مباراة من بدايتها وضحت فيها نوايا الفريقين، آي سي ميلان وضع نفسه في خانة رد الفعل، يستقبل اللعب ويحاول شنّ المرتدات وإقامة التحولات السريعة. خطة منطقية في ظل فرق الإمكانيات الشاسع بينه وبين السيدة العجوز. السيدة العجوز بدأ المباراة بإيقاع عال، ونسق هجومي مرتفع، مع هيمنة واستحواذ على الكرة، وبالفعل تمت محاصرة الميلان في ثلثه الدفاعي، لكن لم ينجح لاعبو ساري كثيراً في فكّ التكتلات الحمراء، وفشِلوا في الاختراق من العمق. وبالتالي كان اللجوء للاختراق العرضي حلاً بديهياً لخلخلة خطوط الميلان وإيجاد الثغرات المختفية بسبب ترابط الخطوط لفريق ميلان.
هجومياً، فشل أصدقاء إبراهيموفيتش في بناء أي هجمة من الخلف أو الصعود بالكرة حتى تشكيل خطورة على مرمى اليوفي. هل هذا بسبب ضغط يوفنتوس العالي، أم يُعزى لضعف لاعبي الميلان في الأساس. الاعتقاد الثاني هو الأقرب إلي، الفريق سيئ لأبعد الحدود في التحول من الدفاع للهجوم، لا توجد أفكار واضحة لأنماط لعب محددة بعد قطع الكرة، وكأن فطرة اللاعبين هي من تقودهم بالركض نحو المساحات، وهذا سهّل مهمة الضغط العكسي واسترجاع على لاعبي يوفنتوس، لكن هذا لا ينفي دور هيكل اليوفنتوس القوي الناتج عن الانتشار الجيد والسيطرة على المساحات بنسب محكمة بين اللاعبين، وبالتالي الانقضاض على حامل الكرة من جميع الاتجاهات.
ظلَّ الفريقان على نفس المنوال حتى الدقيقة 65، عندها تنفّس الميلان نوعاً ما، فاستطاع بناء بعض الهجمات وتخطّي المرحلة الأولى منها، لكنهم كانوا يفقدون الكرة في المرحلة الثانية غالباً. قبل ذلك أوقعهم الإصرار على البناء من الخلف في أخطاء في الثلث الأول، وفقدوا الكرة في مناطق خطيرة، دقائق قليلة وانقطع الأكسجين مرة أخرى عن ميلان، وعادت المباراة لطبيعتها.
مبادئ دفاعية لدفاع المنطقة مطبّقة بحنكة ميلانية، تقابلها مبادئ هجومية من فريق ساري، اللعب بعرض الملعب، وعمل الـswitching off من جهة لأخرى، والميلان يجاري اللعب. لو كانت تلك المباراة في الكالتشيو لقلنا نجح الميلان في توجيه سير المباراة لما يريد، لكن نتيجة الذهاب كانت تتطلب من العملاق الإيطالي أن يكون حاضراً في اللقاء بالكرة، ليس فقط من دونها.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.