كان من اللافت إصرار عدد من لاعبي نادي أياكس أمستردام الهولندي السابقين اختيار القمصان التي تحمل رقم 34 مع أنديتهم الجديدة، رغم أنه رقم غير مُفّضل بالنسبة للاعبي كرة القدم، ووجود خيارات أخرى متاحة أمامهم.
خلف هذا الاختيار قصة وفاء عبّر عنها هؤلاء اللاعبين لزميل لهم هو عبد الحق نوري الذي عانى من أضرار جسيمة في المخ عقب تعرضه لأزمة قلبية في 2017، وكان يوم إصابته يحمل الرقم 34.
دي بيك يدعم نوري
آخر هؤلاء اللاعبين هو دوني فان دي بيك، الذي انتقل مؤخراً لنادي مانشستر يونايتد، والذي كان يرتبط بصداقة متينة مع نوري المغربي الأصل، حيث لعبا معاً في أكاديمية نادي أياكس أمستردام، قبل أن يتألق الأخير مع الفريق الأول، في وقت قضي نوري جلّ وقته في المستشفى.
وخاض نوري، الذي كان يرتدي هذا الرقم، أول مباراة مع الفريق الأول لأياكس أمستردام موسم 2016-2017 لكن مسيرته انتهت قبل الأوان عقب تعرضه لأزمة قلبية في مباراة ودية في النمسا استعداداً للموسم الجديد.
ورغم إفاقته في الملعب ونقله بطائرة إلى المستشفى لكنه عانى من أضرار دائمة وخطيرة في المخ.
وقال دي بيك، الذي انضم إلى مانشستر يونايتد قادماً من أياكس بعقد لمدة خمس سنوات لموقع النادي على الإنترنت: "هذا أمر مميز بالنسبة لي بسبب صديقي العزيز عبد الحق نوري.. تعرض لأزمة قلبية وهو صديق مقرب لي هو وعائلته كما أن شقيقه أحد أقرب أصدقائي وأتحدث كثيراً معهم. لهذا قررت أن أحصل على رقم قميصه القديم لأنني أرغب في تحقيق بعض الذكريات الجيدة مع هذا الرقم".
ولم ينس دي بيك صديقه نوري حيث كرمه سابقاً عقب هدفه في الدقيقة 34 في مرمى يوفنتوس في دوري أبطال أوروبا العام الماضي.
وفاء كبير
الوفاء لصديق الطفولة لم يأت من فان دي بيك فقط، بل إن عدد من لاعبي أياكس الآخرين قاموا بنفس الخطوة، فقد اختار جاستين كلويفرت حين انتقاله لنادي روما الإيطالي قبل عامين القميص رقم 34، تكريماً لنوري، وكذلك فعل الألماني المنحدر من أصول لبنانية أمين يونس بعد انتقاله لنابولي الإيطالي.
كما حمل فيليب ساندلر نفس القميص حينما التحق بنادي مانشستر سيتي الإنجليزي، كما فعل الأمر ذاته اللاعب كيفين ديكس بعد انضمامه لنادي فيورنتينا الإيطالي، وقبل أيام اختار كذلك جويل فيلتمان القميص رقم 34 مع فريقه الجديد برايتون.
أياكس يتنكّر لنوري
ومقابل هذا الوفاء منقطع النظير من لاعبي أياكس تجاه زميلهم، كانت إدارة النادي الهولندي على النقيض تماماً، إذ أقدمت في شهر مارس/ آذار الماضي على فسخ عقد عبدالحق نوري، لتتعرض لانتقادات لاذعة.
وجاء الخبر بعد إعلان عائلة اللاعب استعادته بعضاً من وعيه، إثر تعرضه لأزمة قلبية في 2017، أدخلته في غيبوبة وتسببت بضرر دائم في دماغه.
وأشارت تقارير صحفية إلى أن أياكس وعائلة نوري يواصلان مناقشاتهم للتوصل إلى ترتيب مالي، بعد اعتراف أياكس بمسؤوليته عن سوء رعاية اللاعب بعد تعرضه للحادث.
وذكرت تقارير أن النادي عرض نحو 5,5 مليون دولار لعائلته تعويضاً عن مصاريف العلاج لكنها طالبت بتعويض أكبر.
وقال مدير عام النادي أدوين فان در سار في 2018: "نتحمل مسؤوليتنا عن عواقب هذا الأمر".
وأظهرت التحقيقات أنه كان على أياكس استخدام جهاز مزيل الرجفان لعلاج اضطرابات دقات القلب الخطيرة.
واستمر أياكس في دفع رواتب اللاعب طيلة فترة غيابه عن صفوفه، علماً بأنه نُقل في نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي إلى منزل مجهز لرعايته بعد مكوثه فترة طويلة في المستشفى.
ونشأ نوري في صفوف أياكس وتدرج في الفئات العمرية قبل أن ينتقل إلى صفوف الفريق الأول صيف 2016. خاض 15 مباراة في صفوفه بداية موسم 2016-2017، واعتبر من المواهب الشابة الواعدة في نادٍ عرف عنه بتنشئة لاعبين بارزين انتقلوا في مراحل لاحقة إلى أندية أوروبية كبيرة.