الرسام ليس لديه الوقت الكافي من أجل سماع ما يقوله الناس عنه، وعن اللوحات التي يرسمها، فهو مُطالب باستمرار أن يبتكر شيئاً جديداً ويُحسن من مهاراته. قد ينتقده البعض بشكل غير عادل، لكنه إن أراد أن ينجح في مجاله فعليه ألّا يتوقف مهما كانت الظروف، هذه القاعدة تنطبق أيضاً على لاعبي كرة القدم، فمن يُريد أن يثبت كفاءته فعليه أن يقوم بأدواره على أكمل وجه، وفي حال مازال هناك من ينتقده فهؤلاء مجرد كارهين، يسعون إلى التقليل منه، مثل الذي يتعرض له كبار النجوم وأفضل اللاعبين، لا أكثر ولا أقل.
ماتياس دي ليخت هو أحد ضحايا الانتقادات المُجحفة، حيث يعتبر الكثير من متابعي كرة القدم بشكل عام، أن المدافع الهولندي يُقدم أداء سيئاً مع البيانكونيري، مع العلم أن هذا الأمر غير صحيح.
السوء الذي ظهر به يوفنتوس الموسم المنصرم، دفع ببعض المتابعين إلى الاعتقاد أن دي ليخت هو من اللاعبين الذين يقدمون أداء سيئاً، مع العلم أن ليونيل ميسي عانى من الظاهرة ذاتها، حيث يظن الكثيرون أن اللاعب الأرجنتيني يُقدم مستويات عادية، لأن برشلونة أساساً ليس بالفريق المنظم، إلا أنه أثبت في نهاية المطاف أنهم مخطئون، وهنا يكمن بيت القصيد، فليس من الضروري إن كانت المنظومة التي يلعب بها لاعب محدد تقدم أداء سيئاً، أن هذا اللاعب يُقدم مستويات عادية أو سيئة.
في مقال للكاتب ستيفن ستونسي على موقع سيكولوجيا اليوم، يُسلط الضوء خلاله على السبب الرئيسي خلف حب الناس لانتقاد الغير، حتى لو لم يكن انتقاداً بنّاءً، يُشير أن الانتقاد هو أسهل ما قد يقوم به الإنسان، فهو يحب أن يعطي رأيه في كل شيء، ويرغب في التعبير عن آرائه مهما حصل.
كما ذكر أن الانتقاد هو حاجة ملحة يتغذى عليها البعض، حيث يرى أن الانتقاد هو أفضل وسيلة للتعبير عن حزنه، لذا مع خسارة فريق ما قد يصوب المشجع انتقاداته، بشكل مُجحف، وذلك بسبب سيطرة الغضب والحزن عليه. لكن الأمر غير المحبب هو عندما يتحول هذا النقد غير المنطقي إلى وسيلة يتسلح بها المشجع ضد اللاعبين.
الرقابة كما يجب أن تكون
إن عدنا بالزمن للوراء، وتحديداً إلى مباراة تورينو ويوفنتوس في الموسم المنصرم، والتي انتهت بفوز الفريق الأخير بنتيجة 4/ 1، فقد اعتمد مدرب الفريق آنذاك ماوريسيو ساري على طريقة 4.2.3.1 في الهجوم و4.4.2 في الدفاع.
في معظم دقائق المباراة كان كوادرادو عُنصراً فعالاً في الهجوم، يقوم بلعب عرضيات، ويتقدم كثيراً نحو الأمام، ويُشكل مثلثات مع زملائه في الثلث الأخير من ملعب الخصم، لذلك كان مطلوباً أن يقوم لاعب بتغطية المساحات الشاسعة التي يتركها الظهير الكولومبي خلفه، ودي ليخت كان في الموعد، حيث حرم لاعبي تورينو من أي فرصة من أجل الانطلاق بالهجمات المرتدة على هذه الجهة.
ليس هذا فقط، بل فاز دي ليخت أيضاً في معظم الصراعات الثنائية أمام المهاجم الخطر بيلوتي، وقام بالتغطية عليه كما يجب، في كل محاولة للمهاجم الإيطالي في الركض خلف المدافعين من أجل تسلّم كرة طويلة، قبل أن ينفرد بالحارس ويسجل، إلا أن هذا كله لم يحصل، لأن دي ليخت كان حاضراً.
بالأرقام.. دي ليخت مدافع مؤثر ومهم في يوفنتوس
الصراعات الثنائية
- دي ليخت: الفوز بمعدل 3 صراعات ثنائية في المباراة الواحدة
- كوليبالي: الفوز بمعدل 2.1 صراع ثنائي في المباراة الواحدة
- بونوتشي: الفوز بمعدل 1.75 صراع ثنائي في المباراة الواحدة
- سكرينار: الفوز بمعدل 1.1 صراع ثنائي في المباراة الواحدة
إحدى أهم ميزات المدافع الذي يفوز بالصراعات الثنائية هي جاهزيته البدنية وذكاؤه في خطف الكرة من اللاعب الخصم، وهذا ما جعل دي ليخت يظهر بصورة المدافع المتكامل مع أياكس في الموسم الماضي.
عرقلات صحيحة
- دي ليخت: يقوم بـ1.1 عرقلة صحيحة في المباراة الواحدة
- كوليبالي: يقوم بـ1.2 عرقلة صحيحة في المباراة الواحدة
- سكرينار: يقوم بـ0.9 عرقلة صحيحة في المباراة الواحدة
- بونوتشي: يقوم بـ0.7 عرقلة صحيحة في المباراة الواحدة
قد تكون العرقلات هي واحدة من أصعب المهام الدفاعية المطلوب من أي لاعب القيام بها، لأنه عليه التصرف بشكل ذكي، حتى لا يرتكب الأخطاء، ما يمنح الفريق الخصم ضربات ثابتة من جهة، وحتى لا يتحصل على إنذار من جهة أخرى، وهو ما يبرع فيه الهولندي الصغير.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.