خطف النجم الفرنسي الصاعد كيليان مبابي الأضواء مؤخراً، بعدما سجل ثلاثية تاريخية لباريس سان جيرمان أمام برشلونة (4-1)، في ذهاب دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا.
وأثبت مبابي أنه لاعب المواجهات الكبرى، عكس ما يقوله البعض إنه يغيب في اللقاءات الحاسمة، مؤكداً أنه أحد أفضل النجوم الشبان في العالم حالياً.
وفي ظل هذا الأداء المذهل، يؤكد النجم الفرنسي بما لا يدع مجالاً للشك أنه سيكون "الوريث" الأبرز لنجم يوفنتوس كريستيانو رونالدو.
ويمثّل رونالدو قدوة حقيقية لمبابي، لا سيما أن الأخير صرح مسبقاً لصحيفة Daily Mail البريطانية، بأن مواطنه زين الدين زيدان يأتي أولاً، ثم "صاروخ ماديرا" ثانياً، وهما النجمان الأبرزان الذان حظيا بإعجاب لاعب سان جيرمان.
مبابي على خطى رونالدو
في التقرير التالي نستعرض أبرز خمس حالات أثبت فيها مبابي أنه خليفة رونالدو في الملاعب:
انطلاقته المميزة مبكراً
امتاز نادي موناكو الفرنسي بتخريج أفضل المواهب الصاعدة في العالم، وكان من بينهم الواعد كيليان مبابي.
وعلى الدوام حجز الشاب الفرنسي مقعد أساسي في قائمة الفريق الأول بعمر 17 عاماً فقط، وسرعان ما أثبت نفسه كلاعب أساسي، خاصة أنه ساهم في تسجيل 15 هدفاً بالإضافة لـ8 تمريرات حاسمة في 17 مباراة في الدوري فقط، و26 هدفاً في جميع المسابقات مع فريق الإمارة الفرنسي، كما أنه أسهم بشكل واضح في وصول فريقه لنصف نهائي "التشامبيونزليغ" 2016-2017.
تقديمه لهذه العروض اللافتة للنظر دفعت فريق باريس سان جيرمان الفرنسي إلى ضمه، في صفقة بلغت قيمتها 180 مليون يورو، ما جعله ثاني أغلى انتقال في تاريخ كرة القدم.
وبالمثل، وصل رونالدو إلى مانشستر يونايتد من سبورتينغ لشبونة في سن المراهقة المبكرة، واستمر في تألقه، ولم ينظر إلى الوراء منذ ذلك الحين.
تألقه في المباريات الكبيرة
من السمات البارزة لكريستيانو رونالدو قدرته على الظهور المميز في المواعيد الكبرى، وضد أقوى الفرق الأوروبية، وهو ما يتميز به أيضا النجم الفرنسي كيليان مبابي.
ولعل عرض مبابي المذهل ضد برشلونة في "كامب نو"، هو واحد من العروض الرائعة التي قدمها الفرنسي في مسيرته حتى الآن.
كما أنه سجل هدفاً واحداً على الأقل في دوري أبطال أوروبا على ملاعب "الاتحاد"، و"أنفيلد"، و"أولد ترافورد"، و"كامب نو"، و"أليانز أرينا"، و"سيغنال إيدونا بارك"، و"سانتياغو برنابيو".
ويظهر هذا الإنجاز أن الشاب يتمتع بالقدرة العقلية والبدنية على منافسة الأفضل في العالم والصعود إلى القمة، تماماً مثل كريستيانو رونالدو.
مولع بتحطيم الأرقام القياسية
تميزت مسيرة كيليان مبابي بقدرته الواضحة على تحطيم الأرقام القياسية، وهو ما يمتاز به أيضاً "صاروخ ماديرا" من قبل.
وظهر اللاعب الفرنسي لأول مرة مع موناكو في ديسمبر/كانون الأول 2015، وسجل أول هدف مع الفريق له بعد شهرين بعمر 17 عاماً وشهرين، ليحطم الرقم القياسي الذي سجله العظيم تييري هنري كأصغر لاعب سجل هدفاً في تاريخ النادي.
كما أن انتقاله بمبلغ ضخم إلى فريق العاصمة الفرنسية في صيف عام 2017، جعله أغلى ناشئ في تاريخ اللعبة.
وحطّم الفرنسي عدداً كبيراً من الأرقام القياسية الأخرى، سواء بالنسبة للنادي أو البلد، وبهذا فإنه يواصل السير في المسار الذي سلكه رونالدو ولا زال.
بارع في تسجيل الأهداف
يتمتع كيليان مبابي بالعديد من الصفات، ولعل أبرزها براعته المميزة في التهديف، مشابهاً بذلك للأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو، الذي يعتبر أكثر لاعب سجل أهدافاً في تاريخ كرة القدم.
ويجيد النجم البالغ من العمر 22 عاماً، اللعب في أي مكان بالخط الأمامي، والشيء الوحيد المؤكد هو قدرته على وضع الكرات في مرمى الخصوم.
وكان مبابي قد نال جائزة هداف الدوري الفرنسي في الموسمين الماضيين، إذ سجل 33 و 18 هدفاً على التوالي، وفاز بجائزة أفضل لاعب في الدوري الفرنسي في الموسم الأول.
كما يملك الفرنسي 111 هدفاً مع باريس سان جيرمان في 153 مباراة فقط، ويحتل حالياً المركز الثالث في قائمة هدافين النادي عبر تاريخه.
ولعل هذه الأرقام تؤكد تفوق مبابي على رونالدو حتى، إذ سجل الأخير 82 هدفاً قبل أن يبلغ 23 عاماً.
تحقيقه للأمجاد الدولية
كان رونالدو يبلغ من العمر 18 عاماً فقط عندما ظهر لأول مرة مع البرتغال أمام كازاخستان في أغسطس/آب 2003، لكن الأمر استغرق 13 عاماً أخرى ليفوز بأول لقب له مع المنتخب البرتغالي، وتحديداً لقب بطولة "يورو 2016".
وفي هذا الأمر يبدو مبابي أفضل من رونالدو، إذ ظهر الشاب الفرنسي لأول مرة مع منتخب بلاده في عام 2017، عندما واجه لوكسمبورغ في الدقيقة 78 ليصبح ثاني أصغر لاعب يظهر مع منتخب فرنسا.
وما يميز مبابي عن رونالدو، هو تألقه في كأس العالم 2018، بعدما سجل هدفه الأول في البطولة خلال فوز فرنسا على بيرو (1-0)، ليصبح أصغر هداف فرنسي في كأس العالم.
كما أنه اختير أفضل لاعب في مباراة فرنسا بدور الـ16 أمام الأرجنتين عندما فاز "الديوك" حينها (4-3)، إذ سجل هدفين وحصل على ركلة جزاء، ما جعله ثاني نجم صاعد يسجل هدفين في مباراة كأس العالم منذ البرازيلي بيليه.
وأيضاً سجل في المباراة النهائية ضد كرواتيا بكأس العالم، بعدما أحرز هدف فرنسا الرابع في المباراة، ليحاكي بذلك الإنجاز الذي حققه الأسطورة البرازيلية بيليه.
وبلا شك جعلت أهدافه الأربعة في البطولة، يحصد جائزة أفضل لاعب شاب، ومنذ ذلك الحين لم ينظر النجم الفرنسي إلى الوراء، وواصل تقديم عروضه الرائعة، ليصنع لنفسه اسماً كبيراً في تاريخ كرة القدم.