وسط أجواء مليئة بالحزن والأسى شيعت جماهير غفيرة في العاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس جنازة أسطورة كرة القدم دييغو مارادونا، إذ سار الآلاف خلف نجم كرة القدم الراحل قبل أن يوارى الثرى في مراسم خاصة. وتوافد الآلاف من محبي الأسطورة الراحل على مبنى القصر الرئاسي بالأرجنتين، من أجل حضور مراسم تشييع الجنازة، وإلقاء النظرة الأخيرة، كما اضطرت الشرطة إلى التدخل لضبط العدد الهائل من الجماهير.
تشييع جثمان مارادونا: ووثق رواد مواقع التواصل الاجتماعي الجنازة المهيبة للنجم الراحل، والتي خيم عليها حسرة وحزن كبيران، إذ بدا محبو مارادونا في حالة حزن وتأثر كبيرين وهم يلقون النظرة الأخيرة على نجم كرة القدم الراحل.
فيما تم تزيين واجهة القصر بالعاصمة الأرجنتينية ذي اللون الوردي بشريط أسود ضخم تكريماً للاعب الراحل، الذي أصبح بطلاً قومياً من خلال قيادة الأرجنتين للفوز بكأس العالم عام 1986.
كريستيان مونتيلي (22 عاماً) وهو من مشجعي مارادونا، قال لوكالة رويترز: "مارادونا بالنسبة لي هو أعظم شيء حدث لي في الحياة، أحبه بقدر ما أحب والدي".
الجنازة لم تخلُ من بعض الحوادث، إذ اندلعت اشتباكات من حين لآخر مع الشرطة، حيث شعر بعض الموجودين بالإحباط من الانتظار واخترقوا الحواجز الأمنية لرؤية نجم كرة القدم الراحل.
وأظهرت لقطات على تلفزيون محلي عبوات غاز مسيل للدموع على ما يبدو وأفراداً من شرطة مكافحة الشغب يحاولون إبعاد المتفرجين الذين حاولوا الوصول لجثمان مارادونا الذي توفي الأربعاء عن عمر ناهز 60 عاماً.
وفي حادثة أخرى أثار موظف بدار جنازة أرجنتينية موجة غضب عارمة بسبب صورة نشرها لنفسه مع جثمان الراحل دييغو مارادونا، إذ تعرض الموظف لتهديدات بالقتل، في حين طالب البعض بسحب جنسيته بتهمة "تدنيس" جثمان النجم العالمي.
دييغو مولينا هو موظف بدار الجنازة، وأحد المكلفين بإعداد جثة مارادونا قبل فتح التابوت للعائلة لإلقاء النظرة الأخيرة على اللاعب الراحل.
إلا أن الموظف قام بالتقاط صورة "سيلفي" مع الجثة النجم الراحل وهو يضع يده على رأسه داخل التابوت، وقام بنشر الصورة على حسابه الخاص على "إنستغرام".
فيما كشفت مواقع أجنبية أن مولينا فقد وظيفته على إثر الصورة التي نشرها عن النجم الراحل.
وفاة مارادونا: دييغو أرماندو مارادونا النجم الأرجنتيني الذي يعتبره كثيرون أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم توفي الأربعاء نتيجة أزمة قلبية، إذ عانى مارادونا (60 عاماً) في الآونة الأخيرة من أزمات صحية، وخضع لجراحة طارئة لعلاج تجمع دموي بالمخ قبل أسابيع.
فيما أعلن رئيس الأرجنتين ألبرتو فرنانديز الحداد العام لثلاثة أيام بعد وفاة مارادونا، وذكرت وسائل إعلام أرجنتينية ومصادر مقربة من مارادونا أنه أصيب بأزمة قلبية في منزله بضواحي بوينس أيرس الأربعاء.
وقاد مارادونا الأرجنتين للتتويج بكأس العالم 1986.
وغادر لاعب برشلونة ونابولي وبوكا جونيورز السابق المستشفى يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري وانتقل إلى مركز تأهيل لعلاجه من إدمان الكحوليات.
وبقي مدرب خيمناسيا إسغريما في المستشفى لفترة أطول من المتوقع بسبب أعراض الانسحاب نتيجة انقطاعه المفاجئ عن تناول الكحوليات.
قبل دقائق من الإعلان عن الخبر الذي هزّ العالم بأسره، تداولت الصحافة الارجنتينية أخباراً عن تدهور صحة لاعب نابولي الإيطالي السابق، مشيرة إلى أنه كان يتلقى العلاج من قبل الأطباء في منزله شمال العاصمة.
فيما نقلت قناة TYC الرياضية: "هناك أربع سيارات إسعاف أمام مكان إقامته. لقد دعوا أفراد أسرته للقدوم. الأمر خطير"، وتخللت حياة النجم الأرجنتيني العديد من المشاكل الصحية، كادت بعضها تودي بحياته.