من الواضح أن سوق الانتقالات الصيفية هذا الموسم ساكن وهادئ على غير عادة السنوات الماضية. الأندية العالمية باتت محتارة بين سد حاجياتها الفنية والتغلب على الخسائر الاقتصادية التي سببها ولا يزال يسببها تفشي فيروس كورونا المستجد. وفي ظل الأوضاع الجديدة المتمثلة في عدم بيع التذاكر وإقفال الملاعب وأزمات الرواتب، أضحت الأندية تراجع حساباتها ألف مرة قبل صرف يورو واحد في الميركاتو الحالي، والذي يتميز بنظام المقايضة وغياب الصفقات المكلفة لخزائن الفرق.
نادي تشيلسي الإنجليزي اختار أن يغرد خارج السرب ويعوض ما فاته الموسم الماضي بعدما فرضت عليه عقوبة منع التعاقد مع لاعبين جدد، إذ يعد الفريق أكثر الأندية إنفاقاً هذا الصيف، حيث صرف 143 مليون يورو إلى حد الآن. وجلب الفريق كلاً من الدولي المغربي حكيم زياش من آياكس (40 مليون يورو) والدولي الألماني تيمو فيرنر من لايبزيغ الألماني (53 مليون يورو) بعقد يمتد لخمس سنوات لكل واحد منهما، من أجل تقوية الخط الهجومي للفريق، وأتم تشيلسي صفقة الموهوب، لاعب الوسط الهجومي الألماني كيفن هافيرتز من بايرن ليفركوزن في الأيام القليلة المقبلة بسعر يتجاوز 80 مليون يورو تسدد على ثلاث دفعات حسب التقارير الواردة من إنجلترا. أما على مستوى خط الدفاع، استقدم البلوز الظهير الأيسر بين تشيلويل من ليستر سيتي (50 مليون يورو) وصاحب التجربة البرازيلي تياغو سيلفا مجاناً بعد انتهاء عقده مع باريس سان جيرمان. ويطمح النادي اللندني بقيادة أيقونته فرانك لامبارد على رأس الجهاز الفني لمواصلة الأداء القوي في الموسم المقبل، لكن مع التتويج هذه المرة بمساعدة الأسماء الجديدة التي يرجى منها أن تعطي قوة وجودة إضافية لتشكيلة الفريق الشابة.
أما مانشستر سيتي فضم المدافع الإنجليزي ناثان آكي من بورنموث مقابل 45 مليون يورو والجناح الإسباني فيران توريس مقابل 37 مليون يورو من فالنسيا، لكن جماهير السيتي والكرة العالمية بانتظار ربما الصفقة الأهم بالنسبة لهم وهي التعاقد مع المدافع المالي كوليبالي من نادي نابولي.
من إنجلترا إلى إيطاليا، حيث ضم إنتر ميلان النجم المغربي أشرف حكيمي ذا الواحد والعشرين عاماً من ريال مدريد بعقد يمتد لغاية سنة 2025 في صفقة قيمتها 40 مليون يورو، إلى جانب إغلاق صفقة الموهبة الإيطالية الصاعدة نيكولا باريلا الذي كان مطمع أكبر الأندية الأوروبية مقابل 25 مليون يورو قادماً من نادي كالياري، وضمن النيراتزوري بقاء التشيلي ألكسيس سانشيز في صفوف الفريق لموسمين آخرين بعد أن فعل خيار الشراء من مانشستر يونايتد. ويعتبر الإنتر أكثر أندية الكالتشيو إنفاقاً في الميركاتو هذا الموسم، أملاً في تقوية مشروع الفريق الطامح لاستعادة طعم التتويج المحلي.
أما يوفنتوس، حامل لقب الاسكوديتو في التسعة مواسم الأخيرة، استطاع تأمين خدمات لاعب الوسط البرازيلي آرثر ميلو بمبلغ عشرة ملايين يورو فقط بعدما أدرج لاعبه السابق ميراليم بيانيتش في صفقة تبادلية مع برشلونة. وتعاقدت السيدة العجوز مع لاعب الوسط الأمريكي وستون مكيني لمدة موسم على سبيل الإعارة مع أحقية الشراء قادماً من شالكه الألماني، فيما تخلى الفريق عن إيمري تشان لمصلحة بوروسيا دورتموند مقابل 25 مليون يورو. ويبدو أن البيانكونيري سيقتصر على هذه الصفقات نظراً لأنه اضطر في موسم كورونا لفسخ عقد مدربه ماوريتسيو ساري وتعيين أندريا بيرلو بدلاً منه. لكن ربما يحاول النادي التعاقد مع رأس حربة جديد في ظل الشائعات المنتشرة حول رغبته في ضم لويس سواريز الراحل المنتظر عن برشلونة.
في ألمانيا، اقتصر بايرن ميونخ، الفائز بالثلاثية، على استقطاب الجناح ليروي ساني من مانشستر سيتي مقابل 45 مليون يورو بعقد يمتد لخمس سنوات، وحارس المرمى ألكسندر نوبل في صفقة انتقال حر قادماً من شالكه. بايرن الذي أتى على الأخضر واليابس هذه السنة قد يعرف الموسم المقبل خصاصاً على مستوى دكة البدلاء بعد انتهاء فترة إعارة كل من فيليبي كوتينيو (برشلونة) وإيفان بيريسيتش (إنتر ميلان). أما دورتموند فدفع حوالي 56 مليون يورو في صفقتي جود بيلينغهام (26 مليون يورو) وإيمري تشان (25 مليون يورو) للاستفادة من خدماتهما في خط الوسط، كما تعاقد الفريق مع البلجيكي توماس مونييه بالمجان قادماً من باريس سان جيرمان.
في الدوري الإسباني، لم يجر حامل اللقب ريال مدريد أية تعاقدات لحد الآن، بينما الغريم برشلونة انتدب لاعب الوسط البوسني، ميراليم بيانيتش منتهجاً نظام المقايضة مع يوفنتوس، ليستفيد من مبلغ 10 مليون يورو بعدما استغنى عن آرثور ميلو، وتعاقد البلوغرانا مع المهاجم البرتغالي ترينكاو من سبورتينغ براغا بمبلغ 31 مليون يورو بعقد يمتد لغاية 2025، إلى جانب ضم الشاب بيدري مقابل خمسة ملايين يورو من لاس بالماس. ويسعى الفريق الكاتالوني وراء خطف نجم ليفربول الهولندي فينالدوم تحت طلب مدربه الجديد رونالد كومان. ومن المتوقع أن يتخلى البارسا عن مجموعة من اللاعبين، بعد زلزال البايرن الذي تمخض عنه ضغوط بإحداث ثورة في الفريق، عن طريق بيع اللاعبين أصحاب الأجور العالية والمنخفضة مستوياتهم كسواريز وفيدال. أما إشبيلية، فأعاد إلى صفوفه لاعبه السابق الكرواتي إيفان راكيتيش مقابل 1،5 مليون يورو فقط، إضافة للتعاقد مع أوسكار رودريغيز مقابل 13 مليون يورو من ريال مدريد.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.