لم يقنع قرار محكمة التحكيم الرياضية "كاس" بإلغاء عقوبة منع مانشستر سيتي الإنجليزي من المشاركة في المسابقات الأوروبية لكرة القدم لمدة عامين، إذ لا تزال تخرج بين الحين والآخر أصوات منددة بالقرار، معتبرة إياه غير عادل ويضر بسمعة كرة القدم الأوروبية.
وقضت المحكمة مؤخراً بأن النادي الإنجليزي لم يخرق قواعد اللعب المالي النظيف، كما خفضت الغرامة المفروضة على مانشستر سيتي إلى 10 ملايين يورو (11.30 مليون دولار) بدلاً من 30 مليون يورو لعدم التعاون مع الاتحاد الأوروبي (اليويفا).
وكان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم قال إن مانشستر سيتي ارتكب انتهاكات خطيرة تخص قواعد اللعب المالي النظيف ولم يتعاون معه في التحقيقات، وبالتالي قام بحرمانه من المشاركة في المسابقات الأوروبية لمدة موسمين، وتغريمه 30 مليون يورو.
انتقادات ألمانية
أحدث الانتقادات لقرار محكمة "كاس" صدرت من كارل هاينز رومينغيه، رئيس نادي بايرن ميونيخ الألماني، الذي اتهم الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بالتساهل مع مانشستر سيتي، وعدم تطبيق القانون بشكل حقيقي عليه رغم ارتكاب مخالفات واضحة لقواعد اللعب المالي النظيف.
وقال رومينغيه، بحسب تصريحات نقلتها مجلة Kicker الألمانية: "أعتقد أن قرار المحكمة الرياضية صدر لأن الاتحاد الأوروبي ببساطة لم يقم بعمله بشكل جيد، ربما لم يكن مستعداً لهذه القضية، وفقاً لما سمعناه من مصادر مختلفة".
وأضاف: "القواعد واضحة، وتنص على عدم إنفاق أموال أكثر مما تجنيه لكي تتجنب العقوبة، يجب أن تكون تلك قاعدة أساسية وبارزة بشكل أكبر في المستقبل، وتتم معاقبة من يخالفها، ولكي يحدث ذلك، علينا تعديل القانون، لأن كرة القدم تغيرت بشكل كبير في السنوات العشر الماضية".
ورغم انتقاده الواضح لقرار محكمة التحكيم الرياضية هنَّأ رومينغيه إدارة مانشستر سيتي على تبرئتها من تهمة مخالفة قواعد اللعب المالي النظيف، وقال في هذا الصدد: "تهانينا لإدارة مانشستر سيتي على الحكم، أنا سعيد من أجل صديقي بيب بوارديولا، أعرف ماذا تعني له المشاركة في دوري أبطال أوروبا".
تيباس يُهاجم القرار
وكان خافيير تيباس، رئيس رابطة الدوري الإسباني "الليغا"، هاجم في وقت سابق، قرار المحكمة الرياضية، مُطالباً بإعادة تقييم ما إذا كانت المحكمة هي الهيئة المناسبة للطعن في القرارات المؤسسية لكرة القدم.
وقال تيباس في تصريحات أبرزتها صحيفة SPORT الإسبانية: "سويسرا بلد له تاريخ كبير في التحكيم، لكن محكمة كاس ليست على المستوى".
واتهم تيباس قبل عامين، نادي مانشستر سيتي بالغش، من خلال إبرام صفقات مشكوك فيها، مؤكداً أن النادي الإنجليزي يخالف قواعد اللعب المالي النظيف.
يوم سيئ لكرة القدم
كذلك، أكد يورغن كلوب، مدرب ليفربول، أن نجاح طعن مانشستر سيتي ضد عقوبة منعه من المسابقات الأوروبية لمدة عامين "ليس جيداً لكرة القدم".
وقال كلوب الذي قاد ليفربول للتتويج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم خلال مؤتمر صحفي: "لا أعتقد أنه كان يوماً جيداً لكرة القدم بالأمس لكي أكون صادقاً".
وأضاف: "قواعد اللعب المالي النظيف فكرة جيدة وتهدف لحماية الأندية والمسابقات، لكي لا يحدث بذخ في الإنفاق، وللتأكد من أن الأموال تأتي من مصادر صحيحة".
وتابع كلوب: "لا يعنيني أن أحكم على ذلك، ولن أفعل، لكن أعتقد أننا يجب أن نتمسك بالقواعد، وأتمنى أن تستمر، لأنها تضع حدوداً لا يمكن اجتيازها، وهذا جيد لمصلحة كرة القدم.. إذا بدأت في ذلك فلن يهتم أحد مجدداً، وأثرى الأشخاص أو الدول سيمكنهم القيام بأي شيء".
وواصل: "ستكون المنافسة صعبة حقاً، وأعتقد أن هذا سيقود تلقائياً إلى بطولة دوري للصفوة، تضم عشرة فِرق على سبيل المثال، وتعتمد على من يملك الأندية وليس على أسماء الأندية، لذا من المنطقي الاحتفاظ بهذه القواعد".
قرار معيب
من جانبه، اعتبر البرتغالي جوزيه مورينيو، مدرب توتنهام، أن إلغاء العقوبة يعني نهاية قواعد اللعب المالي النظيف، والتي تهدف إلى ضبط مصادر دخل الأندية، وتحدد سقف الخسائر بـ30 مليون يورو على فترة ثلاثة أعوام.
وقال مورينيو: "أعتقد فعلاً أن قواعد اللعب المالي النظيف قد انتهت. المالكون الجدد (للأندية) سيشعرون بأن باب السيرك قد فتِح، لذا هيا بنا نستمتع بذلك"، في إشارة إلى أن المالكين المتمولين قد يلجأون إلى الإنفاق دون ضوابط.
ورأى مورينو أن قرار إلغاء العقوبة والإبقاء على غرامة مالية مخفضة "معيب، لأنه في حال لم يكن مانشستر سيتي مذنباً، معاقبته ببضعة ملايين أمر معيب. إذا لم تكن مذنباً فلا يجب أن تتم معاقبتك. في الجهة المقابلة إذا كنت مذنباً فيجب أن تعاقب".
وتابع: "بكل الأحوال، القرار كارثة".