لا يقل دور المدربين في عالم كرة القدم عن اللاعبين، بل ربما يكونون أكثر أهمية في بعض الأحيان، ويُنسب له الفضل الأكبر في تحقيق النجاحات وحصد البطولات، وهو ما يُفسّر الرواتب الضخمة التي يتقاضونها، وتهافت الأندية الكبرى على أفضلهم.
خلال القرن الجديد (الحادي والعشرين) برز العديد من المدراء الفنيين مع أندية مختلفة، وحققوا نجاحات باهرة، نستعرض أبرز 10 منهم في هذا التقرير.
زين الدين زيدان
قد يستغرب البعض تواجد المدرب الفرنسي زين الدين زيدان في هذه القائمة الفريدة، كونه افتتح مشواره التدريبي قبل أقل من 4 سنوات مع ريال مدريد، لكن نجاحاته الباهرة مع الفريق "الملكي" تجعله يستحق هذه المكانة، وهو والذي فاز معه بـ3 بطولات متتالية في دوري أبطال أوروبا، وكذلك الدوري الإسباني والسوبر الإسباني.
زيدان هو المدرب الوحيد الذي فاز بالأبطال 3 مرات متتالية في العصر الحديث، وهو إنجاز يحسب له في مشواره مع "الملكي"، المعروف عنه بأنه يمنح مدربيه فترة قليلة من الوقت لإثبات أنفسهم، وهو ما نجح فيه الفرنسي باقتدار.
قبل زيدان كان مدربون كبار في الريال أمثال كارلو أنشيلوتي وجوزيه مورينيو، لكنهم لم يحصلوا على الثقة التي نالها الفرنسي، ولم يحصدوا نفس ألقابه أيضاً.
كارلو أنشيلوتي
تولى الإيطالي قيادة العديد من أكبر أندية أوروبا مثل يوفنتوس وميلان وتشيلسي وباريس سان جيرمان وريال مدريد وبايرن ميونخ ونابولي، وحقق معها العديد من الألقاب في إيطاليا وإنجلترا وفرنسا وإسبانيا وألمانيا.
أنشيلوتي الذي يدرب حالياً إيفرتون، هو واحد من 3 مدربين فقط حصدوا لقب دوري أبطال أوروبا 3 مرات، وواحد من اثنين فقط نجحوا بالوصول لـ4 نهائيات، كما فاز بلقب كأس العالم للأندية مرتين.
ولعل الألقاب التي حصل عليها برفقة الأندية المختلفة، تتحدث عن نفسها وتصف للجميع مدى خبرة أنشيلوتي في التعامل مع البطولات وحصد الكؤوس.
دييغو سيميوني
يعتبر سيميوني أيقونة حقيقية في أتلتيكو مدريد، إذ استمر في تدريب "الروخي بلانكوس" 9 مواسم، ودخل مؤخراً عاشر مواسمه مع الفريق، وهو أمر ليس بالهيّن بالنسبة للمدرب الأرجنتيني مع فريق بحجم أتلتيكو.
قبل وصوله أتلتيكو، كان الفريق يعاني الأمرين ولا يُعتبر من أندية المقدمة، قبل أن يتحوّل تحت قيادة الأرجنتيني لأحد أكثر الأندية قوة في أوروبا خاصة على مستوى الدفاع، إذ فاز بـ"الليغا" مرة، وكأس الملك مرة، والدوري الأوروبي "مرتين"، وكأس السوبر الأوروبي "مرتين"، كما وصل لنهائي الأبطال "مرتين".
يوب هاينكس
عمل هاينكس في مجال التدريب على مدار 4 عقود، حيث فاز مع بايرن ميونخ بـ4 ألقاب في الدوري الألماني، ولقب في دوري الأبطال موسم 2012-2013، بينما سبق له نيل اللقب القاري مع ريال مدريد موسم 1997-1998.
ويحسب لهاينكس أنه الرجل الذي حلّ أزمة بايرن موسم 2017-2018 رغم تخطيه سن الـ"70″، وذلك بعد إقالة كارلو أنشيلوتي، ليقود الفريق لتحقيق لقب "البوندسليغا" في نهاية الموسم.
فيسنتي ديل بوسكي
يعتبر ديل بوسكي أحد أعظم وأنجح المدربين في كل العصور، كونه المدير الفني الوحيد الذي حصد كأس العالم و"اليورو" ودوري الأبطال وكأس الإنتركونتيننتال.
وقاد ديل بوسكي إسبانيا لتحقيق لقب المونديال لأول مرة بتاريخها عام 2010، ثم الاحتفاظ بكأس أمم أوروبا "يورو 2012".
ومع ريال مدريد عمل مديراً فنياً خلال الفترة 1999-2003، في واحدة من أكثر الفترات نجاحاً بتاريخ النادي في العصر الحديث، حيث حقق ديل بوسكي دوري الأبطال "مرتين"، والدوري الإسباني "مرتين"، والسوبر الإسباني "مرة"، والسوبر الأوروبي "مرة"، بالإضافة لتواجده في المربع الذهبي لدوري الأبطال خلال المواسم الأربعة التي أشرف فيها على "الملكي".
يورغن كلوب
قبل ليفربول، كان كلوب يعيش قصة رائعة مع بوروسيا دورتموند، الذي قاده للدوري الألماني، ثم الكأس، ليحقق الثنائية المحلية للفريق موسم 2010-2011، ثم وصل نهائي الأبطال مع الفريق 2012-2013، قبل أن يغادر في 2015 نحو "الريدز".
ومع ليفربول بدأ كلوب بصناعة التاريخ داخل النادي الإنجليزي، إذ قاده لنهائيين بدوري الأبطال في 2018 و2019 توالياً، وحصد اللقب في إحداهما، للمرة السادسة بتاريخ النادي.
وفي الموسم التالي، حصد المدرب الألماني مع "الريدز" كأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية، ثم استمرت النجاحات بالنسبة له ولفريقه، بعدما قاد الفريق لتحقيق الدوري الإنجليزي الذي طال انتظاره على مدار 30 عاماً، ليؤكد أنه أحد أفضل المدربين من أصحاب الفكر التكتيكي بالعالم، ناهيك عن أسلوبه الهجومي الممتع.
جوزيه مورينيو
مرّ جوزيه مورينيو بفترة عصيبة في السنوات الأخيرة خلال مسيرته التدريبية، إذ تمت إقالته من تدريب مانشستر يونايتد منتصف موسم 2018-2018، ثم تولى تدريب توتنهام في منتصف الموسم الماضي، دون أن يضع بصمته بشكل واضح مع الفريق حتى الآن.
ولكن بشكل عام يعتبر مورينيو من المدربين الأفضل في العالم خلال القرن الحالي، إذ بدأ النجاحات برفقة بورتو، الذي نال معه الدوري البرتغالي "مرتين"، ومرة في كأس البرتغال، وكأس الاتحاد الأوروبي، قبل أن يحقق المفاجأة بخطف لقب دوري الأبطال، الأمر الذي دفع تشيلسي للتعاقد معه في 2004.
ومع "البلوز"، نال "سبيشال وان" الدوري الإنجليزي "مرتين"، بالإضافة لكأس الرابطة "مرتين"، وكأس الاتحاد الإنجليزي "مرة"، ومثلها في الدرع الخيرية، وذلك خلال 3 مواسم مع الفريق، ثم حقق نجاحات كبيرة مع إنتر ميلان أبرزها الثلاثية التاريخية 2010، ما جعله واحداً من 5 مدربين فازوا بدوري الأبطال مع فريقين مختلفين.
بعد ذلك كانت تجربته مع ريال مدريد، الذي حصد معه الدوري الإسباني برصيد قياسي من النقاط (100 نقطة) 2011-2012، بالإضافة لكأس الملك، والسوبر، قبل أن يغادر في 2013 ليعود إلى تشيلسي، الذي نال برفقته الدوري الإنجليزي مجدداً، وكذلك كأس الرابطة.
وعقب رحيله عن تشيلسي، كانت تجربة مورينيو مع مانشستر يونايتد، الذي حقق معه الدوري الأوروبي، وكأس الرابطة، والدرع الإنجليزية.
أرسين فينغر
يعتبر المدرب التاريخي لآرسنال، حيث تولى تدريبه خلال الفترة من 1996-2018، ليكون صاحب أطول فترة يبقى فيها بتدريب النادي "اللندني".
ورغم أنه لم يحقق ألقاباً كثيرة مع "المدفعجية"، إلا أن السبب الرئيسي الذي يجعله يتواجد في مرتبة متقدمة بهذه القائمة، هو إحداثه ثورة حقيقية داخل آرسنال، حيث أجرى تغييرات جذرية في الكشافين وخبراء التغذية للاعبيه.
وقاد فينغر "المدفعجية" لثنائية الدوري الإنجليزي في بداية القرن الحادي والعشرين، ثم كرر ذلك في 2002، ونجح في 2004 بحصد لقب الدوري التاريخي دون أي هزيمة، كما حقق رقماً قياسياً بعد ذلك بالوصول لـ49 مباراة متتالية دون أي خسارة أيضاً.
كما لعب المدرب الفرنسي دوراً كبيراً في بروز آرسنال أوروبياً على صعيد دوري الأبطال، وقاده للنهائي عام 2006، دون نسيان نيله كأس الاتحاد الإنجليزي في 2014، و2015، و2017، قبل رحيله عن النادي في 2018.
بيب غوارديولا
كان موسم 2008-2009 تاريخياً بالنسبة لـ"الفيلسوف" الإسباني، إذ بدأ فيه مسيرته التدريبية مع برشلونة، قبل أن يتحوّل لأحد أشهر المدربين في العالم، بسبب فوزه بالسداسية التاريخية، ليدخل التاريخ من أوسع أبوابه.
وفي عام 2011 حقق ثنائية الدوري ودوري الأبطال مع برشلونة، قبل أن يرحل في 2012، وفي جعبته 14 لقباً مختلفاً مع النادي الإسباني، ثم قاد بايرن ميونخ في 2013، الذي مكث معه 3 مواسم حقق فيها الدوري الألماني "3 مرات"، وكأس ألمانيا "مرتين"، وألقاباً أخرى.
وفي 2016 انتقل لمانشستر سيتي، الذي حصد معه العديد من الألقاب، أبرزها الثلاثية المحلية التاريخية في إنجلترا موسم 2018-2019 "الدوري الإنجليزي وكأس الرابطة وكأس الاتحاد"، التي جعلته أول مدرب يحقق ذلك الإنجاز في إنجلترا، بخلاف ألقاب محلية أخرى.
وبشكل عام لا يمكن لأحد نسيان أسلوب غوارديولا الفريد "تيكي تاكا" القائم على الاستحواذ والهجوم المباغت، والذي جعله أحد أعظم المدربين على الإطلاق.
السير أليكس فيرغسون
قضى فيرغسون 27 عاماً كمدير فني لمانشستر يونايتد، الذي فاز معه بـ13 لقباً في الدوري الإنجليزي، ولقبين في دوري الأبطال، والعديد من الألقاب المحلية والقارية الأخرى، ليصل مجموع ما حققه مع "الشياطين الحمر" في مسيرته إلى 38 بطولة.
اليونايتد مع فيرغسون تغيّر كثيراً، إذ امتاز باللعب الهجومي القوي، مع التركيز على تنمية المهارات، بخلاف حرصه على منح الشباب فرصاً كثيرة للظهور مع الفريق الأول.
وخلال فترة قيادة السير لليونايتد، طوّر كثيراً من مستوى العديد من النجوم أبرزهم رايان غيغز، وكريستيانو رونالدو، وواين روني، ورود فان نيستلروي، وبيتر شمايكل وآخرين، ما جعل للفريق هيبة كبيرة في إنجلترا وأوروبا على حد سواء، قبل أن يعلن تقاعده عن التدريب في 2013.