يصنع الأهداف كالماكينة ويدافع كالصخرة.. لماذا لا يستغني كلوب عن أندي روبرتسون؟

عربي بوست
تم النشر: 2020/11/24 الساعة 11:08 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/11/24 الساعة 12:15 بتوقيت غرينتش

حين تشاهد عن قربٍ انطلاقة الفرق في البطولات ومحركاتها الفنية التي تجعلها قادرة على تحقيق الإنجازات والوصول إلى منصات التتويج وحصد الألقاب، ستكتشف أن السر كان ومازال في "الأظهرة والأجنحة"، حيث يعوّل كل مدرب في كرة القدم الحديثة على تقدم اللاعبين يميناً ويساراً لخلخلة دفاعات الخصوم وخلق المساحات، ومن ثم استغلالها. العديد من الثنائيات كانت وراء وصول عديد الفرق لمنصات التتويج، بداية من داني ألفيس وأبيدال (ثم جوردي ألبا) في برشلونة، وكارفخال ومارسيلو في مدريد، روبرتسون وأرنولد مع ليفربول، وألابا وكيميتش أو ألفونسو دايفيس في بايرن ميونيخ. 

والعامل المشترك بين كل تلك الأسماء أنها كانت شاهدة على تألق فرقها، بل وتم التألق برعايتها ومجهوداتها. ومعظم الفرق التي عانت في السنوات الأخيرة كان الجزء الأكبر من التراجع مربوطاً بشكل كبير بتراجع مستوى الأظهرة. ولا أمثلة على ذلك أفضل من تقهقر تشيلسي ومعاناته بعد رحيل آشلي كول وانهيار برشلونة الجاري منذ رحيل داني ألفيس، وعدم تعويضه ببديل مناسب. 

حين نعود لموسم الانطلاقة الحقيقية بروبرتسون في الدوري الإنجليزي الممتاز رفقة ليفربول، وتحديداً في موسم 2017/ 2018 سنجد أنه أكثر مدافع صناعةً للأهداف خلال كل تلك الفترة في الدوريات الخمسة الكبرى منذ ذلك الموسم، بصناعته لأكثر من 31 هدفاً.

روبرتسون بلا أخطاء

روبرتسون واحد من اللاعبين الذين نادراً ما تجدهم يقومون بخطأ على المستوى الهجومي أو الدفاعي. وهذا الذي يميز اللاعب العادي من اللاعب المميز. أندي يقوم بالعرضية بطريقة متقنة ومحسوبة بدقة، يقوم بها بشكل يوهمك أنه قام بحساب الارتفاع والقوة والمسافة قبل إرسال العرضية، والأهم من ذلك طريقة دخوله لعمق الملعب، ومناطق الجزاء، والتحول من ظهير لجناح في غمضة عين، ما يخلق تفوقاً عددياً لليفربول ضد كل الخصوم، ويجعل السنغالي ساديو ماني أقرب للعمق، أي حين يتسلم الكرة يكون أقرب للمرمى، ويكون أكثر خطورة في الواحد ضد واحد، وبزاوية رؤية أكثر وضوحاً.

ومع إصابة لاعب بقيمة ترينت ألكسندر-أرنولد، اللاعب الذي كان يحمل نصف المهمة الهجومية على عاتقه بالتوازي مع الاسكتلندي أصبح هذا الأخير مطالباً بالزيادة والتواجد في نصف ميدان الخصم بشكل أكبر، دون نسيان دوره الدفاعي الذي سيتضاعف، خاصة أن مدربي الخصم سيصبّون جل تركيزهم على إقفال جبهته الهجومية، وسيقوم بإرسال الكرات في ظهره مع كل تقدم هجومي له، خاصة أن هناك موازنة بين الظهيرين، واحد دفاعي يتمثل في ميلنر، والثاني هجومي وهو ربورتسون.

خروج فيرمينيو من العمق أمتاراً نحو الوراء للعب الكرة الثنائية مع روبرتسون على أقصى الجهة اليسرى، حيث يتسلم بوبي الكرة، ثم يرسلها في ظهر المدافع، فيستغل روربتسون سرعته ويقوم بالدخول للعمق، ثم يقوم بالعرضية إن كانت نحو الداخل، أو ككرة أرضية نحو لاعبي الوسط القادمين من الخلف.

شخصياً، وطوال متابعتي للكرة لم أشاهد ظهيراً يحافظ على نفس الانطلاقة والسرعة والمساندة طوال أكثر من 40 مباراة تقريباً كل موسم. والأكثر من ذلك أن عرضياته مازالت دقيقة وموزونة بالمسطرة، ومحافظة على القوة في كل نهاية مباراة، وكأنها بداية المباراة فعلاً.

دعني أذكرك بإحصائية أن أسطورة اليونايتد الحية غاري نيفيل خلال 400 مباراة قام بـ35 أسيست، واليوم روبرتسون يحطم ذلك الرقم، لكن في 160 مباراة فقط!!

دي بروين هو اللاعب الوحيد الذي صنع أكثر من روبرتسون في الدوري منذ 2017، بفارق 10 أسيست فقط.

دعني أختم بما قاله روبرتسون مؤخراً، لتعرف ما هو معدن هذا اللاعب، حين تم سؤاله هل بإمكانك اللعب ك‏قلب دفاع؟ ‎

روبرتسون أجاب: سوف ألعب وأقدم أفضل ما لدي، أياً كان ما يطلبه مني المدرب سأقوم به.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

جاسر جاب الله
طالب ومدوّن رياضي
طالب ومدوّن رياضي
تحميل المزيد