أثار نادي تورينو جدلاً واسعاً، بعدما نشر صورة احتفال لاعبيه بتسجيل هدف أمام بارما، خلال المباراة التي أقيمت يوم السبت، بعد استئناف منافسات الدوري الإيطالي.
وتعادل تورينو مع بارما (1-1)، في أولى مباريات الفريقين بعد عودة النشاط، الذي توقف لأكثر من شهرين بسبب انتشار فيروس "كورونا المستجد"، غير أن ما حدث بعد المباراة أثار الاهتمام أكثر من المواجهة نفسها.
ضد العنصرية
تحت وسم Blacklivesmatter (أرواح السود مهمة)، نشر نادي تورينو على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، صورة للاعبه الكاميروني نيكولاس نكولو، بدا فيه كما لو أنه راكع أمام قائد الفريق أندريا بيلوتي.
وسجّل نكولو الهدف الأول لتورينو أمام بارما، ليتجه نحو بيلوتي، ويقوم بالحركة الشهيرة، التي انتشرت على نطاق واسع في الملاعب خلال الفترة الأخيرة التي أعقبت مقتل المواطن الأمريكي جورج فلويد على يد أحد رجال الأمن.
اللاعب نكولو وهو أسمر البشرة، كان يهدف من هذه الحركة إلى تكريم جورج فلويد، كما صرّح لوسائل الإعلام الإيطالية، لكن زاوية الصورة أظهرته بشكل غير ملائم، وما زاد الأمر سوءاً إصرار النادي على نشر تلك الصورة.
وقال نكولو: "عندما سجلت، فكرت فوراً في أن أخي فلويد مهم بالنسبة لي، لهذا فعلت هذه الحركة بشكل عفوي".
وتوفي فلويد خنقاً في 25 مايو/أيار الماضي، بعدما وضع ضابط شرطة مدينة "مينيابوليس"، ركبته على رقبته مدة ثماني دقائق تقريباً.
سخرية كبيرة
وتعرض تورينو لسخرية كبيرة في مواقع التواصل الاجتماعي بعد نشر الصورة، وعلق المئات بأن الصورة غير ملائمة، وأن النادي بنشرها يترك انطباعاً سيئاً بين المتابعين.
وتساءل أحد المعلقين قائلاً: "من بين كل اللقطات لم تجدوا إلا هذه الصورة للاحتفال".
وقال آخر: "أظن أنه بعد تلك الصورة يمكن الجزم بأن العنصرية بدأت من إيطاليا"، بينما جاء رد أحد المغردين العرب بلهجة عامية قال فيها: "نادي تورينو أجى (جاء) يكحلها راح عماها".
من جانبه رفض النادي الإيطالي التعليق على الواقعة بصورة مباشرة، لكنه نشر تغريدة لتصريحات اللاعب، التي فسّر فيها سبب احتفاله، بأنها تُذكره بـ"أخيه فلوريد"، بحسب تعبيره.
وأصر تورينو على عدم حذف التغريدة رغم سيل التعليقات المُطالبة بذلك، بل نشرها أيضاً على حسابه الرسمي في "تويتر" باللغة الإنجليزية.
قصة الاحتفال
طريقة احتفال نيكولاس نكولو بالهدف انتشرت بشكل واسع في الفترة الأخيرة، وكان أول من بدأها لاعب كرة القدم الأمريكية كولين كايبرنيك في عام 2016، حينما كان يلعب مع فريق سان فرانسيسكو، حيث فضّل الركوع أثناء عزف النشيد الوطني الأمريكي بدلاً من الوقوف احتراماً؛ وذلك احتجاجاً على إطلاق الشرطة النار على رجال سُمر غير مسلحين وقتها.
وبرّر اللاعب آنذاك عدم وقوفه احتراماً للنشيد، قائلاً: "إن ما قام به نوع من الاحتجاج على الظلم الذي يطال الأمريكيين من ذوي البشرة السمراء"، مضيفاً: "هناك أموات في الشوارع الأمريكية والجناة أحرار".
وتابع كايبرنيك احتجاجاته في عام 2016، ولم يوقع لصالح أيّ نادٍ بعد ذلك.
وبعد حادثة مقتل جورج فلويد أُعيد على نطاق واسع، تداول صورة كايبرنيك الشهيرة، بينما نشر نجم كرة السلة الشهير ليبرون جيمس الصورة عل حسابه في تطبيق "إنستغرام" وقد تم تركيبها إلى جانب صورة الشرطي الأمريكي لحظة دوسه بركبته على رأس جورج فلويد.
وتجاوز الأمر في إنجلترا مسألة الاحتفال الفردي على طريقة كايبرنيك، إلى قيام جميع اللاعبين قبل انطلاق المباريات بالركوع للحظات، في إشارة إلى رفضهم للعنصرية ضد السود.