ساعات قليلة تفصلنا عن عودة أضواء الكلاسيكو الساحرة، التي تجذب إليها كل عشاق كرة القدم، ورغم أن ملعب "كامب نو" لن يضم بين كنفيه المشجعين، لكن هناك ملايين حول العالم تنتظر بشغف صافرة البداية.
ويأتي الكلاسيكو ولا يحظى ريال مدريد بموسم جيد على الإطلاق، ففي الجولة الماضية من عمر الليغا خسر ضد الصاعد الجديد لدوري الدرجة الأولى قادش بهدف نظيف في ملعب ألفريدو دي ستيفانو، ملعب ريال مدريد الحالي، قبل أن يتعرض لخسارة أخرى وهذه المرة في دوري أبطال أوروبا، أمام النادي الأوكراني شاختار دونتيسك الذي غاب عنه 10 لاعبين بسبب الإصابة بفيروس كورونا.
نعش زيدان
وقبل بداية الموسم، قال زين الدين زيدان إن فريقه سيقاتل على جميع الألقاب، لكن الأكيد أنه لم يكن يتخيل أن يجد نفسه في مثل هذا الموقف الذي لا يحسد عليه عندما يحل ضيفاً على برشلونة، وسط تكهنات عن قرب إقالته من منصبه بعد تواصل سلسلة النتائج السلبية والأداء السيئ.
التوقعات والتقارير تشير إلى أن فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد، سيقرر إقالة زيدان في حال خسارة الكلاسيكو، وسيقوم بتعيين راؤول غونزاليس بدلاً منه.
وقد تكون الهزيمة في الكلاسيكو لريال مدريد، هي المسمار الأخير في نعش زيدان، مثلما حدث مع المدربين السابقين للملكي، جولين لوبيتيغي ورافائيل بينيتيز وبيرند شوستر من قبل.
ولا شك أن الفوز على برشلونة قد يُخفف من الجنوح نحو إقالة مباغتة لزيدان، لكن نتائج الميرينغي تبدو غير مطمئنة بالنسبة إلى مصير المدرب، بعد إخفاقه في تحقيق الفوز في آخر مباراتين على أرضه، وأمام فريقين يفترض أنهما في المتناول.
والحقيقة أن الأمر لا يتعلق بالنتائج فقط، بل بالمستوى أيضاً، فالفريق يبصم على مستويات أقل ما يقال عنها كارثية، خصوصاً على الصعيد البدني، حيث بدا اللاعبون وكأنهم غير قادرين على الركض. لكن يبدو اللاعبون حتى الآن خارج دائرة المساءلة، لأن زيدان هو الوحيد الذي يتواجد تحت مجهر الانتقاد، لاسيما أنه يقوم باتخاذ قرارات أقل ما يقال عنها، غير موفقة وغير مفهومة البتة.
وأصبح زيزو مطالباً بمراجعة الأسباب الفنية والتكتيكية التي أدت إلى تراجع النتائج في الآونة الأخيرة، مع إيجاد التوليفة المناسبة لإرجاع الميرينغي إلى سكة الانتصارات مرة أخرى.
واعتدنا في المواسم الماضية، أن يقوم زيدان بتصحيح الأمور كلما تلقى صدمة قوية، ففي الموسم الماضي حقق سلسلة انتصارات طويلة عقب الخسارة ضد مايوركا، أما في موسمه الأول، فقد اعتمد على كاسيميرو كارتكاز منذ سقوطه في الديربي.
وربما تكون هزيمة قادش ومن بعدها الخسارة المؤلمة ضد شاختار، هي الصدمة التي ستُنزل زيدان من برجه العاجي، حيث بدأنا نشعر وكأن زيزو أصبح متعالياً في خياراته وقراراته.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.