أعلنت مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية الشهيرة، أنها لن تمنح جائزة الكرة الذهبية هذا العام لأول مرة خلال 64 عاماً، بسبب الظروف التي فرضها انتشار فيروس "كورونا المستجد"، الذي تسبب بتأجيل جميع منافسات كرة القدم في العالم، قبل استئناف أغلبها، وإلغاء بعضها.
والجائزة العريقة التي يصوت فيها الصحفيون وتنظمها المجلة الفرنسية هي جائزة سنوية تمنح لأفضل لاعب كرة قدم في العالم منذ عام 1956، وستكون هذه المرة الأولى التي لا تُقدّم فيها الجائزة لأي لاعب.
وتأثر موسم 2019-2020 بفيروس كورونا، حيث توقفت مسابقات الدوري الكبرى في أوروبا منذ مارس/آذار وحتى يونيو/حزيران.
الظروف لا تسمح
وقال باسكال فير رئيس تحرير "فرانس فوتبول" في بيان: "من المنظور الرياضي شهران فقط (يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط) من 11 شهراً لتحديد رأي وحسم الفائزين بالجوائز يشكلان زمناً قليلاً جداً للحكم والتقييم".
وأضاف: "لا يجب نسيان أن المباريات الأخرى التي لعبت أو ستلعب في ظروف استثنائية (اللعب خلف أبواب مغلقة ومع السماح بخمسة تبديلات)".
وتحولت المراحل الأخيرة من دوري أبطال أوروبا، من دور الثمانية، إلى بطولة مصغرة في البرتغال تنطلق الشهر المقبل.
غياب التكافؤ
ورأت "فرانس فوتبول" أن المساواة تقتضي منح الكرة الذهبية بناء على قواعد مقارنة متكافئة، وأن ذلك لن يكون ممكناً "في ظل وقف مواسم البعض بشكل قاطع" واستكمال مواسم آخرين.
وشددت على أنها لا ترغب في أن تدون في سجلها التاريخي عبارة من قبيل "تم منح هذه الجائزة في ظروف استثنائية بسبب الأزمة الصحية التي تسبب بها فيروس كورونا، معتبرة أن عدم منح الجائزة هذا العام "لا يسعدنا، لكن يبدو بالنسبة إلينا، الخطوة المسؤولة والمنطقية".
كما اعتبرت المجلة أن الصيغ المختلفة التي سيتم بها استكمال بعض المسابقات القارية (مثل البطولة الختامية المختصرة التي سينظمها الاتحاد الأوروبي للعبة لاستكمال مسابقتيه دوري الأبطال و"يوروبا ليغ")، إضافة إلى زيادة عدد التبديلات في المباريات (من ثلاثة الى خمسة) وإقامة اللقاءات خلف أبواب موصدة بوجه المشجعين، كلها عوامل أخذت في الاعتبار لاتخاذ قرار عدم منح الجائزة، والذي عادة ما كان يتم في حفل يقام في باريس في ديسمبر/كانون الأول من كل عام.
تغييرات جوهرية
ومنحت فرانس فوتبول لأعوام طويلة الكرة الذهبية لأفضل لاعب فقط، لكنها استحدثت اعتباراً من العام 2018، كرة مماثلة لأفضل لاعبة.
كما بدأت بمنح جائزة "كأس كوبا" لأفضل لاعب دون 21 عاماً، واستحدثت في العام 2019 جائزة لأفضل حارس مرمى، وأطلقت عليها اسم "جائزة ياشين"، تكريماً للنجم السوفييتي السابق ليف ياشين الذي كان ولا يزال الحارس الوحيد الذي نال الكرة الذهبية المخصصة لأفضل لاعب (1963).
واختير البرازيلي أليسون بيكر حارس مرمى ليفربول الإنجليزي، الأفضل في حفل جوائز العام الماضي.
وبعد دمجها بجائزة الاتحاد الدولي لكرة القدم ("فيفا") لأفضل لاعب في العالم بين 2010 و2015، عادت "فرانس فوتبول" في 2016 لتقدم جائزة الكرة الذهبية بشكل منفصل عن "فيفا".
وسبق للاتحاد الدولي أن أعلن في مايو/أيار الماضي، أن حفل جوائزه السنوية لن يقام في 21 سبتمبر/أيلول في مدينة ميلانو الإيطالية كما كان مقرراً، وأنه يدرس خيارات بديلة.