أثار تعاقد نادي يونيون كوميرسيو، الذي يلعب بدوري الدرجة الثانية في جمهورية البيرو، مع لاعب شاب يُدعى "أسامة بن لادن خيمنيز لوبيز"، جدلاً واسعاً، بسبب الاسم الأول للاعب، الذي يعود لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.
وقال النادي الذي يقع في مدينة مويوبامبا إنه ضم اللاعب "بن لادن" البالغ من العمر 18 عاماً، واصفاً إياه بـ"الجناح المبدع"، مشيراً إلى أنه سبق له الدفاع عن ألوان منتخب البيرو للناشئين تحت 15 عاماً.
جدل كبير
ونال خبر ضم اللاعب الشاب اهتماماً كبيراً في وسائل الإعلام على مستوى أمريكا اللاتينية، وعبر منصات التواصل المختلفة، وأعاد إلى الواجهة مسألة الذوق العام في البيرو حين يتعلق الأمر باختيار الأسماء الغريبة وغير المألوفة.
ونقل موقع elperiodico الإسباني تصريحات للاعب، الذي وُلد عقب هجمات 11 سبتمبر/أيلول، التي استهدفت برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، واتُهم بن لادن بتدبيرها، بأنه فكر أكثر من مرة في تغيير اسمه، ولكنه تراجع بعد ذلك عن تلك الفكرة، لأنه "اعتاد هذا الاسم" ويتعامل معه بشكل طبيعي.
وأضاف أنه لا يعطي هذا الأمر أهمية كبيرة، وأنه لم يناقش والديه مسبقاً حول سبب تسميته على اسم أسامة بن لادن.
أسماء غريبة
وبحسب الموقع، فإن الكثير من سكان البيرو يطلقون أسماء غريبة على أطفالهم، مشيرة إلى شخص يحمل اسم "هتلر" تولى مؤخراً رئاسة بلدية إحدى المدن الصغيرة، بعد صراع انتخابي مع مُنافس يحمل اسم "لينين".
وقالت إن مشهد حمل الأهالي للرئيس الفائز وترديد هتافات مدوية باسمه "هتلر هتلر" أثار الكثير من الاستغراب الممزوج بالضحك.
وقال رئيس البلدية لوكالة الأنباء الإسبانية: "ليس لديّ أي عقدة من حملي اسم هتلر. إنه مثل أي اسم آخر. بالنسبة لي يبدو الأمر كما لو كان اسمي خوان أو لوكاس أو سيباستيان".
ونوهت الصحيفة بوجود مشروع قانون لدى الكونغرس في البيرو، ينص على منع الآباء من إطلاق أسماء غريبة وغير مألوفة على أطفالهم، مثل العلامات التجارية وأسماء الأمراض والأسماء التي تحمل دلالات معينة، يُمكن أن تضر بكرامة المولود وتتسبب له بالمضايقة والإهانة.
بن لادن مجدداً
ليست هذه المرة الأولى التي يبرز فيها اسم أسامة بن لادن في عالم الرياضة بشكل عام، إذ ظهرت صورته في مدرجات ملعب "إيلاند رود"، الخاص بنادي ليدز يونايتد الإنجليزي، إلى جانب وجوه آلاف المشجعين الآخرين، في شهر يونيو/حزيران الماضي.
واستغل أحد المشجعين سماح الأندية بوضع ملصقات تحمل صورهم في المدرجات في ظل غياب الجماهير بسبب فيروس "كورونا"، ليضع صورة أسامة بن لادن بدلاً من صورته، دون أن يُلاحظ مشرفو نادي ليدز يونايتد ذلك، إذ انتشرت الصورة على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن تتم إزالتها.
وكان أول من لاحظ وجود صورة أسامة بن لادن على مدرجات ملعب "إيلاند رود"، أحد مشجعي ليدز يونايتد، إذ كتب على حسابه الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" ساخراً من ناديه: "بفضل ليدز تم وضع صورتي بجانب أسامة بن لادن!".
عاشق لكرة القدم!
يُذكر أن كتاب سيرة حياة أسامة بن لادن، الذي نشره الكاتب البريطاني آدم روبنسون، تضمن معلومات مفادها أن زعيم تنظيم القاعدة السابق كان شغوفاً بكرة القدم الإنجليزية، ويحب متابعة مباريات فريقه المفضّل أرسنال، وذلك خلال السنوات التي قضاها في بريطانيا.
وقال روبنسون إن بن لادن حضر بالفعل مباريات عدة لأرسنال في ملعبه الشهير "هايبري"، في عام 1994، مع عدد من أبنائه، واشترى بعض الهدايا التذكارية من متجر النادي اللندني الشهير.
كما ذكر خالد باطرفي، أحد الأصدقاء المقربين لابن لادن خلال فترتي الطفولة والشباب، أن أسامة كان شغوفاً برياضة كرة القدم لدرجة كبيرة، حيث كان ينظم مباريات بين أصدقاء حيه والأحياء المجاورة.
وأعلنت وكالة الاستخبارات الأمريكية في مايو/أيار عام 2011، مقتل أسامة بن لادن في مدينة "أبوت آباد"، الواقعة على بعد 120 كم من العاصمة الباكستانية إسلام آباد، في عملية اقتحام أشرفت عليها الوكالة، ونفذها الجيش الأمريكي، واستغرقت 40 دقيقة.