وغير مقبول.
وأضاف الاتحاد في بيان: "سنقوم بكل ما نستطيع لدعم اللاعبين الذين تعرضوا للإساءة وفي الوقت نفسه سنطالب بأقصى عقوبة على المسؤولين عن ذلك".
وقالت شرطة لندن إنها على علم بهذه الإساءة وإنها ستتحرك وستتخذ الإجراءات المطلوبة.
وأكدت شرطة العاصمة في بيان: "لن نتسامح إزاء هذا الأمر وسيتم التحقيق فيه".
وقالت وزيرة داخلية بريطانيا بريتي باتل: "أشعر بالاشمئزاز لتعرض بعض اللاعبين الإنجليز الذين قدموا الكثير لبلادنا خلال الصيف الحالي، لإساءة عنصرية على وسائل التواصل الاجتماعي".
وكانت وزيرة الداخلية، في الشهر الماضي، قالت إنها لا تؤيد اللاعبين الذين ينحنون احتجاجاً على المظالم العرقية، قائلة إنه "تصرف سياسي".
وقال موقع تويتر إنه حذف أكثر من ألف تغريدة وأوقف بصفة دائمة عدداً من الحسابات عقب الإساءة العنصرية "الكريهة" التي وُجهت إلى لاعبي المنتخب النجليزي.
وقال متحدث باسم تويتر: "خلال الساعات الـ24 الأخيرة.. حذفنا على وجه السرعة أكثر من ألف تغريدة وأوقفنا بصفة دائمة عدداً من الحسابات، بسبب انتهاك قواعدنا".
وأضاف المتحدث: "سنستمر في التدخل واتخاذ الإجراءات لدى اكتشاف أي تغريدات أو حسابات تخالف سياساتنا".
واعتبر غاريث ساوثغيت، مدرب المنتخب الإنجليزي، الإهانات "لا تغتفر"، وقال: "بعض (هذه الهجمات) من الخارج، كما قيل لنا، لكن بعضها من هذا البلد"، مفضلاً الاحتفاظ "بالطاقة والروح الإيجابية للجماهير".
انتقادات لرئيس الوزراء
وقدَّم لاعبون دوليون سابقون دعمهم للاعبين الثلاثة مثل قائد المنتخب السابق ديفيد بيكهام، الذي قال على إنستغرام إنه "فخور" بالمنتخب الذي "أشعل" البلاد في الأسابيع الأخيرة.
وقال زميله السابق في مانشستر يونايتد، غاري نيفيل، إن المثال يجب أن يأتي "من أعلى"، منتقداً بوريس جونسون، ومندداً في تصريح لقناة "سكاي نيوز" بأنه "بينما قرر اللاعبون الإنجليز الركوع للتنديد بالعنصرية، قال رئيس الوزراء إنه كان يمكننا أن نطلق صيحات الاستهجان على هؤلاء اللاعبين الذين كانوا يحاولون تعزيز المساواة".
واستنكر ريو فرديناند، مدافع منتخب إنجلترا السابق، هذه الإساءة العنصرية ووصفها بأنها تصرُّف "مشين"، كما وصف من قاموا بها بأنهم "فئران جهلاء وجبناء".
وبعث نادي آرسنال برسالة دعم للاعبه ساكا، في حين عبَّر مانشستر يونايتد في رسالة على تويتر، عن دعمه واعتزازه بلاعبه راشفورد.
من جانبه قال الأمير ويليام، نجل ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز ورئيس الاتحاد الإنجليزي للعبة، إنه يشعر أيضاً بـ"الاشمئزاز"، ووجد أنه "من غير المقبول تماماً أن يتحمل اللاعبون هذا السلوك الشنيع".