هازارد حُر وبرشلونة بطريقة جديدة.. تحليل عودة الكبار إلى الليغا

عدد القراءات
1,055
عربي بوست
تم النشر: 2020/06/16 الساعة 12:19 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/06/16 الساعة 12:29 بتوقيت غرينتش
هازارد حُر وبرشلونة بطريقة جديدة.. تحليل عودة الكبار إلى الليغا

عادت الليغا الإسبانية بشكل رسمي مطلع الأسبوع الحالي، لكن وبكل صراحة وحيادية عودتها تكون مع عودة برشلونة وريال مدريد إلى الميدان. لذلك يمكننا اعتبار العودة من جديد بمباراة برشلونة ومايوركا التي انتهت برباعية للبلوغرانا، وبعدها فوز ريال مدريد على إيبار 3-1. وفي انتظار عودة البريميرليغ من أجل اكتمال الفرجة والمتعة.

أعجبني في البارسا توظيف متوسط الميدان دي يونغ كلاعب وسط مساند على اليسار، يميل لنصف ملعبه في البناء من الخلف، ويسمح لألبا بالصعود إلى الطرف، ويساند بوسكيتس في الضغط العكسي وتوقع تمريرات الخصم.

وأعجبني من مايوركا الرائع الياباني كوبو، لاعب شاب مميز، مهاري ومبادر، لديه مهارة كبيرة وشخصية واضحة. ينقصه فقط قوة بدنية أكبر وخبرة وإنهاء أفضل أمام المرمى. مكسب كبير لريال مدريد بالمستقبل.

حديث الفنيات

الحديث عن الفنيات في أول مباراة أمر خادع، لعدة أسباب من بينها وأهمها ضعف المخزون اللياقي وافتقاد اللاعبين لحساسية الملعب، لذلك من الطبيعي حدوث هبوط وصعود كما حدث خلال التسعين دقيقة.

لكن من الوهلة الأولى، يمكن التيقن من طريقة لعب المدرب كيكي سيتيين القائمة على الأطراف أو الـ wing play. بالتالي يحتاج الفريق للاعب وسط ثالث راكض وأجنحة قوية وفعالة على مستوى الصناعة والتسجيل، وهذا غير متاح في تشكيلة اللاعبين الحالية.

الهدف الأول: ضغط عكسي من دي يونغ، وقطع مفاجئ من فيدال على طريقة لاعب الوسط الثالث داخل منطقة الجزاء، ثم عرضية من ألبا وهدف.

الهدف الثاني ثم الثالث: لعب طرفي صريح عن طريق اليسار، سواء بعرضية ثم إنهاء من المهاجم بريثويت، أو حصول الظهير على الكرة وتسجيل الهدف مثل هدف ألبا.

ماذا يدخنون في كتالونيا؟ 

بعيداً عن المباراة، أجد نفسي مستغرباً طريقة تفكير إدارة برشلونة وحتى جهازه الفني. غريب جداً إصرارهم على التعاقد مع المهاجم الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز -وهو مهاجم عظيم فعلياً- رغم أن الفريق في حاجة ماسة للتعاقد مع لاعبي طرف أول وثان وثالث.

قبل أن تدفع في لاوتارو 111 مليوناً -وهو أفضل مهاجم متاح حالياً- يجب أولاً أن تسد النواقص التي يحتاجها فريقك، حتى يكون أفضل بالكرة ومن دونها.

لكي تعود بقوة تحتاج للأساسيات، ظهير أيمن هجومي، لاعب وسط ثالث هداف، مدافع صلد، وجناح على طريقة ساني أو داني أولمو أو حتى بيدرو.

وبعدها فكر في لاوتارو خلال صيف 2021 إذا كان للعمر بقية.

وأخيراً.. هازارد حر

ريال مدريد مع هازارد.. 4-4-2 أكثر من 4-3-3 في بعض الأحيان

استعاد ريال مدريد نغمة الانتصارات بعد فترة طويلة من التوقف، وصلت إلى 3 شهور على الأقل، بسبب أزمة كورونا وتأثيرها السلبي على جميع المجالات، لكن الريال مثله مثل غيره، استفاد بعض الشيء من إيقاف المنافسات الكروية، بعودة البلجيكي إدين هازارد إلى الملاعب من جديد، وقيادته تشكيلة زيدان في أهم مرحلة من الموسم، من أجل الحصول على لقب الليغا، والاستمرار حتى النهاية في دوري أبطال أوروبا.

كلام في التكتيك 

حصل هازارد على الحرية الكاملة أمام إيبار، تجده في بعض الأحيان على الطرف الأيسر كجناح، وفي بعض الوقت كلاعب وسط رابع أمام ثلاثي الارتكاز، وفي فرص أخرى داخل منطقة الجزاء أو حتى خارجها، كمهاجم صريح ووهمي رفقة الفرنسي بنزيمة. 

خلال طريقة لعب 4-3-3 التي يفضلها زيدان والتي تتحول إلى 4-4-2 بفضل ثنائية بنزيمة وهازارد، مع تحول البرازيلي رودريغو إلى الوسط كلاعب إضافي وحتى جناح صريح على الخط الجانبي من الملعب.

يقوم إدين بدور صانع اللعب عندما يستلم من بعيد، ويتحول إلى دور المهاجم الصريح عند عودة بنزيمة خطوات للخلف، كما يفضل الفرنسي دائماً، لذلك فإنه يتواجد بشكل أكبر في الثلث الهجومي الأخير، دون التقيد باللعب فقط كجناح كما جرت العادة، مما يجعله مؤثراً على مستوى التهديف والصناعة، كـ"أسيست" الهدف الثاني في اللقاء ضد الفريق الباسكي المندفع وغير الجاهز فنياً.

معضلة مارسيلو وكارفاخال

وبالعودة إلى المباراة وخارطة تحركات لاعبي الريال، سنجد أن توني كروس عاد خطوات إلى اليسار، للربط مع مارسيلو وراموس، بينما اقترب مودريتش من رودريغو يميناً، ليحصل هازارد على حرية الحركة في العمق رفقة بنزيمة، وكأن الفريق يلعب بثنائي هجومي وخلفه رباعي وسط ثم رباعي بالخلف، عكس فترة تواجد فينسيوس، البرازيلي الأقرب إلى دور الجناح الصريح على الخط، رفقة غاريث بيل بالجهة الأخرى.

لن يتحسن الريال من دون الكرة في يوم وليلة، بمعنى أن الفريق سيظل يعاني بعض الشيء كلما تواجد كارفخال ومارسيلو على الأطراف، بسبب اندفاعهما الهجومي ووجود مساحات خلفهما، كما حدث في أكثر من لقاء سابق، مثل ليفانتي وحتى ريال بيتيس. 

بالإضافة إلى نقص المعدل اللياقي، العامل الأقوى لريال زيدان هذا الموسم قبل فترة الإيقاف الطويلة، التي أعادتهم إلى النقطة صفر في هذا الشق، لذلك كان واضحاً انخفاض نسق اللعب في الشوط الثاني، مع التغييرات وانخفاض المخزون البدني، وحتى التراجع بعد التقدم بثلاثية.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

أحمد مختار
صحافي رياضي، وكاتب مهتم بالتحليل والحديث عن كرة القدم وقصصها.
صحافي رياضي، وكاتب مهتم بالتحليل والحديث عن كرة القدم وقصصها.
تحميل المزيد