يخسرون بخماسيات وسباعيات.. هل انتهت هيمنة غوارديولا وكلوب على البريميرليغ؟

موسم غريب جداً، بدأ بشكل غير متوقع، مستويات ضعيفة حتى مع الفوز، وهزائم بنتائج قياسية لأقوى فريقين وربما أفضل مدربَيْن في العالم خلال الفترة الجارية، ليفربول ومانشستر سيتي، وكلوب وغوارديولا على الترتيب.

الحقيقة أن هزيمة مانشستر يونايتد أمام توتنهام بالستة لم تفاجئني، أداء فريق سولشاير كارثي منذ البدايات، ومع حالة الطرد المبكر و"فورمة" الكوري سون هيونغ مين المرعبة يبدو الأمر ممكناً أن يفوز السبيرز بنتيجة ثقيلة، لكن ماذا يحدث ليورغن وبيب في البريميرليغ؟

كثرة البهارات قد تفسد الطبخة

ليستر سيتي فريق قوي جداً في المرتدات، لديه مهاجم لا يخطئ المرمى، ومانشستر سيتي في المقابل لديه غيابات محورية في الدفاع والهجوم، وهي مجموعة تعاني بشدة عندما تتأخر في النتيجة، جزء بسبب شخصية اللاعبين أنفسهم، وجزء آخر بسبب كثرة تعديلات غوارديولا التكتيكية وولعه بالتفاصيل التي قد تنقلب ضده، من باب "كثرة البهارات قد تفسد الطبخة".

كل ما سبق يعني أن ليستر سيتي عندما تقدم في النتيجة فإنه قادر على إضافة أهداف أخرى، مع اندفاع لاعبي السيتي هجومياً، الأخطاء الفردية من قلوب الدفاع والظهيرين، وارتكاب ضربات جزاء ساذجة، لكن ماذا عن سباعية أستون فيلا في مرمى ليفربول؟

هذه النتيجة لم تكن متوقعة بالمرة، هزيمة الريدز أمر وارد، لأنه منذ بداية عام 2020 لديه مشاكل، خسر من أتليتكو ذهاباً وإياباً، سقط أمام واتفورد والسيتي في الدوري، فاز على ليدز بشق الأنفس وبفضل مهارات هجومه لا أكثر، لذلك فإن تعرضه للخسارة أمر وارد، لكن بالسبعة، وأمام أستون فيلا؟! الأمر يحتاج إلى بعض التفسيرات.

المفارقة من وجهة نظري أن أسباب هزيمة السيتيزنز وليفربول شبه واحدة، مع التأكيد على قوة ليستر سيتي مقارنة بأستون فيلا، وأن الخمسة أرحم بعض الشيء من السبعة في باب النتائج الثقيلة.

"أن تهاجم في مساحة تشبه الحديقة، وتدافع في مساحة تشبه عنق الزجاجة، حتى لا تعطي خصمك رفاهية التحرك في المساحات"، هكذا يجب أن يكون الدفاع من وجهة نظر يوهان كرويف.

الهجوم والدفاع بالنسبة لي لا ينفصلان، عندما تملك هجوماً مميزاً يجيد الضغط والركض والتحولات، فإن دفاعك سيصبح أفضل حتى إذا كانت عناصره سيئة أو ضعيفة، لماذا؟ لأن الفرص التي ستأتي لمرماك ستكون أقل بعض الشيء، بسبب صعوبة بناء الهجمات، ولعب الكرات الطولية، واستغلال المساحات من جانب خصمك.

وفي حالة السيتي والليفر يمكن التأكيد على الأخطاء الفردية، غياب بعض الأسماء القوية في الخلف، وحراسة المرمى، لكن الفريقين لا يضغطان بالشكل الصحيح والقوي والاستراتيجي هذا الموسم. ظهر ذلك بوضوح لمانشستر سيتي في مباراتي ليستر وليدز.

أيضاً نفس الحال بل أسوأ لليفربول أمام ليدز وأستون.

التكتيك لا يجيب عن كل الأشياء، لكنه على الأقل يُكمل الصورة الناقصة، لذلك فإن مشاكل السيتي دفاعياً لا تتجزأ عن عجز الفريق هجومياً أمام الفرق التي تدافع بشكل جيد، كما حدث ضد ليستر سيتي. أسباب تدهور مانشستر سيتي هي:
– ضعف الضغط المقدم من لاعبي الهجوم، في ظل غياب جيسوس المميز في هذا الشق، وانخفاض مردود محرز، وحتى ستيرلينغ من دون الكرة.

– أخطاء فردية أيضاً مع تباين مستوى إيدرسون، وكثرة هفوات والكر وميندي.

– انخفاض مستوى خط الوسط في الافتكاك، التحولات، والارتداد الخلفي، وهذا العنصر هو السبب الرئيسي في ضعف مردود السيتي مؤخراً. ظهر ذلك أكثر مع خروج فرناندينيو.

ليفربول يعاني

ينطبق على ليفربول أيضاً نفس الأمر، لدرجة أنه كُتب مقال تفصيلي عن مشاكل الفريق دفاعياً في صحيفة "ذا أتليتك" المتخصصة، تفاصيل عديدة وكلام كثير مع التركيز على النقاط التي ذكرتها.

ليفربول استقبل 7 أهداف في مباراة واحدة، وهي أول مرة تحدث لبطل في تاريخ البريميرليغ، ولكن من الممكن أن يكون استقبال 7 أهداف أمراً استثنائياً بسبب وجود 3 أهداف منها بسبب ارتطام الكرة بالمدافعين، ولكن هناك مشاكل واضحة أبرزها:

– انخفاض قوة ضغط ليفربول على غير العادة سابقاً.

– وجود أخطاء فردية، حيث حدثت ثلاث مرات من قبل فان دايك وروبرتسون وأدريان.

– زيادة المساحات بين قلبي الدفاع والظهيرين، مع الاندفاع المبرر للدفاع المتقدم، دون ضغط حقيقي على الفريق المنافس، لتظهر عيوب فان دايك، أرنولد، جوميز، بوضوح.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]