مدرب تائه، أداء باهت، ضوء ساطع.. ماذا حدث في ليلة ضياع الليغا؟

عربي بوست
تم النشر: 2020/07/01 الساعة 12:21 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/07/01 الساعة 12:21 بتوقيت غرينتش

في ليلة مليئة بالأحداث تعادل برشلونة وأتلتيكو مدريد بنتيجة 2-2 في ملعب كامب نو، ليتقلص الفارق مع المتصدر ريال مدريد في صدارة الدوري الإسباني إلى نقطة واحدة، لكنها نتيجة تمنح اللوس بلانكوس الفرصة للتقدم بفارق أربع نقاط يوم الخميس.

تفوق دييغو سيميوني على التائه في غياهب الكامب نو كيكي سيتيين. واستطاع الخروج من المباراة بنقطة كان يضعها نصب عينيه من البداية. ضرب سيميوني دفاع برشلونة بالمرتدات، عن طريق النفاثة يانيك كاراسكو، ولم يستطع سيتيين إغلاق تلك الثغرة حتى استبدال يانيك في اللحظات الأخيرة من عمر المباراة.

ريكي بويج

السلاح المضاد.. كاراسكو

كان مردود هجوم أتلتيكو مدريد على أرضية الكامب نو محدوداً وضعيفاً أكثر مما ينبغي مع الوضع في الحسبان مشاكل برشلونة الحالية. ففي نهاية المطاف، لم يسجل أتلتيكو مدريد سوى من ركلتي جزاء، جاءت كلتاهما عن طريق يانيك كاراسكو وبنفس الطريقة والآلية. 

بعد الربع الساعة الأولى للمباراة بدا أن يانيك كاراسكو هو سلاح الأتليتي الذي سيحدث الفرق. أظهر كاراسكو بعضاً من إمكانياته الضخمة ليلة الأمس، فأذاق بيكيه ونيلسون سيميدو عذاب وويلات في سباقات سرعة فاز بها البلجيكي، وعن طريق مراوغات ماكرة أتعبت الكتلان وأثلجت صدر مدريد. كان كاراسكو مفتاح الهجمات المرتدة، عن طريق إرسال الطولية إليه ووضعه في موقف واحد ضد واحد مع دفاع برشلونة، وفي كل مرة كان يحافظ على كرته أو يشكل خطورة. واستمر هذا السيناريو أكثر من 80 دقيقة دون أن يحرّك كيكي سيتيين ساكناً. 

ضوء ساطع


كان مخطط لعب سيتيين لكسر دفاعات أتلتيكو مدريد هو تبديل اللعب بخطة 4-1-2-1-2  فيما يعرف تكتيكياً باسم "خطة الماسة 4-4-2". تمديد الملعب عرضياً عن طريق الأظهر نيلسون سيميدو وجوردي ألبا ، وفي الوسط… كانت الفوضى. لم يكن هناك انضباط خططي سوى تواجد سيرجيو بوستكتس على دارة المنتصف. بينما الثلاثة الآخرون يتحركون إلى جوار ميسي وسواريز في المقدمة.  

فوضى عارمة في خط وسط وهجوم برشلونة، النقطة المضيئة الوحيدة في الخطة وربما في المباراة بأكملها هي حصول الشاب النابغ، ذو الـ20 عاماً والذي كان يصرخ ويطالب بلعب دقائق أكثر خلال الموسمين الماضي والحالي، ريكي بويج.  حاضر برشلونة ومستقبله. 

تقييم لاعبي برشلونة – sofa score

يعرف الفتى الكتالوني ببساطة كيفية لعب كرة القدم على أسلوب برشلونة. يربط مع سيرجيو بوسكيتس بشكل جيد، ما يجعل الأخير أفضل في إدارة خط الوسط. ثم يزيل الصغير الضغط عن كاهل ليو ميسي، ويوفر خيار تمرير مستمر للأرجنتيني. بالإضافة إلى كونه لاعب كرة قدم استثنائياً يمكن أن يثق به ميسي ليكون صانع الألعاب ومهندس الهجمات. رأينا تلك اللقطة تتكرر في مباراة الأمس، تخرج الكرة من ميسي إلى ريكي بويج ثم يتركها له. لم نرَ ميسي يطالبه بإعادة الكرة له كما يفعل في كثير من الأحيان مع لاعبين آخرين. على العكس، رأينا القائد يثق بالشاب الصغير في اتخاذ القرار الصحيح بالكرة.

في ليلة مخيبة للآمال لبرشلونة، كان ريكي بويج هو الضوء الساطع في خطة كيكي سيتيين المختلة. 

جدار حديدي

أقام سيميوني، كالعادة، جداراً دفاعياً، مكوناً من أربعة مدافعين، أمامهم ثنائي خط وسط دفاعي، توماس بارتي وساؤول، لإغلاق العمق تماماً أمام ليونيل ميسي. 

ومع إصرار سيتين، غير المبرر، على الاختراق من العمق، وجد سواريز نفسه محاصراً وغير قادر على التنفس، وميسي مُحاط بغابة من السيقان تحول بينه وبين أوبلاك. بينما حاول بوسكيتس وبويج خلخلة جدار أتلتيكو مدريد لكن دون فائدة. بينما لم يعثر على أثر لأيٍّ من فيدال، إلا عندما ارتكب حماقة داخل منطقة جزاء فريقه مهدياً فريق سيميوني ضربة جزاء. بينما تبحث الشرطة الكتالونية عن راكتيتش منذ ليلة الأمس.

تقييم لاعبي أتلتيكو مدريد -sofa score

تبديلات متأخرة

لم يرضَ سيتيين عن نفسه بعدما بدأ بطريقة وتشكيلة خاطئة، فزاد الطين بلة بإدارة كارثية للمباراة. فشل في الحفاظ على التقدم، تغييرات متأخرة، حرق للبدلاء، إرهاق بدني للاعبين، ولا أفكار تكتيكية مقنعة.
المدير الفني لبرشلونة لم يستغل إتاحة 5 تبديلات في المباراة الواحدة لإراحة فريقه العجوز، فترك فيدال يلهث وراء الكرة منذ الدقيقة 60، وكذا سواريز العائد من الإصابة مثله مثل ألبا وبوسكتس، وكلهم تجاوزوا عامهم الواحد والثلاثين. وعندما قرر التغيير تمخض الجبل فولد فأراً، أخرج راكيتيتش وأدخل سيرجي روبرتو. وفي الدقيقة الـ85 أشرك أنسو فاتي وفي الدقيقة الـ90 أشرك غريزمان الذي لم يلمس الكرة سوى مرة واحدة.
 

على الجانب الآخر، قام سيميوني بضخ دماء جديدة على مدى المباراة، فأدخل جواو فليكي وألفارو موراتا، والأخير كاد أن يخطف النقاط الثلاث للفريق المدريدي لولا رعونته أمام المرمى.

باختصار، يحتاج برشلونة إلى معجزة لا ليفوز بالليغا بل ليبقى في المنافسة عليها حتى الجولات الأخيرة.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

حذيفة حمزة
كاتب ومحرر
محرر، وباحث في علم الاجتماع الرياضي
تحميل المزيد