تحفل الكثير من نسخ كأس العالم لكرة القدم على مدار التاريخ بالعديد من القرارات التحكيمية المثيرة للجدل، والتي لا يزال الجميع يتذكرها حتى الآن.
ولَطالما أسهمت الأخطاء في خروج منتخبات كبيرة من المسابقة، لِتظلَّ باستمرار حاضرة في أذهان الجماهير والصحافة العالمية، التي تستذكر بين الحين والآخر تلك الأخطاء، ومنها صحيفة AS الإسبانية، التي استعرضت 9 من أسوأ القرارات التحكيمية في تاريخ المونديال.
بايرون مورينو (كوريا الجنوبية – إيطاليا، كأس العالم 2002)
فاجأ المنتخب الكوري الجنوبي جميع المتابعين حينما أخرج المنتخب الإيطالي من دور الـ16 لكأس العالم 2002، بالفوز عليه (2-1) بعد التمديد.
المباراة التي أدارها تحكيمياً الإكوادوري بايرون مورينو، شهدت اعتراضات بالجملة من طرف لاعبي إيطاليا، خاصة عقب احتسابه ركلة جزاء مثيرة للجدل لكوريا الجنوبية، ناهيك عن عدم احتسابه أخرى صحيحة لـ"الآتزوري"، لكن يبقى القرار الأكثر جدلاً هو طرده للنجم الإيطالي فرانشيسكو توتي.
وتعرّض الحكم وقتها لانتقادات لاذعة من الصحافة الإيطالية، عقب الخروج المفاجئ من المونديال، دون أن تتوانى في التشكيك بنزاهة الحكم، مؤكدة أن تاريخه مثير للجدل، لا سيما أنه تعرض للإيقاف مدة 20 يوماً في إحدى المرات بالدوري الإكوادوري.
كريس بامبرايج (البرازيل – إسبانيا، كأس العالم 1986)
أدار الحكم الأسترالي كريس بامبرايج هذه المباراة التي حقق فيها المنتخب البرازيلي فوزاً غير مستحق على إسبانيا بهدف نظيف، بعدما شهدت إلغاء هدف صحيح لـ"الماتادور" عبر لاعبه ميشيل.
إذ سدد كرة قوية اصطدمت بالعارضة وتجاوزت خط المرمى، إلا أن بامبرايج ومساعده الأمريكي دافيد لم يلحظا دخولها الشباك، ليبقى هذا الهدف نقطة سوداء في تاريخ هذا الحكم.
جمال الغندور (إسبانيا – كوريا الجنوبية، كأس العالم 2002)
مرة أخرى منتخب كوريا الجنوبية كان طرفاً في مباراة مليئة بالأخطاء التحكيمية، وفي نفس النسخة من بطولة كأس العالم، لكن هذه المرة خلال لقاء إسبانيا في دور الثمانية، والذي أداره المصري جمال الغندور.
هذه المباراة شهدت إلغاء هدفين صحيحين لـ"الماتادور" عبر فرناندو موريانتيس، وروبن باراخا، وهو ما جعلها تصل لركلات الترجيح حيث حسمتها كوريا الجنوبية، ليتعرض وقتها الغندور لانتقادات لاذعة من الصحافة والجماهير الإسبانية.
غوتفريد دسيت (إنجلترا – ألمانيا الغربية، كأس العالم 1966)
منح الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، الحكم السويسري غوتفريد دسيت، فرصة إدارة نهائي مونديال 1966، بين إنجلترا وألمانيا الغربية.
المباراة انتهت في وقتها الأصلي بالتعادل (2-2)، ليتم اللجوء للأشواط الإضافية، وخلالها سجل الإنجليز هدفاً أثار الجدل، حيث أنكر الألمان دخول الكرة شباكهم، ما دفع دسيت للنظر إلى مساعده الأذربيجاني توفيق باخراموف، الذي أظهر له أن الكرة تجاوزت خط المرمى، ليندفع نحو دائرة المنتصف ويحتسبها هدفاً لإنجلترا، في لقطة لا تزال محفورة في تاريخ الألمان.
ميروسلاف ستوبار (فرنسا – الكويت، كأس العالم 1982)
كان الحكم السوفييتي ميروسلاف ستوبار، بطل هذه الرواية في نسخة عام 1982 التي جرت في إسبانيا، وقتها كانت فرنسا متقدمة على الكويت (3-1)، قبل أن تسجل الهدف الرابع، الذي أحدث حالة من الجدل داخل الملعب.
حينها أكد لاعبو الكويت أنهم سمعوا صافرة من المدرجات ليتوقفوا عن اللعب، قبل أن ينزل الشيخ فهد الأحمد رئيس الاتحاد الكويتي للملعب بنفسه للحديث مع الحكم، الأمر الذي دفع الأخير لإلغاء الهدف، في الوقت الذي اعترض فيه لاعبو فرنسا على هذا القرار.
لوسيان بوشاردو (إيطاليا – تشيلي، كأس العالم 1998)
أدار الحكم لوسيان بوشاردو، المولود في النيجر هذه المباراة، والتي كانت فيها النتيجة تشير لتقدم تشيلي المفاجئ على إيطاليا (2-1) حتى الدقيقة 85.
وقتها احتسب بوشاردو ركلة جزاء مثيرة للجدل في الدقيقة 85، بعد لمسة يد على أحد لاعبي تشيلي، انبرى لها روبرتو باجيو ووضع الكرة في الشباك ليتعادل لإيطاليا.
علي بن ناصر (الأرجنتين – إنجلترا، كأس العالم 1986)
في الدور ربع النهائي من نسخة 1986 تولى الحكم التونسي الشهير آنذاك علي بن ناصر، إدارة اللقاء، غير أن اسمه ارتبط بأحد أشهر الأخطاء الكارثية في التاريخ، والتي لن ينساها جميع متابعي كرة القدم حول العالم.
ففي الدقيقة 51، كان الحارس الإنجليزي بيتر شيلتون، يتأهب لإمساك إحدى الكرات العالية التي لعبها زميله بالخطأ داخل منطقة الجزاء، إلا أنه تفاجأ بارتقاء النجم دييغو أرماندو مارادونا ووضع الكرة بيده داخل الشباك، ما دفع الإنجليز للاعتراض بشدة على هذا الهدف.
وقتها لاحظ معظم المتابعين أن مارادونا وضع الكرة بيده داخل الشباك، إلا أن الحكم بن ناصر، أصر على قراره باحتسابه هدفاً صحيحاً.
فيلاسكو كاربالو (البرازيل – كولومبيا، كأس العالم 2014)
التقت كولومبيا مع البرازيل في ربع نهائي نسخة 2014، خلال اللقاء الذي أداره الإسباني فيلاسكو كاربالو بشكل جيد، حتى لحظة إلغائه هدفاً لمصلحة كولومبيا.
كان كاربالو من المرشحين بشدة للعب دور الحكم الرئيسي في نهائي المونديال وقتها، إلا أن خطأه في إلغاء هدف صحيح لكولومبيا، بسبب شكوك حول تسلل أبطلته يد مدافع منتخب البرازيل، حرمه من الظهور في ختام العرس العالمي الكبير.
ساندرو بول (إيطاليا – إسبانيا، كأس العالم 1994)
مرة أخرى يعاند التحكيم إسبانيا في نسخ المونديال، وهذه المرة كانت مع المجري ساندرو بول، الذي اعتبر مدة 4 سنوات متتالية أحد أفضل الحكام في العالم آنذاك.
ولكن على ما يبدو أن هذه المباراة ستبقى نقطة سلبية في تاريخه التحكيمي، خاصة أنه لم يحتسب ركلة جزاء واضحة لإسبانيا بعدما تعرض لويس إنريكي للضرب داخل منطقة جزاء إيطاليا.
ورغم أن إنريكي نزف بصورة واضحة بعد الضربة مباشرة، إلا أن الحكم بول كان له رأي آخر، ولم يحتسب أي شيء، بل كاد يطرد اللاعب للاحتجاج المتكرر، ليساهم هذا الخطأ في خروج إسبانيا من دور الثمانية بالخسارة أمام "الآتزوري" (1-2).