أهداف بالجملة وانسجام فريد.. هل تقود ثنائية “الدبابة والتورو” إنتر ميلان نحو المجد الأوروبي؟

عدد القراءات
539
عربي بوست
تم النشر: 2020/08/06 الساعة 10:37 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/08/06 الساعة 10:37 بتوقيت غرينتش
رويترز

صعد إنتر ميلان الإيطالي إلى ربع نهائي مسابقة الدوري الأوروبي لكرة القدم عقب فوزه على نظيره خيتافي الإسباني 2-0 ليلة الأمس، ضمن منافسات الدور ثمن النهائي.

وسجّل هدفي إنتر روميلو لوكاكو في الدقيقة 33 وكريستيان إيركسن في الدقيقة 83.

وسيلتقي إنتر بذلك في ربع النهائي مع الفائز من مباراة بايرن ليفركوزن الألماني، وغلاسكو رينجرز الاسكتلندي، وذلك في الحادي عشر من أغسطس/آب الحالي.

أحداث المباراة

على ملعب "فلتنس أرينا" التابع لنادي شالكه الألماني، دخل وصيف الدوري الإيطالي إنتر ميلان بحظوظ أعلى من منافسه الإسباني، بقيادة الدبابة البلجيكية روميلو لوكاكو، الذي سجَّل 6 أهداف في الدوري الإيطالي منذ العودة.

وحاول فريق كونتي الاستفادة من المستوى السيئ الذي ظهر به خيتافي منذ عودة الليغا، محققاً فوزاً يتيماً في 11 مباراة، وحاصداً 8 نقاط فقط. ليهبط من المركز الرابع إلى الثامن، ويخسر مقعد دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي.

لكن خيتافي كان الطرف الأفضل والأكثر خطورة في أول 20 دقيقة، بيد أن أصدقاء لوكاكو تحسّنوا مع مرور الوقت، حتى نجح الأخير في كسر حالة التعادل، رافعاً رصيده إلى 3 أهداف في الدوري الأوروبي، و30 هدفاً في جميع المسابقات هذا الموسم.

حصل خيتافي على فرصة سانحة لمعادلة النتيجة، لكن خورخي مولينا أهدر ركلة الجزاء التي احتُسبت لصالح فريقه، بعدها بـ6 دقائق، وتحديداً في الدقيقة 83، قتل الدنماركي إريكسن المباراة بهدفه في مرمى الإسبان.

تصريحات ما بعد المباراة

قال لوكاكو "كانت مباراة صعبة أمام فريق شرس جداً. قمنا بعمل جيد دفاعياً وهجومياً. أنا سعيد بهدفي، ولكريستيان الذي سجل فور دخوله".

كريستيان إيركسن – رويترز

وقال كونتي في تصريحات لشبكة (سكاي سبورتس) عقب المباراة: "المباراة خرجت كما توقعناها، قذرة. خرجنا بأمور إيجابية كثيرة، لأن اللاعبين أظهروا رغبة كبيرة في التطور، وعدم استقبال أهداف، إنها خطوة مهمة".

كما أبدى المدرب سعادته بإنهاء صفقة التشيلي أليكسيس سانشيز، الذي سينتقل بصفة نهائية من مانشستر يونايتد الإنجليزي لثلاثة مواسم.

وقال: "صفقة سانشيز الأمثل، كما أن النادي سيوضح الشروط، نستحق هذه الصفقة، لقد تعاقدنا معه في الفترة الأسوأ في مسيرته (في صيف 2019)، لأنه عانى من إصابات كثيرة، تعاملنا معه بصبر حتى يتعافى، ومن الصحيح أن نستفيد من خدماته الآن".

وقال مدرب خيتافي بوردالاس في تصريحات عقب اللقاء: "قدمنا مواجهة ممتازة أمام أياكس، وتمكنا من إقصائه، وأعتقد أننا قدمنا اليوم مباراة كبيرة. قمنا بالتحضير جيداً، وكنا نداً قويا أمام فريق قوي مثل إنتر، لو سجلنا ركلة الجزاء أنا متأكد من أننا كنا سنتأهل للدور التالي".

وأضاف: "لاعبو إنتر كانوا منهكين، من المؤسف أن الهدف الثاني جاء من لعبة فردية، الأمور أصبحت مستحيلة بعده، فخور جداً باللاعبين، لقد قدّموا عملاً مذهلاً، والآن سنحصل على راحة، والابتعاد عن الكرة، واستعادة قوانا من جديد".

الدبابة والتورو.. ثنائية كونتي الأميز هذا الموسم

موسم متقلب جداً لإنتر ميلان، بداية جيدة، ثم هبوط مفاجئ يشوبه بعض المشاكل وعديد الشكاوى من كونتي، لكن ثنائية الهجوم بدأت بشكل مميز وأنهت أيضاً بنفس الحدة، سواء في تطور مستوى لوكاكو بوضوح، جنباً إلى جنب مع انفجار موهبة لاوتارو مارتينيز، وتضاعف قيمته السوقية والفنية مع الوقت.

ثنائية التورو ولوكاكو – رويترز

مع أنطونيو كونتي يكون الأمر أشبه بـ"ريموت كنترول".. كل لاعب يتحرك كيفما يريد كونتي فقط، وكأنه يحرِّكهم مثل عرائس الماريونيت، كلهم تحت تحكُّم المدير الفني خارج الخط.

وكان متوقعاً تعاقد إنتر ميلان مع لوكاكو، لأنه محطة مهمة لأي فريق يلعب على الكرات الطولية أو التحولات السريعة رغم عدم سرعته، كما كان يفعل مع بلجيكا في كأس العالم، مباراة البرازيل خير دليل.

روميلو مهاجم يعود كثيراً للوسط، يميل للأطراف، يمكن الحصول على أفضل ما لديه إذا لعب بجواره مهاجم آخر. كرة طولية للمهاجم "تارجت مان" مع تحرك المهاجم الآخر في الفراغ المتروك مباشرة، حيث يتفوق البلجيكي في الصراعات البدنية الثنائية، كأنه محطة حقيقية في مساعدة زميله المهاجم على قنص الكرة الثانية. يحجز الدفاع من أجل حصول المهاجم الآخر على المساحة المطلوبة للتحرك، يتحرك من دون كرة خلف الدفاعات بالتبادل مع زميله الآخر.

لمسة لوكاكو الأولى ليست الأفضل، لكنه يتحسّن فيها مع الوقت رفقة كونتي، كذلك أرقامه أمام المرمى صارت أكثر إيجابية. حتى أمام نابولي، عاد البلجيكي في بعض المناسبات للوسط، تسلم وحجز بجسمه ولم يكتفِ بذلك، بل أصبح يرسل التمريرات البينية والقطرية للقادمين من الخلف، في دلالة واضحة على تطوره، سواء في اللعب بالكرة أو في الإنهاء أمام المرمى عكس السابق.

التورو، لاوتارو، اكتشاف مهم جداً، لأنه لاعب قوي بدنياً في الضغط والشق الدفاعي، والاحتكاك مع الخصم، والعنف المشروع، وفي نفس الوقت لمسته للكرة جيدة، تحكمه مقبول وقابل للتطور، والأهم يستطيع اللعب كمهاجم صريح أو إضافي دون مشاكل، ولديه ميزة التسجيل والصناعة في آن واحد.

نسخة تذكرني بلويس سواريز في بداياته مع أياكس، لاوتارو مارتينيز يتسلم وينطلق، يمرر ويسدد، يبحث ويحصل على المساحة الفارغة، عن طريق التمركز على الطرف قليلاً، ومن ثم يقطع في العمق.

يتحرك لاوتارو بشكل عمودي من الوسط إلى الهجوم، صحيح أنه يميل إلى الأطراف، لكنه وفق خارطته الحرارية يتمركز أكثر في العمق، وبالتالي فإنه يجيد بشدة اللعب كمهاجم صريح في رسم 4-3-3 أو مهاجم إضافي خلال رسم 3-5-2 كما حدث مع إنتر، و3-4-1-2 مع الأرجنتين في كوبا أميركا.

الأرقام تؤكد نجاح الشراكة:

البلجيكي هذا الموسم في الكالتشيو: 23 هدفاً + 2 أسيست = 25.

الأرجنتيني هذا الموسم في الكالتشيو: 14 هدفاً + 5 أسيست = 19.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

أحمد مختار
صحافي رياضي، وكاتب مهتم بالتحليل والحديث عن كرة القدم وقصصها.
صحافي رياضي، وكاتب مهتم بالتحليل والحديث عن كرة القدم وقصصها.
تحميل المزيد