نجم مانشستر يونايتد يفتح قلبه: أعشق النقد الحاد وعقليتي سر تألقي.. وهذا سر احتفالي الشهير

عدد القراءات
627
عربي بوست
تم النشر: 2020/10/03 الساعة 10:38 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/10/03 الساعة 10:38 بتوقيت غرينتش
برونو فيرنانديز

القصة التي ستقرأها طويلة جداً، وهي عن اللاعب الذي صنع الحدث في مانشستر يونايتد، برونو فيرنانديز، والذي سيتحدث عن الكثير من اللحظات التي تعني له الكثير في حياته، منذ طفولته، إلى وقوف عائلته بجانبه وتشجيعهم المستمر له، مروراً بأول مشاركة له مع منتخب البرتغال، وصولاً إلى ردة فعله بعد معرفته أنه سيكون لاعباً لفريق مانشستر يونايتد.. قراءة ممتعة.

السترة الذهبية 

يجب أن نبدأ مع أخي، لا يمكنني أن أحكي قصتي من دونه، هو أخي الأكبر، والأسوأ من ذلك أنه من مشجعي برشلونة؛ لذا أولاً يجب أن أحكي قصة مضحكة عنه، حسناً.

مع مرور السنوات كانت علاقتنا مضحكة بعض الشيء لأنه أكبر مني بخمس سنوات، وكان علينا دائماً مشاركة نفس غرفة النوم، عندما تكون صغيراً فلا ثمثل هذه مشكلة، إنه نوع من المرح، أليس كذلك؟ ولكن عندما كان أخي يتقدم في العمر عندما كان عمره 15 أو 16 عاماً على وجه التحديد أراد دعوة أصدقائه إلى المنزل، فجأة واجهتنا مشكلة كبيرة، لقد أراد فقط أن يكون بمفرده، وكنت أجري في أرجاء المنزل، أفعل ما يفعله الإخوة الصغار، أن أكون مزعجاً بكل تأكيد.

كان يقول لي دائماً "برونو، اخرج والعب في الخارج!"

لذلك بفضله (وأصدقائه)، كانت معظم ذكرياتي عندما كنت طفلاً تتعلق بكرة القدم، ألعب بالكرة في الحديقة، أو أذهب إلى المدرسة مع الكرة تحت ذراعي، في البرتغال، وخاصة في ذلك الوقت، وقت بطولة يورو 2004، عندما كان يضم المنتخب البرتغالي لاعبين رائعين، هذا يعني أنني أحببت كرة القدم، بل في الحقيقة عشقتها.

ويعود ذلك لوقت كان فيه ميسي وكريستيانو في عز شبابهما، وعندما بلغ رونالدينيو ذروته، في كل مكان تذهب إليه يتجادل الأطفال حول من هو الأفضل، وبالطبع لم يكن الأمر مختلفاً معي ومع أخي، مَن سيفوز بجائزة الكرة الذهبية هذا العام، مَن يسجل أهدافاً أفضل وأكثر، من هو "الأعظم"؟

كنت دائماً مع فريق كريستيانو، وكان أخي دائماً مع فريق ميسي، وفي إحدى ليالي الكريسماس ذهبت أنا وأخي إلى سويسرا للبقاء مع والدي، كان يعيش هناك للعمل في ذلك الوقت، كان هذا قبل أن يجعل الإنترنت من السهل جداً شراء قمصان لاعبي كرة القدم من جميع أنحاء العالم. في البرتغال لم يكن بإمكانك دائماً العثور على أطقم الدوري الإنجليزي بسهولة، وإذا أمكنك فقد كانت باهظة الثمن حقاً. في أحد الأيام ذهبنا إلى متجر وسمح لنا والدنا باختيار سترتين فقط، كان هذا قراراً كبيراً، هل تعلم؟ اختار أخي برشلونة بسبب ميسي، وبالنسبة لي… حسناً، أنا فخور بالقول إنه حتى في ذلك الوقت كنت رجلاً ذاً عقل كبير، نعم، لقد اخترت قميص مانشستر يونايتد!

ما زلت أتذكر تلك السترة بوضوح، بسبب كريستيانو كان فريق أحلامي في إنجلترا هو مانشستر يونايتد.

مشاجرة ليندلوف وبرونو فيرنانديز

اعتاد أساتذتي أن يقولوا لي "برونو، كرة القدم ليست حلماً واقعياً… إنها تنافسية للغاية، أنت تحتاج للدراسة، وفكرت للتو، حسناً، شكراً لكم. سأعمل بجدية أكبر بعد كلامكم هذا!"

أعتقد أنه إذا كان لديك حلم فيجب أن تكون مهووساً قليلاً به، يجب أن تكون مبدعاً أيضاً، كبرنا وكنا نبتكر ملعبنا الخاص في أي مكان، ونبني أعمدة المرمى من العصي في حقل فيه رمل أكثر من العشب.

بطريقة ما هذا يذكرني بما حدث مع زميلي في فريق يونايتد فيكتور ليندلوف. منذ وقت ليس ببعيد أجرينا نقاشنا الصغير والخاص الذي التقطته كاميرات الصحفيين خلال نصف نهائي الدوري الأوروبي، وتحدثت الصحف كثيراً عن ذلك الموقف، لكن بالنسبة لي كانت نفس الطريقة التي كنا نلعب فيها كرة القدم في مسقط رأسي "مايا". في البرتغال، هكذا تلعب كرة القدم، هذه هي الطريقة التي تتواصل بها، إذا قلت أو فعلت شيئاً خاطئاً فسأخبرك بذلك، أعيش كرة القدم كما يجب أن نعيشها، لكنها تبقى على أرض الملعب، وغداً كلنا أصدقاء مرة أخرى، نحن نعانق بعضنا ونواصل حياتنا بشكل طبيعي.

غطِّ أذنيك

لأكون صادقاً، أنا أحب النقد، لأنه يساعدك على التحسن وفهم أنه لا يمكنك الاسترخاء، إنه يحفزني، أريد أشخاصاً مثل أصدقائي في الملعب، لا يخشون توجيه أصابع الاتهام إليّ ويخبرونني ما هو الأمر الخاطئ الذي قمت به.

أحب أن أعود إلى المنزل بعد المباراة وأسمع، "أنا أحبك، لكن كان عليك حقاً أن تسجل اليوم، قدمت مباراة جيدة، نعم، لكنك أضعت الكثير من الفرص".

احتفال فيرنانديز الشهير

أحياناً أسمعها من ابنتي ماتيلدا، وعمرها 3 سنوات فقط، لكن نقدها مختلف بعض الشيء. كما ترى عندما كانت صغيرة كنا نطلب منها وضع ألعابها أو شيء من هذا القبيل بعيداً، وكانت تضع يديها على أذنيها متظاهرة بأنها لا تستمع وتقول: "بلاه، بلاه، بلاه، لا أستطيع سماعك يا أبي".

لقد وجدت الأمر مضحكاً حقاً، ولهذا السبب بدأت بالاحتفال بأهدافي من خلال وضع يدي على أذني، كانت ماتيلدا تشاهدني على التلفاز، وبدأت تفهم أن له معنى، وهو أنني أهديتها هذا الاحتفال، وهو مخصص لها، لذا الآن إذا نسيت القيام بذلك، أو حتى إذا لم ترني ابنتي على التلفاز أثناء القيام بذلك فهذه مشكلة، حالما أعود إلى المنزل تسألني "لماذا لم تفعل ذلك يا أبي؟"

نحو برونو أفضل

أريد أن أتعلم، أريد أن أتحسن، أريد أن أكون برونو أفضل كل يوم.

هذه العقلية تمثل كل شيء في قصتي، تأتي من عائلتي، أثناء نشأتي لم يكن والدي مهتماً أبداً بعدد الأهداف التي سجلتها، وعدد التمريرات التي قمت بها، ولكن فقط في عدد الأخطاء التي ارتكبتها، وكيف يمكنني أن أكون أكثر كفاءة وكيف يمكن أن أتحسن.

أتذكر مرة عندما كنت في بوافيستا، كنت ألعب في مباراة ضد بورتو -أحد أقوى الفرق في البرتغال- وكنت ألعب بشكل جيد، كنت في الواقع ألعب في الدفاع في ذلك اليوم ضد لاعبي بورتو الضخمين والسريعين، على الرغم من خسارتنا 1-0، إلا أنني كنت مميزاً كثيراً.

أحد مدرّبي بورتو جاء وقال "هذا الصبي سيكون لاعب كرة قدم رائعاً!"، كان ذلك مذهلاً، أحسست أني على سطح القمر.

لكن ليس والدي، وعكس الجميع، بدأ يشرح لي الأخطاء التي قمت بها، وكيف يمكن ألا أقع في نفس الخطأ مرة ثانية، من هنا بدأتْ ولادة العقلية التي أتميز بها الآن.

أنا بحاجة إلى تلك العقلية من أجل البقاء، عندما تبلغ من العمر 14 أو 15 عاماً يبدأ كل شيء في التغيير، لا يكفي أن تكون موهوباً، أو أن تعمل بجد، أو أن تكون قوياً عقلياً، عليك أن تعيش كرة القدم بالكامل.

بعد بضع سنوات ذهبت للعب في الخارج، في إيطاليا تحديداً، حيث تم اختباري هناك، كنت وحدي في سن 17 في بلد جديد، لم أكن أتحدث اللغة الإيطالية، ولم أعرف أحداً، ودعني أخبرك: كان الأمر صعباً للغاية، كان صعباً بشكل لا يُصدّق، كانت هناك أوقات أردت فيها التوقف عن لعب كرة القدم.

لو لم يغرس والدي تلك العقلية بداخلي عندما كنت صغيراً، لا أعتقد أنني كنت سأكون قوياً بما يكفي للبقاء على قيد الحياة في إيطاليا، إذا كان أحد هؤلاء الآباء الذين أخبروني "لقد لعبت بشكل لا يصدق" بعد كل مباراة، لا أعتقد أنني كنت سأفعل ذلك فعلاً.

لأن العالم الحقيقي لا يعمل بهذه الطريقة، العالم الحقيقي لا يخبرك أنك كنت لا تصدق بعد كل مباراة.

في كثير من الأحيان يوجد أشخاص ينتقدونك باستمرار، ويقولون إنك لست جيداً بما يكفي، هذه مجرد كرة قدم، يجب أن تكون قادراً على التعامل مع الأمر بابتسامة واستخدامه كدافع.

أغسطس 2017

تم استدعائي للانضمام إلى المنتخب البرتغالي لخوض تصفيات كأس العالم ضد جزر فارو، إن تمثيل بلدك في أي ظرف من الظروف هو شرف كبير.

قبل 13 عاماً من دخولي إلى غرفة الملابس هذه كنت في التاسعة من عمري، أحمل علم البرتغال، أذهب أنا وعائلتي إلى وسط مدينة مايا لمشاهدة نهائي يورو 2004 ضد اليونان على هذه الشاشة الضخمة في الميدان.

كان هذا هو العام الذي ظهر فيه كريستيانو على الساحة، لقد كانت لحظة يتذكرها الجميع في البرتغال، لكن عندما تبلغ من العمر 9 سنوات كل شيء يبدو أهم وأكبر، رغم أننا خسرنا أمام اليونان في ذلك اليوم فإن أكثر ما أتذكره هو دموع جميع اللاعبين مع صافرة النهاية.

الآن أنت تفهم لماذا بعد 13 عاماً، عندما دخلت غرفة الملابس للفريق الوطني A لأول مرة، كان هذا حقاً من دواعي سروري. عندما دخل كريستيانو إلى غرفة الملابس في ذلك اليوم، كنت خجولاً جداً، كنت متوتراً يا رجل.

إن اللعب إلى جانب كريستيانو وغيره من اللاعبين البرتغاليين الجيدين يجعلني فخوراً للغاية، وآمل أن أتمكن من إلهام الجيل القادم من الأطفال، لأنهم إذا اعتقدوا "أوه، لن أكون مثل برونو أبداً" يمكنني أن أخبرهم قصتي وأقول لهم بصدق: "لا، لا، أنا مثلك، لقد شاهدت كريستيانو وهو يحلم، كما تشاهدنا أنت الآن".

إلى مانشستر

التوقيع مع مانشستر يونايتد بدا وكأنه تتويج لهذا الحلم، عندما علمت مَن وكيلي أن ذلك سيحدث حقاً، من الواضح أن عقلي عاد إلى ذلك اليوم في سويسرا، عندما كنا نختار أنا وأخي القميص الذي أردنا ارتداءه لكن كانت هناك خطوات كثيرة على طول الطريق لا يفهمها أحد، الكثير من اللحظات الصعبة التي عاشتها عائلتي فقط معي.

عندما علمت على وجه اليقين أن الصفقة ستتم كان أول شيء فعلته هو إخبار زوجتي وابنتي بهذا الخبر، ولم أستطع تمالك نفسي… فبدأت في البكاء.

دموع الفرح اختلطت بدموع الذكريات.

فكرت في الوقت الذي كانت فيه زوجتي مجرد صديقة، واتصلت بها من إيطاليا لأخبرها أنني أريد الاستسلام، وقالت: "لا، لا، لا. هذا حلمك، لا".

بعد ذلك اتصلت بأخي وبدأت في البكاء مرة أخرى.

فكرت في كل الحجج التي كانت لدينا كأطفال حول من كان أفضل لاعب، وأي ناد سيفوز بدوري أبطال أوروبا، ومن الذي سيوقع مانشستر يونايتد معه في سوق الانتقالات، بالطبع اتصلت أيضاً بوالدي، الرجل الذي دفعني بقوة في الحياة سعياً وراء حلمي، والرجل الذي ضحّى بكل شيء للذهاب للعمل في الخارج لكسب المال لعائلتنا.

وتعلم؟ كان يبكي أيضاً.

الآن بعد أن ألعب مع مانشستر يونايتد يمنحني والدي في الواقع استراحة صغيرة، إنه ينتظر 24 ساعة كاملة بعد المباراة ليرسل لي ملاحظاته.

ربما يوماً ما إذا فزت بكأس العالم، ولا أنسى تغطية أذني عندما أسجل، فسأحصل أخيراً على 48 ساعة من الهدوء، لا مزيد من الملاحظات من والدي.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

مصطفى فرحات
مدون رياضي
مدون رياضي
تحميل المزيد