مِن “سعره 120 مليون دولار” إلى فريق العمل الشاق.. كيف وصل مورينيو إلى ليدز يونايتد؟

عربي بوست
تم النشر: 2020/09/17 الساعة 14:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/09/17 الساعة 14:12 بتوقيت غرينتش

"من يريد رودريغو مورينو عليه دفع 120 مليون يورو".

مارسيلينو مدرب فالنسيا السابق، في تصريح يعود إلى عام 2018، يؤكد من خلاله أن رودريغو لا يُمس وغير قابل للبيع.

إديسون كافاني، غونزالو هيغوايين، لويس سواريز مؤخراً، والكثير الكثير من المهاجمين الجيدين في السوق لم يثيروا فضول مارسيلو بييلسا مدرب ليدز يونايتد، إلا أن مهاجم فالنسيا الإسباني رودريغو مورينو هو من نجح في جذب أنظار المدرب المحنك، حيث وقع عليه الاختيار للانضمام إلى الصاعد الجديد للدوري الإنجليزي بعد غياب 16 عاماً.

في الحقيقة، رودريغو ليس مهاجماً عادياً، بل لديه خصائصه، مثله مثل أي لاعب آخر، إلا أنه مر رفقة فريقه بفترة غير جيدة، حيث تراجع مستواه بشكل ملحوظ، ولم يعد ذلك المهاجم الذي حدثتنا عنه الصحافة الإسبانية في السابق.

بعد أن تم الإعلان عن التعاقد معه مقابل 26 مليون يورو، بدا رودريغو متحمساً جداً لخوض غمار تجربة جديدة في البريمييرليغ، حيث أكد أنه مستعد للعمل الشاق الذي ينتظره، وهو يأمل تقديم الإضافة المطلوبة لمنظومة بييلسا، لكن عن أي إضافة يتكلم بالتحديد؟

أنا بييلسا.. من أنت؟

"علاقة حب وكره في الوقت نفسه، هذه هي مشاعر معظم اللاعبين تجاه مارسيلو بييلسا، مدرب الفريق، لأنه يدفعنا للقيام بأمور شاقة، وأنا أعرف أن المجموعة كلها تشتكي من ذلك".

  • مهاجم ليدز يونايتد باتريك بامفورد

لا يهمنا من هذا التصريح إلا تسليط الضوء على الشق الثاني منه، وهو اعتراف بامفورد، مهاجم ليدز يونايتد، بأن بييلسا يدفع لاعبيه لإخراج أقصى إمكاناتهم البدنية والفنية عن طريق التدريبات الشاقة، ويجعلهم يقدمون أفضل ما لديهم، ومع ذلك، حتى لو ظل اللاعبون يتطورون سيطلب المزيد والمزيد.

هذه الحاجة عند بييلسا، وهي تقديم المزيد وعدم التوقف عن التطور، هي التي جعلته يفكر برودريغو مورينو كخيار أول في الميركاتو الحالي.

لا يزال رودريغو في عامه الـ29، وحالته البدنية ممتازة، ما يساعده على مجاراة ضغط ليدز يونايتد طوال المباراة. بالإضافة إلى ذلك، هو قليل الإصابات، وحتى لو تعرض لإصابة لا يغيب كثيراً عن المستطيل الأخضر.

خصائص رودريغو تخدم بييلسا

يعتمد مارسيلو بييلسا على خطة 3-3-1-3 مع ليدز يونايتد في الحالة الهجومية، حيث يساعده هذا التمركز في الانتقال من الدفاع إلى الهجوم بصورة سريعة عند استعادة الكرة من الفريق الخصم.

في هذه الحالة، يتقدم طرفا ليدز يونايتد إلى الأمام، في محاولة منهما لتوسيع الملعب، ما يخلق مساحات شاسعة تساعد الفريق في تبادل الكرة.

عند وصول الكرة إلى الهجوم، حيث سيكون رودريغو مورينو متواجداً، ومع الزيادة العددية التي يوجدها بييلسا في منطقة الخصم، سيكون من المهم تواجد لاعب يعرف كيف يحتفظ بالكرة، ويعرف أين ستكون وجهتها المقبلة. وقد قام رودريغو بتحمل مسؤولية هذا الدور مع فالنسيا، لذا سيكون من المهم جداً رؤيته يقوم بذلك مع ليدز يونايتد أيضاً.

هذا الاحتفاظ بالكرة ولعب التمريرات القصيرة في الثلث الأخير، يتطلب عودة اللاعب الإسباني الى الخلف، والتمركز في أنصاف المساحات، بين قلب الدفاع والظهير تحديداً، أو حتى السقوط في عمق ملعب الخصم بين قلبي دفاع الخصم؛ لذا لا تتفاجأ كثيراً عزيزي القارئ لو كان عدد الفرص التي يصنعها رودريغو مرتفعاً، ومن الممكن أيضاً أن يكون عدد تمريراته الحاسمة أكثر من الأهداف المسجلة باسمه.

نظرية مجنونة

دور مورينو مع ليدز يونايتد قد لا يقتصر فقط أن يكون مهاجماً صريحاً، بل أيضاً هناك مهام قد يقوم بها.

المثير للاهتمام هو اعتماد بييلسا على طريقة 4-1-4-1 في الحالة الدفاعية، حيث يكون بامفورد هو المهاجم الوحيد في الأمام، لذا قد يطرح ذلك العديد من التساؤلات: لماذا تبدي إدارة ليدز يونايتد اهتماماً كبيراً بمركز الهجوم؟ وكيف قد يوظف بييلسا هؤلاء المهاجمين في خطة معقولة؟

ليدز يونايتد يلعب الآن في البريمييرليغ، في دوري يتطلب منك الاستعداد بشكل جيد قبل بداية أي موسم، ما يعني أنك لست في نزهة، والبقاء في الدوري الممتاز هو دائماً للأقوى؛ لذا من الضروري لأي مدرب أن يجد في منظومته أكثر من لاعب يشغل نفس المركز، لأن ذلك قد يخدم أفكاره بشكل كبير.

الإجابة عن السؤال الثاني بسيطة، إن نظرنا إلى الأدوار الثانوية التي كان قد نفذها رودريغو مع فالنسيا، فقد نلاحظ لعبه في مركز وسط أيمن في عدة مباريات مع فالنسيا، وهذا ما قد يخلق نظرية مهمة وممكنة، وهي دفعه ليلعب في هذا المركز، عوضاً عن كوستا في بعض المباريات.

مع فالنسيا، لوحظ دور مورينو في الانطلاق بالهجمات المرتدة رفقة زميله السابق ولاعب مانشستر سيتي الحالي فيران توريس؛ لذا من المتوقع أن يكون للمهاجم الإسباني دور كبير في الهجمات المرتدة، وإن خسر فريقه الكرة فسيكون من المهم رؤية ميزته في الضغط على لاعبي الخصم من أجل افتكاك الكرة واستعادتها، لأنه قد مارس ذلك باستمرار مع فالنسيا.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

مصطفى فرحات
مدون رياضي
مدون رياضي