أهدى الكرة لمارادونا ليسجل بيده ثم طلب قميصه بعد المباراة.. الوجه الآخر لـ”يد الرب”

عربي بوست
تم النشر: 2021/03/03 الساعة 10:44 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/03/03 الساعة 11:26 بتوقيت غرينتش
ستيف هودج مع قميص مارادونا

تحوي ذاكرة كرة القدم الكثير والكثير من الأحداث المهمة واللحظات التاريخية التي غيَّرت مسار كرة القدم عبر التاريخ، لكن يبقى هدف "صديقي العزيز"، دييغو أرماندو مارادونا الأول في مرمى حارس مرمى منتخب إنجلترا بيتر شيلتون في الدور ربع النهائي من مونديال المكسيك 1986، يبقى اللحظة الأكثر إثارة للجدل في تاريخ اللعبة.

مارادونا، صاحب الـ165 سم يحلق في صراع هوائي مع بيتر شيلتون، ذو قامة يصل ارتفاعها إلى 183 سم.. وبينما الكرة في المنتصف بينهما مع أفضلية لصالح الطرف الأطول شيلتون، يخدع مارادونا شيلتون وإنجلترا والحكام ويصل بيده اليسرى إلى الكرة قبل الحارس ويحول مسارها إلى داخل شباك الإنجليز وسط ذهول كل من في الملعب من خدعة مارادونا.. وذهول مارادونا أن تلك الخدعة البدائية قد انطلت على الحكام. وبعد المباراة، قال مارادونا في واحد من أكثر التصريحات إثارة للجدل في تاريخ كرة القدم: "لقد سجل الهدف بالقليل من رأسي والقليل من يد الرب". 

لحظات ما قبل الكارثة

لو عدنا بالزمن إلى ثوانٍ ما قبل الخدعة المارادونية، سنرى مارادونا بحوزته الكرة ويراوغ مدافعين إنجليزيين وعندما تم الضغط عليه مرر الكرة إلى زميله خورخي بورتشاغا لكنه لم يتمكن من الكرة التي وصلت إلى المدافع الإنجليزي ستيف هودج. ستيف هودج لم يكن يتوقع له المشاركة في حدث من هذا النوع والحجم بالأساس. لم يكن هودج يوماً أكثر من مجرد لاعب "عادي" ارتدى قميص منتخب إنجلترا في مباريات قليلة قبل انطلاق كأس العالم 1986، بل إن تواجده في قائمة منتخب بلاده في الحدث الكروي الأضخم كان بمثابة المفاجأة لكثير من المتابعين والنقاد. لكن وجوده في تشكيلة منتخب إنجلترا الأساسية في مباراة الدور ربع النهائي كان نتيجة لأداء رائع واستثنائي قدمه في آخر مباراة لمنتخب بلاده في دور المجموعات ضد بولندا ومباراة دور الـ16 ضد باراغواي.

يحكي هودج عن لحظة وصول تمريرة مارادونا لقدمه في ارتفاع مناسب مما جعله يفكر في إعادتها إلى حارس مرماه لتهدئة وتيرة اللعب وامتصاص الحماس الأرجنتيني، بدلاً من مجرد تشتيتها تجاه المرمى الأرجنتيني. 

"منذ أن خرجت الكرة من قدمي لم أتخيل أي مشهد غير شيلتون (حارس المرمى الإنجليزي) وهو يمسك الكرة.. لكن مارادونا ظهر فجأة من العدم".

هدف مارادونا في مرمى المنتخب الإنجليزي

وصل مارادونا إلى الكرة قبل شيلتون. وضعها بيده في الشباك.. نظر إلى حكم الساحة والحكم المساعد كسارق في وضح النهار.. ثم ذهب ليحتفل.

رجل بقميص مارادونا 

بعد نهاية المباراة أصبح مارادونا العدو الأول للإنجليز ما عدا ستيف هودج، الذي وعلى الرغم مما فعله دييغو لم يحمل أي ضغينة لمارادونا.

فعندما اتجه كل لاعبي منتخب إنجلترا إلى غرف خلع الملابس بعد انتهاء المباراة، تأخر هودج قليلاً للانتهاء من لقاء تلفزيوني للتعليق على نتيجة المباراة، قال فيه: "فعلنا كل شيء للفوز، لكن في النهاية يبقى مارادونا من مستوى آخر".

وبعدما أنهى هودج المقابلة، رأى مارادونا وقاما بتبديل القمصان مع بعضهما البعض، وعندما دخل غرفة تغيير الملابس وجد زملاءه الإنجليز يصبون لعناتهم على مارادونا ويتشاجرون مع مسؤولي الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم حتى يقدموا شكوى للفيفا لإعادة المباراة.
ساعتها أدرك هودج أنه لن يخرج من تلك الغرفة حياً إن رأى أحدهم قميص مارادونا الذي بحوزته، وخبأه في  حقيبته. 

لم يستطع هودج كتم السر طويلاً، ففي صبيحة اليوم التالي، أخبر زميله في الغرفة، بيتر ريد أنه يمتلك قميص مارادونا، وكما هو متوقع عن ريد كثيراً.  لكن هودج ظلّ محتفظاً بالقميص المارادوني، وكتب سيرته الذاتية ووضع له عنوان "The man with Maradona's shirt" أو "رجل بقميص مارادونا". وبعد سنوات  قرر هودج إهداء القميص لمتحف كرة القدم في مدينة مانشستر الإنجليزية ليعرض به.
وقبل تلك السنوات، رفض هودج بيع القميص رغم كل الإغراءات والعروض التي وصلته رغم أن ثمن القميص وصل لأكثر من مليون يورو بعد وفاة مارادونا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

"اللوم كله يقع على مساعد الحكم.. أما مارادونا فلا أحمل له أي كراهية". 

  • ستيف هودج

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

محمد سلطان
صحفي رياضي
صحفي رياضي
تحميل المزيد