بين عودة رونالدو إلى الكامب نو وزيارة غاسبريني الأنفيلد.. حملت قرعة دوري أبطال أوروبا للموسم الجديد الكثير بين طياتها
حامل اللقب وسوء الحظ!
وسط إجراءات احترازية بسبب فيروس كورونا المستجد قام الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بقرعة دوري أبطال أوروبا موسم 20-21 لتسفر المجموعة الأولى عن مواجهة الباڤاري حامل اللقب وحاصد الثلاثية بالموسم الماضي بايرن ميونيخ مع القطب الثاني لعاصمة إسبانيا أتلتيكو مدريد، ويسعى دييغو سيميوني مدرب الروخي بلانكوس الذي يعانده كأس ذات الأذنين منذ مدة ليست بالقصيرة، حيث خسر نهائي تلك البطولة مرتين أمام الغريم ريال مدريد عام 2014 بنتيجة 4-1
و2016 بركلات الترجيح 5-3 بعد تعادلهما 1-1 بالوقت الأصلي وها قد سنحت له فرصة أخرى ليعيد ترتيب أوراقه في محاولة لتسطير حروف اسمه وسط أحد المدربين الفائزين بالبطولة الأعرق في أوروبا، ثالث المجموعة هو الفريق الألماني ريد بول سالزبورغ حالماً بكسر حاجز التوقعات وخطف بطاقة التأهل من حامل اللقب أو أبناء مدريد، وآخر فريق بتلك المجموعة صاحب الحظوظ الضعيفة الفريق الروسي لوكوموتيف موسكو الذي يجتهد للظهور بشكل يليق بأحد فرق دوري أبطال أوروبا.
حلم الرابعة عشرة وطموح الطليان
أمّا المجموعة الثانية فيترأسها ريال مدريد الفريق الأكثر حصولاً على تلك البطولة بمجموع 13 مرة بفارق خمس بطولات عن أقرب منافسيه وسط سعيه لزيادة الفارق وحصده الرابعة عشرة يواجه الفريق الأوكراني أحد زوار البطولة الدائمين شاختار دونيتسك وثالث المجموعة النيراتزوري الفريق الإيطالي إنتر ميلان وصيف الدوري الأوروبي الموسم الأخير بصحبة المدرب كونتي الذي دعم صفوفه وأسلوبه بشكل ملحوظ منذ توليه مهمة تدريب الفريق وأحيا آمال مشجعي أبناء ميلانو إلى عودتهم لمنصات التتويج الغائبة منذ سنين، ثم يأتي رابع المجموعة الفريق الألماني بروسيا مونشنجلادبخ المزعج دائماً لكبار ألمانيا فهل يسبب إزعاجاً مشابهاً ويحدث مفاجأة أمام كبار أوروبا؟
التأهل قبل دور المجموعات نعمة أم نقمة؟
صاحب الحظ الأوفر بقرعة كل موسم والذي أثار التساؤلات وبعض المزاح بأن الفريق يصعد إلى دور الـ16 قبل بداية البطولة! نعم هو فريق مانشستر سيتي بقيادة أحد أعظم مدربي اللعبة بيب جوارديولا بين المجموعة الثالثة.. مجموعة ليست بالصعبة وهو ما يشكل ضغطاً زائداً على الفريق بأن وصولهم للدور القادم بديهي وبصرف مبلغ كبير من الأموال وخاصة وسط الانتقادات للفريق وتسميته بالمحلي لعدم تحقيقهم أي بطولة قارية وحصر بطولتهم داخل إنجلترا يسعى جوارديولا لتحقيق ذلك اللقب مع السيتيزينز، حيث يواجه بالمجموعة فريق بورتو البرتغالي وأوليمبياكوس اليوناني ومارسيليا الفرنسي حيث ستكون منافسة شرسة بين ذلك الثلاثي للتأهل بصحبة مانشستر سيتي.
بين أمنية غاسبريني وقوة الإنجليز
تعد تلك المجموعة هي الأقوى نظرياً بين الثماني مجموعات لتضمنها ليڤربوول أحد أقوى الفرق الأوروبية بالثلاث سنوات الأخيرة حاصد لقب البريمرليغ للموسم المنصرم وحامل ذات الأذنين قبل بايرن ميونيخ عام 2019 وتتضمن تلك المجموعة أيضاً النادي صاحب المواهب الشابة أبناء يوهان كرويف أياكس الفريق الهولندي الغائب عن منصات التتويج الأوروبية الحاضر بشخصيته وتاريخه العريق، أمّا ثالثهم الفريق الصاعد بقوة وسط الأجواء الأوروبية أتالانتا بيرجامو برفقة المدرب الذي تحققت أمنيته قبل القرعة حيث قال "أتمنى زيارة البرنابيو أو الأنفيلد.. الأجواء هناك لا تصدق".. ها قد تحققت أمنية غاسبريني وسيزور الأنفيلد ملعب فريق ليڤربوول الإنجليزي وسنشهد أعظم المباريات التكتيكية بين أحد عباقرة مدربي اللعبة يورجن كلوب أمام جيان بيرو غاسبريني، الفريق المتضمن للثلاثي الهداف صلاح، ماني، فيرمينو أمام الفريق الأكثر إحرازاً للأهداف بإيطاليا على أمل أن تكتمل القطعة الناقصة لكل مدرب بتلك المواجهة، أمّا صاحب الحظ الأضعف بتلك المجموعة فريق ميتلاند الدنماركي، ليكون صراع التأهل بين الريدز الذي يسعى للسيطرة والحفاظ على ذروة قوته وأبناء بيرغاميسكا المفقودين من خارطة الجماهير، الحائزين على قليل من الانتباه، الضائعين بين توحش الرأسمالية وجدلية النجومية وعقود التشهير، مثل أولئك الحالمين بسطوع بريقهم هم من يستحقون تتويج مجهوداتهم بحصد بطولة؛ بجانب مواجهة فريق المواهب الصاعدة أياكس الذي يسعى لتحقيق مفاجأة كما فعل ببطولة عام 2019 حين وصل إلى نصف النهائي وخسر أمام توتنهام بشق الأنفس.
فخر لندن وسط فرق لأول مرة بالبطولة
تشهد المجموعة الخامسة السهلة نسبياً، الفريق الإسباني حامل لقب الدوري الأوروبي إشبيلية مع الفريق الإنجليزي صاحب أكثر عدد من الصفقات بالميركاتو الصيفي حتى الآن، وفريقين يشاركان لأول مرة بالبطولة وهما كراسنودار الروسي وريين الفرنسي.. وسط الصراع على المركز الأول بين إشبيلية لوبتيغي والبلوز رفقاء لمبارد هل يحدث كراسنودار أو ريين مفاجأة عكس التوقعات؟
سعادة الألمان وحلم الطليان
عند إلقاء نظرة على المجموعة السادسة نرى سعادة عشاق أسود الفستيفاليا فريق بروسيا دورتموند على نقيض البطولات السابقة يقع الفريق الألماني بمجموعة متكافئة نوعاً ما حيث يواجه لاتسيو الإيطالي وزنيت الروسي ورابع المجموعة الفريق البلچيكي كلوب بروج، فبين سعادة الألمان وطموح الطليان يزاحمهم حلم الصعود زنيت الروسي وكلوب بروج حيث قد لا تأتي الفرصة مرتين.
مواجهة رونالدو وميسي
خطفت المجموعة السابعة الأضواء حين أسفرت عن مواجهة فريقيّ يوڤنتوس وبرشلونة، أي مواجهة رونالدو وميسي وعودة صاروخ ماديرا إلى زيارة ملعب الكامب نو حيث سنشهد عشق كريستيانو رونالدو لإثبات حضوره بالمحافل الكبرى وحب الأرجنتيني ليونيل ميسي للهيمنة على المستديرة، يصاحبهما بالمجموعة فريق دينامو كييف الأوكراني وفريق فرنسفاروش المجري المشارك لأول مرة منذ 25 عاماً بدوري أبطال أوروبا.
المدرب الشاب والمهمة الصعبة
وانتهت القرعة بالمجموعة الثامنة ليترأسها وصيف بطولة العام الماضي حين خسر أمام البڤار الألمان بنتيجة 1-0 الفريق الفرنسي باريس سان چيرمان بقيادة توماس توخيل وثلاثي الهجوم الغني عن التعريف نيمار مبابي وديماريا، وثاني المجموعة الفريق الإنجليزي مانشستر يونايتد حيث يسعى سولشاير مدرب الشياطين الحمر إلى إثبات أحقيته بمهمة تدريب ذلك الفريق وسط المستوى المتذبذب للاعبيه، يزاحمهم بالمجموعة فريق لايبزيج الألماني مع المدرب الشاب الملقب "ميني مورينو" ناجلسمان مع ثقتهم بأنفسهم وقدرتهم على صنع المفاجأة حيث وصلوا إلى نصف نهائي بطولة الموسم المنصرم بعد أداء ممتاز يسعى خوليان ناجلسمان مهندس نجاح مشروع فريق الثيران الحمراء إلى إثبات نفسه بين أحد كبار أوروبا، ويشارك بتلك المجموعة لأول مرة في البطولة فريق إسطنبول باشاك شهير التركي وهو الفريق الأقل حظاً بالمجموعة، فهل يستطيع الفريق الألماني تكرار مفاجأته أم يقتنص توخيل وسولشاير بطاقات الصعود أم للأتراك رأي آخر؟
ترقب المفاجأة
ختاماً وسط تلك الأجواء المثيرة هل تسير البطولة كما التوقعات والتكهنات أم كما حال دوري أبطال أوروبا مليء بالمفاجأت ودائماً ما كانت ذات الأذنين خارج حسابات المنطق وحدود اللاوعي.. ستبدأ مباريات الجولة الأولى بتاريخ 20 أكتوبر في رحلة تحمل الكثير من التشويق بداية بدور المجموعات إلى الأدوار الإقصائية ننتظر ونترقب مجريات المباريات، وبعد أن تم نقل نهائي البطولة ذلك العام من تركيا إلى لشبونة بسبب فيروس كورونا تتوجه الأنظار إلى إسطنبول يوم 29 مايو العام القادم سيشهد ملعب أولمبيك أتاتورك المباراة النهائية للبطولة لنرى من سيكون حامل لقب دوري أبطال أوروبا 2021.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.