شكّل انضمام المدافع الدولي الجزائري جمال بلعمري لصفوف ليون الفرنسي، في صفقة انتقال حر، في اليوم الأخير لفترة الانتقالات الصيفية، مفاجأةً كبيرةً للمتابعين، علماً بأن آخر نادٍ دافع عن ألوانه كان الشباب السعودي.
وأعلن ليون انضمام بلعمري لصفوفه في عقد مدته موسم واحد، مع خيار التجديد لموسم إضافي، اعتماداً على أداء النجم الجزائري.
وأثار انتقال بلعمري الذي سيبلغ الحادية والثلاثين من عمره الشهر المقبل، اهتماماً كبيراً وتفاعلاً واضحاً بين الجمهور الجزائري والعربي بشكل عام، واعتُبرت حالته بمثابة قصة كفاح للاعب سطعت نجوميته في وقت متأخر من عمره.
بداية صعبة
وكان بلعمري قد بدأ مسيرته في بلاده مع فريق نصر حسين داي، ووصل الفريق الأول وعمره 20 عاماً، غير أنه عانى على مدار 3 مواسم لفرض نفسه على التشكيلة الأساسية.
وخلال تواجده مع نصر حسين داي، لعب بلعمري 34 مباراة في 3 مواسم، قبل أن يرحل عن الفريق عام 2012 بعد هبوطه للدرجة الثانية، لا سيما أنه كان يطمح للمشاركة مع نادٍ يوفر له الظهور بانتظام في اللقاءات، وهو عكس ما كان يحصل معه في نصر حسين داي.
علامة فارقة
وانتقل بلعمري بعدها لشبيبة القبائل، الذي نجح معه في نيل الثقة بالظهور أساسياً على مدار 3 مواسم، كان فيها أحد نجوم الفريق بامتياز، إذ خاض مع الفريق 86 مباراة في مختلف المسابقات.
ورغم تألقه لم ينل بلعمري فرصة الاحتراف خارج الجزائر، لينتقل إلى وفاق سطيف، حيث لعب مع الفريق مدة موسم واحد فقط، خاض خلاله 23 مباراة.
وكانت تجربة بلعمري مع وفاق سطيف مليئة بالعقبات، خاصة أنه عانى من الغياب عن العديد من اللقاءات للإصابة، بخلاف خروجه من التشكيلة الأساسية لأسباب فنية، وهو ما يتضح بشكل فعلي من عدد المباريات التي خاضها.
تجربة الشباب
في عام 2016، حصل المدافع القوي على أول فرصة للعب خارج الجزائر، وتحديداً في نادي الشباب السعودي، في وقت كان يبلغ من العمر 27 عاماً، ولم تكن بدايته مثالية مع الفريق، إذ اكتفى بخوض 23 مباراة في موسمه الأول.
أما الموسم الثاني فكان أكثر سوءاً؛ إذ افتقد الشباب خدماته في 15 مباراة بجميع المسابقات، سواء للإصابة، أو لأسباب فنية، واقتصر ظهوره على 14 مباراة فقط.
في المقابل، كان موسمه الثالث ناجحاً مع الفريق السعودي، حيث خاض خلاله 27 مباراة، قدّم فيها مستويات مميزة، ليفرض نفسه بقوة كأحد أفضل المدافعين في الدوري السعودي.
مشكلة ورحيل
ودخل بلعمري موسمه الرابع مع الشباب بحيوية كبيرة، وخاض مع الفريق 9 مباريات فقط، قبل أن يدخل في خلافات كبيرة مع إدارة النادي السعودي.
بداية المشكلة كانت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عندما غاب اللاعب عن التدريبات، قبل أن يعتذر ويعود من جديد.
ولكن الأمور اشتعلت مجدداً، وكرر اللاعب غيابه وهذه المرة كان صريحاً، بعدما أعلن في تصريحات صحافية وجود خلافات بينه وبين خالد البلطان، رئيس النادي، قبل أن يعتذر له في تصريحات لاحقة.
وهنا كان لابد من المجريات أن تأخذ منحى آخر، إذ اتهم بلعمري نادي الشباب بتعمد افتعال المشاكل معه بشكل غريب، ناهيك عن أنهم أجبروه على فسخ عقده مع وكيل أعماله والتعاقد مع وكيل أعمال جديد، كما قال.
وعقب شهور طويلة من الأزمة، وافق الشباب السعودي في سبتمبر/أيلول الماضي على فسخ عقد اللاعب، إذ كان من المفترض أن ينتهي في 2021.
وبعد أسبوعين من فسخ العقد، وصل بلعمري عدة عروض جادة، غير أنه وافق على الانتقال لصفوف ليون في تحدٍّ أوروبي لأول مرة في مسيرته الكروية.
وأكد بلعمري أنه عازم على إظهار قدراته الحقيقية مع ليون، وسيكون الرد على هجوم الصحافة داخل الملعب، لا سيما أنه تعرّض للانتقادات من الصحافة الفرنسية، بسبب قرب وصوله لسن 31 عاماً في ديسمبر/كانون الأول المقبل، وعدم خوضه أي تجربة احترافية في أوروبا.
التأخر الدولي
وبعيداً عن تجاربه المختلفة مع الأندية، فإن ظهوره الدولي الأول مع منتخب الجزائر تأخر حتى عام 2018، حينما بلغ من العمر 29 عاماً، إذ جاء أول ظهور له في نوفمبر/تشرين الثاني ضد توغو.
وكان من المفترض أن يلعب بلعمري مع منتخب الجزائر في 2015، وبالفعل تم استدعاؤه لوديتي قطر وعمان، غير أنه بقي على دكة البدلاء، بعد ذلك انتظر 3 سنوات كاملة لتحقيق حلمه بالظهور الأول، لاسيما أن تلك الفترة كانت شاهدة على تهميشه تارة، ومعاناته من الإصابة تارة أخرى.
ويبقى أهم إنجاز لبلعمري هو مساهمته في تتويج منتخب "محاربي الصحراء" بكأس الأمم الإفريقية 2019، حيث شكّل جداراً دفاعياً مميزاً برفقة زميله عيسى ماندي، وخاض جميع مباريات البطولة، باستثناء موقعة تنزانيا، الذي فضّل فيها المدرب جمال بلماضي إراحته؛ لأن المنتخب ضمن الصعود سلفاً للدور القادم.