بعد التألق والبداية الخرافية.. كيف اختفى ماركو أسينسيو؟

عربي بوست
تم النشر: 2020/06/18 الساعة 08:20 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/06/18 الساعة 08:20 بتوقيت غرينتش
بعد التألق والبداية الخرافية.. كيف اختفى ماركو أسينسيو؟

شهِدَ العقد الأخير سطوع نجم العديد من اللاعبين الشبان، منهم مَن استمر في البروز وطوَّر من نفسه، وكثيرين سرعان ما انطفئ بريقهم واختفوا عن الساحة الكروية ولم نعد نسمع عنهم كأنهم لم يأتوا قط.

ومن هنا نسأل، أين اختفى ماركو أسينسيو؟

ذاك المايوركيّ الشاب الذي أظهر لنا في بداياته بعضاً من راؤول، الأسطورة الخالِدة في معقل الميرينغي، ورسم لنفسه في مخيلة كل عاشق لريال مدريد صورة البطل القادم الذي سيأخذ المِشعَل في يومٍ ما من الهداف التاريخي للملكي الغنيّ عن التعريف، كريستيانو رونالدو.

خرجَ رونالدو من القلعة الملكية، ولو بشكلٍ غير متوقع ومبكر للبعض، لكن لم يحدث المأمول من ماركو وتحوّل من منافس مستقبلي على جائزة "الأفضل"، إلى مجرد لاعب آخر!

فكيفَ ومتى تغيّرَ كل شيء للجوهرة المدريدية؟

كانت بداية صاعقة لصاحب العشرين عاماً آنذاك، حين زجّ بهِ زيدان أساسياً ضد أشبيلية في السوبر الأوروبي عام 2016، مستغلاً غياب كل من بيل ورونالدو عن اللقاء، ليفتَتِح التسجيل مرسلاً قذيفة إلى قلب كل مدريدي، ومعلناً بأعلى صوت: هذه المدينة بحاجة إلى بطل، وأنا هنا!

حافظَ بعد ذلك على "الفُورما" مسجِلاً في مباراته الأولى في المسابقات الثلاث الكبرى، لكن عودة اللاعبين الكبار، وعلى رأسهم كريستيانو، جعلت ذا الأُصول الهولندية يكتفي بإبراز مواهبهِ كبديل، لكن ذلك لم يمنعه من تسجيل 10 أهداف في موسمِه الأول مع النادي.

نقلَ تألقه مع النادي إلى المنتخب الإسباني تحت 21 عاماً في صيف 2017، ليحتلّ صدارة هدافي البطولة بتسجيله هاتريك ضد منتخب مقدونيا الشمالية، رغم أن الفرحة لم تكتمل بخسارة منتخبه ضد الماكينات الألمانية في النهائي.

بدأَ الموسم المقبل على نفس الوتيرة، مسجلاً هدفين رائعين في كلاسيكو السوبر الإسباني، ليسجل بذلك في خمس بطولات من أصل خمس شاركَ فيها. امتدّت بدايته الناريّة للموسم إلى الليغا، وأنقذ فريقه بتسجيل هدفين آخرَين من الخسارة أمام العنيد فالنسيا.

لكن في صيف 2018 انقلبت الآية. حملَ كريستيانو حقائبه مُتجهاً لتورينو، مُخلّفاً وراءهُ فراغاً كبيراً وحِملاً ثقيلاً لمَن يجرُأ على مُجرد التفكير في سدّهِ.

تحولَت الأنظار إلى غاريث بيل ليكون خليفته، لكن ذلك لم يحدث، كذلك الأمر بالنسبة لأسينسيو الذي قدّم مستويات لم تكن على مستوى التطلّعات. لعلّ الحَسنة الوحيدة في موسمهِ كانت أمام أياكس في دوري الأبطال، بالرغم من ذلك ازداد الموسم الكارثي كارثية عندما خرج الريال أمام الحصان الأسود للبطولة.

ارتفاع نسق أداء بنزيما لم يكفِ لسدّ الفجوة الهائلة التي تركها كريستيانو، فاحتاج الملكي لتدعيم الصفوف في الصيف، في محاولة لتجنب الوقوع في الهاوية أكثر من ذلك. فكان عندها التوقيع مع البلجيكي إدين هازارد بعد سنوات من الغزل المتبادل بين اللاعب والنادي.

ومع وصول هازارد وعودة إيسكو للعب بعد أزمته الشهيرة مع سولاري، تعقّدت فرص لاعب مايوركا السابق في المشاركة.

لكن البلجيكي لم يلبث إلا أن تعرّض للإصابات المتكررة التي حرمته من أن يقدّم أفضل ما لديه، سبَق ذلك تعرّض أسينسيو لإصابة أبقتهُ خارج الملاعب حتى نهاية الموسم، لتضيع بذلك فرصتهُ في إثبات نفسه بأنه قادر على تعويض ما فاته في الموسم الماضي.

تفشّي فيروس كورونا المستجد رغم مأساويته أعطى فرصة ثانية للنجم الإسباني لم يكن ينتظرها، والمباريات المتبقية في الليغا فرصة ذهبية للاعب لإثبات جودته، وفي حال تألقه والتأهل أمام مانشستر سيتي، ستغفر له الجماهير خيبات الماضي. وسيكون من المثير رؤية أي دور سيُعطيه إيّاه زيدان في ما تبقى من الموسم الحالي.

لعلّ المقارنة برونالدو، خصوصاً أنه يلعب بنفس مركزه، وضغوط الإعلام والجماهير، أثقلت كاهل اللاعب الشاب وأبطأت من تقدّمه، لكن مع تعطّشه للعودة بعد غياب قرابة العام وانشغال عالم الكرة بأمثال مبابي وهالاند، سيتمكن أخيراً من أن يعمل بصمت دون وضع كل تحركاته تحت المِجهر.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

حسن مفلح
مهندس ومدوّن رياضي
مهندس ومدوّن رياضي
تحميل المزيد