بعد 30 عاماً من الحرمان.. أخيراً نحن أبطال الدوري

عدد القراءات
835
عربي بوست
تم النشر: 2020/06/26 الساعة 08:41 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/06/26 الساعة 08:41 بتوقيت غرينتش
بعد 30 عاماً من الحرمان.. أخيراً نحن أبطال الدوري

قلقٌ عارمٌ سيطر على مشجعي ليفربول، مثلما سيطر على قائدهم الألماني يورغن كلوب، بعد الجدل حول إلغاء الموسم الكروي في إنجلترا، إثر تفشّي فيروس كورونا ووجود أصواتٍ داخل أندية الدوري الممتاز تنادي بالحفاظ على الصحة العامة عبر إلغاء المسابقة، التي تنتظرها جماهير الريدز منذ 3 عقود كاملة!

في النهاية لم تتمكن هذه الأصوات من فرض إرادتها على أندية الدوري، التي قرّرت متابعة المسابقة -المحسوم لقبها للريدز- بعد موافقة الحكومة البريطانية، قبل أن يحرز ليفربول لقبه التاسع عشر من بطولة الدوري والأول بمسمى الدوري الممتاز، ليلة أمس، بعد سقوط مانشستر سيتي أمام تشيلسي لامبارد.

لم يسر.. رغم أنّه لم يكن وحيداً!

منذ الأسطورة كيني دالغليش فشل كلّ مدربي الريدز عبر العقود الثلاثة الماضية في انتزاع لقب الدوري، ومن بين هؤلاء أساطير كالفرنسي جيرار هولييه، والإسباني رافائيل بينيتيز -رغم أنه أحرز لقب دوري أبطال أوروبا مع الفريق- ودالغليش نفسه في تجربةٍ أخرى لم تكلل بالنجاح. فيما كان برندن روجرز أقرب هؤلاء لانتزاع اللقب قبل سقوط ستيفن جيرارد الدرامي أمام تشيلسي بالذات، وضياع مجهودات لويس سواريز الاستثنائي ذاك الموسم.

بالإضافة لهؤلاء المدربين، فقد امتلك الريدز عدداً هائلاً من النّجوم على مدى عقود العزلة "المحلية" الثلاثة الماضية، على غرار ستيف ماكمانمان وجيمي ريدناب والهداف روبي فاولر والفتى الذهبي مايكل أوين، بالإضافة للقائد التاريخي ستيفن جيرارد ومساعده جيمي كاراغر من الإنجليز، ناهيك عن التشيكي باتريك بيرغر والفنلندي سامي هيبيا والنرويجي جون أرني ريسه والحارس البولندي يرزي دوديك والإسبان تشابي ألونسو وفرناندو توريس ولويس غارسيا وبيبي رينا والأورغوياني لويس سواريز والبرازيلي فيليبي كوتينيو، وغيرهم الكثير من النجوم، الذين لم يتمكنوا من محاكاة إنجاز جوردان هندرسون ورفاقه. 

موسم استثنائي

رغم تحقيق ليفربول للقبين في دوري الأبطال ولعددٍ من الألقاب المحلية الأخرى، فإنّ حلم جماهير ليفربول في إحراز لقب الدوري بقي عصيّ المنال، وهو ما دفع إدارة الريدز لاستقطاب الألماني يورغن كلوب، في محاولةٍ لتكرار إنجازاته مع بوروسيا دورتموند، حيث استطاع كسر احتكار بايرن ميونخ للقب الدوري الألماني، خصوصاً في ظلّ أفول مانشستر يونايتد بعد اعتزال الأسطورة أليكس فيرغسون، وصعود مانشستر سيتي بعد الاستثمارات الإماراتية الطائلة في الفريق، الذي يقوده الإسباني جوسيب غوارديولا.

وصول كلوب غيّر الكثير في ليفربول، الذي أصبح فريقاً ديناميكياً ممتعاً مع اعتماد نهجٍ هجومي مميزٍ ومفعمٍ بالحيوية أدخله كلوب إليه، خصوصاً عبر الثلاثي الجهنمي: صلاح-ماني-فيرمينو، الذين تكفّلوا بأداء المهام الهجومية بكل اقتدارٍ، فيما يقوم فيرجيل فان دايك ومن خلفه البرازيلي اليسون بدور حائط الصدّ، الذي يوفر النجاعة الدفاعية اللازمة للفريق، مع انطلاقاتٍ متفجّرةٍ على الأطراف من الكسندر آرنولد واندي روبرتسون، في ظل تغطية فاينالدوم وهندرسون وفابينيو في قلب الوسط.

صحيحٌ أنّ جوردان هندرسون لا يقارن بقدرات قائدٍ عملاقٍ كستيفن جيرارد، ولكنّه يقوم بالمطلوب مع فريق يورغن كلوب الحالي، حيث يختفي بعض اللاعبين أحياناً، ليفجّروا قدراتهم في الوقت اللازم، بفعل حنكة وتعليمات كلوب العبقرية، كما شاهدنا البلجيكي ديفوك أوريغي في نصف نهائي ونهائي دوري الأبطال الموسم الماضي مثلاً، أو مثلما يفعل جيمس ميلنر وحتى السويسري شكيري أحياناً.

استفاد كلوب واستفاد الريدز هذا الموسم من هفوات فريق غوارديولا وتذبذب مستواه، ولكنّ ليفربول استحقّ عن اقتدارٍ التغريد المنفرد بصدارة الدوري، التي استطاع السير فيها وحيداً-بالمعنى الإيجابي هنا- في ظل تواضع مستوى فرقٍ كمانشستر يونايتد وتوتنهام وآرسنال، ومحدودية قدرة تشيلسي والمجتهد ليستر سيتي "مع برندن روجرز بالتحديد" على الذهاب بعيداً في المنافسة.

على الرغم من سقوط فريق كلوب أمام فريق التشي سيميوني، أتلتيكو مدريد في ثمن نهائي دوري الأبطال، قبيل الإغلاق بسبب كوفيد-19، فإنّ نيل لقب الدوري الإنجليزي بعد لقب بطل أندية العالم أمام فلامنغو البرازيلي، يظهر مدى قدرة الألماني وفريقه على إعادة إنتاج أنفسهم كفريقٍ مهيمنٍ، على المستوى المحلي والعالمي، خصوصاً في ظلّ هذه الكوكبة من النجوم المتلألئة، وتحديداً في ظل قيادة يورغن كلوب.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

ياسر المعادات
مدرس وكاتب أردني
مدرس وكاتب أردني
تحميل المزيد