غضب عارم يجتاح المشهد الكروي في المغرب بسبب تصريحات المدرب عبدالسلام وادو، اللاعب السابق للمنتخب المغربي، والتي عبر من خلالها عن دعمه لرئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، خير الدين زطشي، في انتخابات اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".
إذ يوجد رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، خير الدين زطشي ضمن المترشحين لأحد المنصبين في مجلس فيفا، إلى جانب المصري هاني أبوريدة، وقوستافو ندونغ إيدو من غينيا الاستوائية والمغربي فوزي لقجع النائب الثاني الحالي لرئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم.
ما الذي أغضب المغاربة من موقع وادو؟
الدولي المغربي السابق عبدالسلام وادو، نشر صورة تجمعه بزطشي مع وسم حساب الاتحاد الدولي لكرة القدم على تويتر، وأرفقها بعبارة: "الرجل المناسب في المكان المناسب. رجل قادر على دعم كرة القدم الإفريقية من خلال نزاهته وصدقه وتواضعه وقيم عمله، وقبل كل شيء معرفته بخبايا الكرة الإفريقية. دعمي الثابت للسيد زطشي".
في تغريدة أخرى رداً على الانتقادات التي تعرض لها الدولي المغربي السابق، كتب وادو على تويتر: "الحب والأحلام مثل الوقت، لا شيء يمكن أن يوقفهم وسيبقى طالما هناك رجل على استعداد لإعطاء معنى لكلمات حرية التفكير، عدم رؤية تعفن هذا العالم، تحيا قيم الرياضة".
مع الإشارة إلى أنه خلال شهر فبراير/شباط 2020، قال الاتحاد الجزائري لكرة القدم إن المدافع المغربي الدولي السابق عبدالسلام وادو قد عُين مساعداً لمدرب منتخب ثعالب الصحراء جمال بلماضي.
جاء في بيان للاتحاد أن وادو سيكون حاضراً في معسكر الخضر التحضيري لتصفيات كأس أمم إفريقيا 2021 والمقررة من 23 إلى 31 آذار/مارس المقبل.
كما تربط صداقة بين بلماضي ووادو، إذ لعبا معاً في نادي فالنسيان الفرنسي (2009-2010)، قبل أن يلعب الثاني في نادي لخويا القطري تحت إشراف الأول الذي كان مدرباً للفريق.
ردود فعل غاضبة في المغرب
تغريدة عبدالسلام وادو، لقيت ردود فعل متباينة بين مؤيدة ومستغربة، خصوصاً أن زطشي حالياً يلقى انتقادات لاذعة بخصوص حصيلته على رأس الاتحاد الجزائري من طرف جزائريين أنفسهم، إذ وصلت الانتقادات إلى حدود وصف المدرب السابق لفريق مولودية وجدة المغربي بـ"الخيانة".
زميل وادو في المنتخب المغربي سابقاً، مصطفى حجي، عبر في تصريح لموقع "هسبريس" المغربي، عن استغرابه من تغريدات وادو، وقال: "لا أفهم بصدق آخر خرجات عبدالسلام وادو على الشبكات الاجتماعية".
كما أضاف حجي أنه يجب أن يكون المرء أعمى حقاً حتى لا يرى الإنجازات والعمل الذي قام به فوزي لقجع على المستويين الوطني والقاري، مشدداً على أن رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم مرشح مثالي لهذا المنصب.
الدولي المغربي السابق أضاف أنه: "بصرف النظر عن كل هذا، يمكنني أن أضيف أنه عندما ترتدي قميص المنتخب الوطني فهذا ليس فقط أثناء المعسكرات أو المنافسات، لكنك ترتديه مدى الحياة!".
بدوره العميد السابق للمنتخب المغربي، نور الدين النيبت، انتقد تصريح وادو وقال: "لا يسعني إلا أن أعبر عن حجم صدمتي مما يكتبه وادو، لقد كان زميلاً داخل المنتخب، وهو يتذكر جيداً المعاملة الطيبة التي حظي بها خلال السنوات الطويلة التي حمل فيها قميص أسود الأطلس".
أضاف: "من حق وادو أن تكون له مواقف، لكن من المخزي دعم منافس لمواطنه فوزي لقجع، واللّمز بكلام لا أرغب في العودة إليه لأن الجميع يعلم تفاصيله".
إعلاميون تضامنوا مع عبدالسلام وادو
في المقابل تضامن مجموعة من الإعلاميين المغاربة مع عبدالسلام وادو ورفضوا "تخوينه" بسبب دعمه لخير الدين زطشي.
إذ قال الصحفي المغربي المقيم في ألمانيا، إسماعيل عزام على صفحته في فيسبوك: "شخصياً أتفق مع ما كُتب بأن اللاعب السابق للمنتخب المغربي لم يكن ذكياً بما يكفي، ولم يكن عليه الإدلاء بموقف مماثل، خصوصاً أن موقفه لا يزيد ولا ينقص شيئاً، وخصوصاً في ظرفية متسمة بتوتر مغربي-جزائري".
لكنه أضاف: "مؤلم حقاً أن تهاجم حسابات مزورة وادو وتطعن في وطنيته وأخلاقه. لا أتحدث هنا عمن انتقدوه باحترام ويعلقون من حساباتهم الخاصة. من يوجهون الذباب الإلكتروني على فيسبوك وتويتر وصلوا إلى الحضيض مؤخراً". كما أوضح عزام أن وادو أدلى برأي، يمكن التعقيب عليه باحترام، خصوصاً أن وادو لديه ما يكفي من حججه للدفاع عن أسباب تشجيعه للمرشح الجزائري، ولا أشكك في وادو، الرجل الذي بكى يوم خسارة المنتخب المغربي نهائي كأس إفريقيا 2004 أمام تونس.
فيما قال الصحفي المغربي، محمد بن سيدي: "في الوقت اللي وادو عبر على وطنيته في عز جائحة كورونا وساهم بمئات الملايين من السنتيم ومئات اللوحات الإلكترونية لأبناء بلدته، بعض لحاسي الكتابة اللي حالياً دلاقشهوم دابا شردوا أسر وعائلات المئات من المستخدمين البسطاء اللي خدامين في شركاتهم ومقاولاتهم".
كما أضاف على صفحته في فيسبوك: "لقجع ما هو شخص مقدس ولا خط أحمر.. وادو أخطأ التقدير لكنه وطني أكثر من كثير من المتملقين".