الرجاء للحفاظ على سمعة الكرة المغربية والزمالك للنهائي الحلم.. قراءة في مواجهة السلامي وباتشيكو

عدد القراءات
516
عربي بوست
تم النشر: 2020/10/18 الساعة 11:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/10/23 الساعة 07:37 بتوقيت غرينتش
من اليمين مدرب نادي الزمالك المصري جايمي باتشيكو ومدرب نادي الرجاء المغربي جمال السلامي

حالة من الترقب والانتظار لمباراة الزمالك والرجاء، فالزمالك يريد انتعاشة الفوز ببطولة إفريقيا، التي غابت عنه منذ فترة ليست بالقصيرة، والرجاء يتطلع لتسجيل لقب آخر في سجله التاريخي، في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا اليوم بملعب محمد الخامس بالدار البيضاء.

ويدخل الرجاء اللقاء منتشياً ومُكلَّلاً بفوزٍ دراماتيكي بتحقيقه للقب الدوري المغربي على حساب غريمه التقليدي الوداد المغربي، الذي خسر على أرضه بثنائية نظيفة أمس السبت من النادي الأهلي المصري، فيما يستعد الزمالك للقاء بعد حسمه للمركز الثاني في الدوري المصري، وضمانِهِ المشاركة الإفريقية في الموسم القادم.

جولة في عقل باتشيكو وسلامي

لم يغير البرتغالي جايمي باتشيكو من هيكل طريقة لعب الزمالك مع المدرب السابق باتريس كارتيرون وخطته 4-2-3-1، لكنه اعتمد على تقوية الحالة الدفاعية، وخصوصاً الارتداد الدفاعي من الحالة الهجومية للدفاعية في التحولات، والتركيز أكثر على الأخطاء الدفاعية القاتلة في الكرات العرضية والركلات الثابتة، مع قيام كل لاعب بواجبه الدفاعي على أكمل وجه.

بالنسبة لحراسة المرمى وخط الدفاع فهما مع محمد أبوجبل وحازم إمام ومحمود علاء ومحمود الونش وعبدالله جمعة. الونش كرجل حماية في الخلف، رجل الأمان بالأحرى، يتمركز خلف المدافعين تارة لالتقاط الكرات الطولية خلفهم، والتقدم ضد المهاجمين في وضع 1 ضد 1 وعودة علاء للتغطية في مكانه، مع تقدم الظهيرين كالعادة.

بينما خط الوسط سيكون في يد طارق حامد، اللاعب الذي تطوّر كثيراً في تسليم وتسلم الكرات آخر فترة، والخروج من مناطق الضغط بالكرة لإكمال بناء الهجمة، مع دوره الأساسي ومجهوده الدفاعي العظيم بكل تأكيد، وبجواره محمد حسن أو إمام عاشور، في حالة إذا رغب باتشيكو في تأمين الوسط بمحور دفاعي آخر، لكنه يملك خياراً هجومياً كورقة رابحة، بدخول أحمد سيد زيزو، اللاعب الحر في التحرك في العمق والطرفين، بدلاً من فرجاني ساسي المُصاب بكورونا.

أما الجناح الأيسر فيملكه المغربي المبدع أشرف بن شرقي، كنصف جناح ونصف مهاجم ثانٍ يتوغل بين المدافعين، وتحديداً في المساحة بين الظهير وقلب الدفاع، بينما يقوم يوسف أوباما بصناعة اللعب من الخلف في المنطقة بين الثلث الثاني والثالث، ومحمد أوناجم سيكون على الطرف الأيمن في حالة اعتماد باتشيكو على أحمد سيد زيزو كلاعب جناح، لكنه سيخرج من التشكيلة الأساسية لمصلحة زيزو كلاعب وسط هجومي للحالة الأولى المذكورة في الأعلى.

بالتأكيد جايمي باتشيكو سيضع مصطفى محمد كمهاجم

وسوف يعتمد باتشيكو على بعض الأوراق من الدكة عند الحاجة، مثل إمام عاشور ومحمد حسن حال مشاركة زيزو مكان فرجاني ساسي، وكذلك كابونجو كاسونجو ومحمد عبدالغني وإسلام جابر، وأيضاً محمد أوناجم إذا لم يشارك منذ البداية، بسبب خبراته الكبيرة ضد الرجاء حينما كان يلعب في الوداد.

الزمالك سيجاري الرجاء، ولن يهاجم بقسوة، ولن يُدافع بتقهقر، لكنه سيلعب كنِدٍّ متوازن، يفهم جيداً متى يجب عليه الهجوم، ومتى يجب عليه التحولات فقط والإغلاق الدفاعي على الطرفين وفي العمق، وهنا الحالة ستكون رباعية، بقلبي الدفاع وبمحوري الوسط، بتأخر من الجناحين للدفاع بشكل شمولي وبأكبر عدد من الأفراد.

في الضغط لا يعتمد الزمالك على الضغط العالي من الأمام، وإنما على الغلق على كل رجل برجل آخر، يهرب الرجاء دائماً من تلك اللعبة بالألعاب المعلبة أو المركبة، بتواجد لاعب وااثنين مع نفس اللاعب اللصيق للرقابة من الزمالك، حينها يتغلب 2 على 1 بالطبع، لأن أهم مميزات فريق الرجاء هي الانتشار وسرعة تمركز وتحول اللاعبين.

سيناريو دفاعي مع تغيير طريقة اللعب

السيناريو الثاني الذي قد يشغل بال باتشيكو هو تغيير طريقة لعب الزمالك من 4-2-3-1 إلى 4-4-2 من أجل زيادة الكثافة الدفاعية في خط الوسط بغياب فرجاني ساسي، واللعب على سرعات مصطفى محمد وكابونجو كاسونجو في الهجوم، وهي طريقة باتشيكو المحببة بالمناسبة حينما كان مدرباً للزمالك في الولاية الأولى له في القلعة البيضاء.

وإذا حدث ذلك فإنه سوف يستغني بالطبع عن يوسف أوباما من أجل الاعتماد على الطرفين أحمد سيد زيزو وأشرف بن شرقي، بجوار الثنائي محمد حسن أو إمام عاشور بمكان فرجاني ساسي بجانب طارق حامد، ولن يكون هناك أي تغيير سواء على مستوى الدفاع أو حراسة المرمى. ويعتبر هذا السيناريو جيداً للغاية بسبب السرعات الكبيرة داخل تشكيلة الزمالك من جهة، ومن جهة أخرى بسبب أسلوب الرجاء في الدخول للهجوم بقوة طيلة المباراة.

أما الرجاء فيعتمد على البساطة في اللعب دون التعقيد مع جمال سلامي، بالبناء على الأطراف، ومن ثم الدخول للعمق لإطلاق الكرات في مناطق حميد حداد، خصوصاً في ظل وجود لاعب وسط كبير كمحسن متولي، وعبدالإله الحافيظي، وأما في الدفاع فالكرات الثنائية والهوائية يتميز بها الرجاء المغربي لطول القامات وسرعة الانتشار والتمركز الصحيح، حيث لا يندفع بدر بنون أو عبدالإله مدكور أو عمر بوطيب من مناطقهم بسهولة.

الرجاء سيدخل المباراة للتغلب على الزمالك كمنظومة قبل الأفراد، التحولات الهجومية السريعة من عمق الملعب، ومن ثم دخول لاعبين على الطرفين بدون كرة لإضافة زوايا تمرير أخرى، والدفاع ككتلة واحدة، والضغط العالي ككتلة واحدة، واللعب كمنظومة هو عُرف نادي الرجاء مع جمال سلامي وليس كأفراد غير متفاهمين.

سجلات ومواجهات تاريخية بين الفريقين

كانت أولى المواجهات في نهائي دوري أبطال إفريقيا عام 2002، حين استطاع الفارس الأبيض تحقيق لقبه الخامس قارياً والأخير، من بوابة الرجاء المغربي. وانتهت مباراة الذهاب بين الفريقين بالتعادل السلبي على ملعب محمد الخامس في الدار البيضاء في المغرب.

ثاني المواجهات وآخرها بين الفريقين كانت في دوري أبطال العرب موسم 2005/ 2006، النسخة التي فاز بها النسور الخُضر على نادي إنبي في النهائي، حيث تواجه الفريقان في دور الـ16 في تلك البطولة، وتلاقى الرجاء المغربي مع الزمالك المصري، واستطاع الرجاء تجاوز الزمالك بواقع 3-2 بمجموع المباراتين.

الزمالك يجب أن يكون متواناً أكثر، دفاعياً وهجومياً، والأهم تقسيم المباراة على فترات للعودة بوضع مريح إلى القاهرة، والرجاء يجب أن يكون لاعبوه في يومهم، وخصوصاً لاعبي الشق الهجومي، كي ينتهي الرجاء من الفكرة بأكملها في كازابلانكا. 

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

محمد حبيب
كاتب رياضي
كاتب رياضي
تحميل المزيد