أصبحت وضعية النجم البلجيكي إيدين هازارد في ريال مدريد، لغزاً محيراً بالنسبة لعشاق النادي "الملكي"، مع استمرار غيابه عن المشهد مع استمرار مشاكله البدنية منذ وصوله للفريق قادماً من تشيلسي الإنجليزي.
وبشكل فعلي لم يستفد ريال مدريد من قدرات هازارد المميزة خلال موسمه الأول، قبل أن يتعرض لصدمة قوية بالغياب عن بداية الموسم الثاني حتى الآن.
انخفاض كبير
وتسبب غياب هازارد في انخفاض قيمته السوقية بشكل كبير، لتصل إلى 60 مليون يورو في الوقت الحالي، بحسب موقع transfermarkt العالمي، المتخصص في أرقام وإحصائيات اللاعبين.
حين انتقال هازارد لريال مدريد في أواخر يونيو/ حزيران 2019، كانت قيمته السوقية تبلغ 150 مليون يورو، لكنها تراجعت إلى 60 مليون يورو هذا الصيف، ما يعني خسارة كارثية في قيمته تبلغ 90 مليون يورو خلال 16 شهراً فقط.
وتتأثر القيمة السوقية لأي لاعب بغيابه عن المباريات وانخفاض مستواه بشكل رئيسي، لهذا كان انخفاض قيمة النجم البلجيكي أمراً حتمياً.
7 سنوات من الإبداع
ويأتي التراجع الكبير في قيمة هازارد، بعد إبداعه على مدار 7 سنوات داخل تشيلسي، قبل أن تندثر نجوميته بشكل واضح مع ريال مدريد.
وخلال الفترة التي قضاها النجم البلجيكي برفقة "البلوز"، فاز مع الفريق بالعديد من الألقاب الجماعية على المستويين المحلي والقاري، كما حصد جائزة أفضل لاعب شاب في موسمه الثاني مع تشيلسي 2013-2014، وجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي موسمي 2014-2015، و2018-2019.
وأسهمت إنجازاته الرائعة في وجوده ضمن لاعبي الصفوة بالعالم، وكان الكثيرون يعتبرونه رابع أفضل لاعب في العالم بعد ليونيل ميسي، وكريستيانو رونالدو، ونيمار دا سيلفا.
نقطة تحوّل
وجاء رحيل هازارد عن تشيلسي في 2019 إلى ريال مدريد، ليكتب فصلاً مخالفاً تماماً لما كان يتوقعه الجميع في مسيرة النجم البلجيكي.
هازارد خلال موسمه الأول، كافح للتخلص من لعنة الإصابات، خاصة أنه تعرض لكسر في القدم، كما أنه غاب عن 20 مباراة لريال مدريد خلال الفترة بين ديسمبر/ كانون الأول 2019- مايو/ أيار 2020.
كما عانى النجم البلجيكي من إصابات متكررة في أوتار الركبة والكاحل، ما تسبب بغيابه عن المباريات الأخيرة على وجه الخصوص، لتكون محصلته حتى الآن الابتعاد عن ريال مدريد في 35 مباراة، مقابل 22 مباراة فقط خاضها مع الفريق.
فرصة أخيرة
ونظراً لأن عقد هازارد يمتد مع ريال مدريد حتى عام 2024، فإن الموسم الحالي يعتبر فرصة مهمة لإثبات قيمته الفنية برفقة الفريق، خاصة أن زيدان لا يزال يثق في قدرته على الانسجام مع الفريق والتخلص من لعنة الإصابات.
ولم يسجل هازارد حتى الآن سوى هدف واحد مع ريال مدريد، ليكون مطالباً بتقديم الأفضل هذا الموسم، وإثبات قيمته الفنية داخل الملعب.
وسيكون النجم البلجيكي أمام موسم حاسم في مسيرته مع ريال مدريد، خاصة أنه سيبلغ 30 عاماً في يناير/ كانون الثاني المقبل، وبالتالي يصعب على النادي "الملكي" الصبر عليه أكثر، حال واصل مسلسل إصاباته وابتعاده عن الملعب، ما يجعل أمر بيعه الصيف المقبل – حال لم يستعد اللاعب مستواه- أمراً متوقعاً لتقليص خسائره المالية من وراء الصفقة.