هل ينال الكرة الذهبية؟ كانتي عامل النظافة الذي فاز بكأس العالم ودوري أبطال أوروبا

عربي بوست
تم النشر: 2021/05/31 الساعة 17:58 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/05/31 الساعة 18:09 بتوقيت غرينتش
نغولو كانتي نجم تشيلسي يحمل كأس دوري أبطال أوروبا (رويترز)

لم يسجل نغولو كانتي أي هدف طوال الموسم الماضي، لكنه اختير أفضل لاعب في نهائي دوري أبطال أوروبا بين تشيلسي ومانشستر سيتي، ويرى كثير من متابعي كرة القدم أنه الأفضل في البطولة بشكل عام، بل المرشح الأوفر حظاً لنيل جائزة الكرة الذهبية لعام 2021.

عزز نجم تشيلسي مكانته ضمن أفضل لاعبي خط الوسط في كرة القدم الحديثة، إذ قدم عرضاً مذهلاً جعله يستحق جائزة أفضل لاعب بالمباراة بعدما ساهم في الفوز 1-0 على مانشستر سيتي بنهائي دوري الأبطال.3

كانتي يتألق مع تشيلسي

وكان اللاعب البالغ عمره 30 عاماً، يلعب في صفوف كاين المنتمي إلى دوري الدرجة الثانية الفرنسي منذ ست سنوات فقط، لكنه أصبح بعد ذلك يحصد الألقاب مع مختلف الفرق.

وحصد كانتي لقب الدوري الإنجليزي الممتاز مع ليستر سيتي في 2016، ثم مع تشيلسي في العام التالي.

وبعد إحراز كأس الاتحاد الإنجليزي مع النادي اللندني، ساهم في فوز فرنسا بكأس العالم 2018.

ونال لقب الدوري الأوروبي في العام التالي قبل أن يحصد لقب دوري الأبطال في البرتغال.

وربما تستمر مسيرة الإنجازات مع فرنسا المرشحة لحصد لقب بطولة أوروبا التي تنطلق الشهر المقبل.

وأمام سيتي، أظهر كانتي لماذا كان وراء كل هذه النجاحات.

وقال جو كول لاعب وسط تشيلسي السابق الذي يعمل حالياً محللاً في محطة bt sport: "كانتي مذهل. أشعر بالإرهاق لمجرد مشاهدته".

وأضاف: "لعبت (في تشيلسي) مع (الفرنسي الدولي) كلود مكليلي، وكنت أعتقد أنه الأفضل حتى شاهدت هذا الفتى. إنه مثل مكليلي لكن بإمكانات إضافية".

وتابع: "بالطريقة نفسها التي يملك فيها المهاجم الغريزة أمام المرمى، هو يملك ذلك في منتصف الملعب. لم يكن بوسع (إيلكاي) غوندوغان و(برناردو) سيلفا و(فيل) فودن (ثلاثي سيتي) التعامل معه".

واعتاد كانتي أن يحظى بالإشادة، بسبب قدرته على قطع الكرات، لكنه ركض بالكرة ومرر كرات سريعة ليساعد تشيلسي على شن هجمات مرتدة.

هل ينال الكرة الذهبية؟

وحصل كانتي على العديد من الجوائز الفردية، لكنه يستحق أن يدخل بقوةٍ السباق على ألقاب أكبر مثل الكرة الذهبية، وربما يحصل على مثل هذه الفرصة خلال العام الجاري، خاصة إذا قاد فرنسا للقب الأوروبي.

وبحسب التصنيف الشهري الذي يعده موقع Goal العالمي للسباق على جائزة الكرة الذهبية، فإن كانتي يتصدر قائمة النجوم المتنافسين، متقدماً على كثير من النجوم وعلى رأسهم ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو وكيليان مبابي وغيرهم.

بأسلوبه الخجول وتواضعه الدائم يرى كانتي أن الكرة الذهبية والفوز بها أمر ثانوي بالنسبة له، وأن البطولات والكؤوس هي الأمر الأكثر أهمية.

وقال كانتي في تصريحات لإذاعة "مونت كارلو" الفرنسية، عقب نهائي دوري أبطال أوروبا: "الفوز بدوري الأبطال أمر مدهش.. فزنا بهذه البطولة نتيجة كثير من الجهد، وبعد تخطي كثير من الصعوبات خلال الموسم".

وتابع: "الفوز بجائزة رجل المباراة النهائية أمر ثانوي. الشيء الأهم عمل المجموعة بأكملها. يا له من فخر وفرح!".

وأردف: "لقد كافحنا من أجل التأهل إلى النهائي، كما أننا عانينا اليوم وحصلنا على مكافأة".

ورداً على احتمال ترشحه لجائزة الكرة الذهبية هذا العام، قال: "في الوقت الحالي نحن نستمتع بلقب دوري أبطال أوروبا، وسأنضم قريباً إلى منتخب فرنسا، وآمل أن أفوز معه بلقب اليورو أيضاً".

حياة صعبة

من المعروف أن كثيراً من نجوم كرة القدم عاشوا في صغرهم حياة بائسة وعانوا الأمرَّين قبل أن تنتشلهم الساحرة المستديرة من مستنقع الفقر.

لكن قصة كانتي قد تكون الأشد قسوة بين نظرائه، وهو الذي كان عامل نظافة بسيطاً حتى وقت قريب، قبل أن تأخذ حياته مساراً مختلفاً تماماً بفضل موهبته في كرة القدم.

وُلد كانتي في ضواحي العاصمة الفرنسية باريس، لأبوين قدما من جمهورية مالي في إفريقيا، وتوفي والده في وقت لم يكن يتجاوز عمره 11 عاماً، ليضطر إلى العمل في أكثر من مجال لإعالة أسرته، ومن بينها العمل في النظافة، لتزداد معاناته بعد ذلك بوفاة شقيقه، لكنه واجه كل الصعوبات ووجد ضالته في كرة القدم.

بدأ كانتي مشواره مع كرة القدم في سن الثامنة مع فريقه جي إس سوران بالضواحي الغربية للعاصمة الفرنسية، حيث بقي هناك لمدة عقد.

وفقاً لمساعد المدرب بيير فيل، بقي كانتي خارج رادار الفرق الكبيرة، بسبب حجمه الصغير وأسلوبه غير الأناني في اللعب.

في عام 2010، انضم إلى فريق بولون، ولم يشارك مع الفريق الأول عامين كاملين إلا في مباراة واحدة كانت الأخيرة بالموسم الثاني على صعيد دوري الدرجة الثانية وتحديداً في 18 مايو/أيار عام 2012.

في الموسم التالي 2012-2013 الذي نزل فيه الفريق لدوري الدرجة الثالثة، بدأ كانتي ينال فرصته في اللعب مع رحيل كثير من لاعبي الفريق المهمين، ليتألق بشكل لافت ولم يغب وقتها إلا عن مباراة واحدة.

في عام 2013 انضم إلى نادي كاين، الذي كان ينافس في دوري الدرجة الثانية وساهم بصعوده لدوري الدرجة الأولى (الممتاز) بعد أن شارك في جميع المباريات، وخلال الموسم التالي برز بشكل جيد في دوري الأضواء ولم يغب إلا عن مباراة واحدة بسبب الطرد.

بداية النجومية

ومع تألقه في الدوري الفرنسي ضمَّه نادي ليستر سيتي الإنجليزي في عام 2015، مقابل 9 ملايين يورو، لتبدأ رحلة النجومية بعدما ساهم بشكل كبير في تتويج "الثعالب" بلقب الدوري الإنجليزي في موسمه الأول والوحيد.

لم يتردد تشيلسي في ضمه سريعاً مقابل 36 مليون يورو، ليبرهن معه بأنه نجم كبير، إذ لعب دوراً محورياً في تتويج الفريق بلقب الدوري الإنجليزي في موسمه الأول أيضاً وبكأس الاتحاد الإنجليزي، ثم بلقب الدوري الأوروبي موسم 2018-2019، وأخيراً باللقب الأهم على صعيد الأندية وهو دوري أبطال أوروبا.

أما على الصعيد الدوري فبدأت مشاركة كانتي مع المنتخب الفرنسي في مارس/آذار عام 2016، دون أن يمر قبل ذلك بأي تجارب مع المنتخبات الفرنسية للاعبين الأصغر سناً.

وبشكل عام شارك كانتي في 45 مباراة دولية سجَّل فيها هدفين، وكان من اللاعبين المساهمين في تتويج "الديوك" بلقب كأس العالم عام 2018.