جواب هذا السؤال اتخذ مساراً موحداً منذ عام 2007، إما كريستيانو رونالدو أو ليونيل ميسي. الثنائي لم يترك مجالاً لباقي اللاعبين لاعتلاء القمة حتى والآخرين في ذروة العطاء.
لكن الإجابة عن هذا السؤال هذا الموسم غريبة وعجيبة، ولكنها منصفة في حق لاعب مميز.
شركة Statsbomb قامت بدراسة نسبة صناعة الفرص والتسجيل لجميع فرق البريميرليغ لكل 100 هجمة تنتهي بتسديدة على مرمى الخصم. رياض محرز كان صاحب النسبة الأعلى لأجنحة مانشستر سيتي بنسبة تأثير 31% و محمد صلاح الأول في ليفربول بنسبة 47% والمفاجأة كانت تواجد قائد فريق أستون فيلا، جاك غريليش، الذي امتلك النسبة الأعلى 65%. أي أن كل 100 هجمة لأستون فيلا، يشارك غريليش في 65 منها سواء بصناعة الفرصة التي تنتهي بتسديدة على مرمى الخصم، أو يقوم هو بالتسديد.
بعد ذلك، وسعت Statsbomb الدراسة لتشمل البطولات الخمس الكبرى، وكانت المفاجأة الكبرى كانت تفوق جاك على الجميع كأكثر لاعب تأثيراً على نتائج وأداء فريقه، حتى تفوق على ميسي الذي كانت نسبته 58% وهي نفسها نسبة لويس ألبيرتو صانع ألعاب لاتسيو.
موقع statsbomb ترجم ما قاله بيب غوارديولا في شهر يناير/كانون الثاني الماضي عن أرقام قائد أستون فيلا حين قال: "إنه أحد أهم لاعبي البريميرليغ، أنا من كبار المعجبين به".
بيب مع مانشستر سيتي تفوق على أستون فيلا في نهائي كأس الرابطة، وحرموا جاك غريليش من تحقيق إنجاز تاريخي وهو الفوز باللقب الذي فاز به جده الأكبر "بيلي" عام 1905. يمثل جاك غريليش لأستون فيلا طوق النجاة ووسيلته الوحيدة للوصول لمرمى الخصم، وهذا يظهر جلياً في عدد اللمسات خاصة في الثلث الأخير.
غريليش هو لاعب أستون فيلا الوحيد ضمن الـ 100 الأوائل في لاعبي البريميرليغ الأكثر لمساً للكرة بـ 1651 لمسة ليأتي في المركز الـ 38، أغلب تلك اللمسات جاءت في ثلث الملعب الأخير حيث يجد الإنجليزي راحته التامة.
كلاعب جناح شامل، أو صانع لعب خلف المهاجم، يجيد غريليش استغلال أنصاف المساحات لطلب الكرة واستلامها ثم التحول المباشر السريع نحو المرمى. وبما أنه سلاح أستون فيلا الفتاك الوحيد، فهذا يفسر معدل الـ XG وXA العالي له مقارنة بالبقية، كما أن قِلة الخيارات لدى فريقه تجعله أكثر عرضة للضرب والتدخلات العنيفة. غريليش هو أكثر لاعب تم ارتكاب المخالفات ضده ( 122 مخالفة) و هو الأمر نفسه الذي حصل في التشامبيون شيب الموسم الماضي ( 158 مخالفة).
في مرحلة ما من الموسم تطرق الإعلام الإنجليزي لمسألة صانع الألعاب وهل غريليش أفضل لمنتخب الأسود الثلاثة أم ماديسون لاعب ليستر؟
مثل هذه الأسئلة روتينية لإعلام لندن تؤثر بشدة على خيارات المدربين. وما زلنا نتذكر حقبة المنتخب الإنجليزي مع سفين غوران إيريكسن. حينها أثر الضغط الإعلامي بشدة على السويدي وحصر خياراته في زاوية محددة. لينتهي به الحال غير مستفيد من سكولز، وكابحاً لجماح جيرارد ولامبارد. لكن، ساوثغيت لديه مساحة أكبر مع ضغط أقل، فاللاعبون الحاليون لم يصلوا بعد للمستوى الذي كان عليه نجوم الماضي.
غريليش صانع لعب مميز ولا يتفوق عليه في إنجلترا إلا الثلاثي دي بروين، ألكسندر أرنولد، إميليانو بوينديا. قائد أستون فيلا خلق 70 فرصة هذا الموسم وهو رقم مهم وكبير للغاية كونه لعب في عدة مراكز مختلفة على مدار الموسم. ومقارنة بدي بروين نجد أن جاك غريليش لاعب يميل للسرعة والمراوغة أكثر من البلجيكي، وهذه خاصية مفيدة للمنتخب عندما نضع بجانبها خاصية التنوع في المراكز.
هذا الموسم حقق جاك أرقاماً مميزة مع فريقه تجعله في الصيف الحالي فرصة لا تعوَّض لأي فريق كبير في إنجلترا:
– سجل 6 أهداف وقدم 7 تمريرات حاسمة
– 2.2 مراوغة للمباراة الواحدة
– 2.7 تمريرة مفتاحية للمباراة الواحدة
– أكثر من قام بتمريرات تقدمية (172)
– أكثر من قام بعرضيات ناجحة (97)
– أكثر من خلق فرص (70)
– أكثر من سدد على المرمى (54)
– أكثر من مرر داخل البوكس( 58 )
– أكثر من سجل أهدافاً
– أكثر من قدم تمريرات حاسمة
الصيف القادم قد يكون نقطة بداية جديدة لابن برمنغهام، وقد يكون مانشستر يونايتد وجهة مفيدة له ولشياطينها من أجل استعادة مجد غائب.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.