في وجود لاعبين بدلاء يلتزمون بقواعد التباعد الاجتماعي ويستخدمون سلالم كهربائية وكرات لعب معقمة، ومشاهدين عبر التلفزيون يُقدر عددهم بحوالي مليار، انطلق دوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم ليصبح أول بطولة كبيرة تستأنف نشاطها في خضم فيروس "كورونا المستجد".
وعادت بطولتا دوري الدرجتين الأولى والثانية في ألمانيا، اللتان توقفتا منذ منتصف مارس/آذار بسبب فيروس كورونا، اليوم السبت بما في ذلك مواجهة قمة وادي الرور بين بروسيا دورتموند وشالكه، مع تحول اهتمام عشاق كرة القدم حول العالم إلى المباريات مرة أخرى.
المدرج الأكبر في أوروبا.. بلا جماهير
ورغم الجماهير حول العالم التي تقدر بحوالي مليار مشاهد مثلما توقع كارل-هاينز رومنيغه رئيس بايرن ميونيخ، والأمل الذي يعطيه الدوري الألماني لبطولات الدوري الأخرى، فإنها لم تكن البداية التي كانت الجماهير تتمناها.
وبدلاً من وجود 81 ألف مشجع في مدرجات استاد "سيغنال إيدونا بارك" ملعب دورتموند، لم يكن هناك سوى 300 فرد من بينهم اللاعبون والجهاز الفني ومسؤولو الفريقين وأفراد الأمن والبث التلفزيوني التزاماً بقواعد صارمة للحفاظ على الصحة.
كما فرضت السلطات حظراً على وجود الجماهير حول الاستادات لتقليل مخاطر العدوى.
والتقطت مكبرات الصوت الموجودة على جانب الملعب كل صرخة وأصوات ارتطام الكرة بالمدرجات الأسمنتية لتصنع أجواء غريبة.
وفي دورتموند، حيث يوجد أكبر مدرج في أوروبا لوقوف الجماهير، كان مدرج الحائط الأصفر الشهير خالياً مع انطلاق أحدث حلقة من أشرس مواجهة في كرة القدم الألمانية على أرض الملعب.
وبدت المباريات مثل حصص تدريبية حامية الوطيس أكثر من كونها مواجهات بين لاعبين من الأعلى أجراً في العالم في بطولة دوري تشهد أكبر حضور جماهيري في العالم بمتوسط يبلغ في المعتاد 42 ألف مشجع كل مباراة.
هالاند يخطف الأضواء
ورغم ذلك شهدت المباراة الأهم بين بروسيا دورتموند وشالكه في الجولة 26 من الدوري الألماني، أربعة أهداف رائعة، جميعها كانت من نصيب الفريق الأصفر، بينما خطف المهاجم الدولي النرويجي إيرلينغ هالاند الأضواء بتسجيله الهدف الأول بعد استئناف أول دوري ضمن البطولات الخمس الكبرى في أوروبا.
ورفع هالاند رصيده الى 10 أهداف في 9 مباريات بعد قدومه من سالزبورغ النمساوي خلال فترة الانتقالات الشتوية مقابل 20 مليون يورو.
وبعد تسجيله، ركض هالاند إلى المنطقة القريبة من الراية الركنية، واحتفل ضاحكاً مع زملائه دون مصافحة او معانقة، بسبب قيود التباعد الصارمة.
وتألق في المباراة كذلك الظهير الأيسر البرتغالي رافائيل جيريرو الذي سجل هدفين، في حين تكفل البلجيكي ثورغان هازارد في تدوين الهدف الرابع.
حضرت الشرطة وغاب المشجعون
والدوري الألماني حريص على إنهاء الموسم بحلول 30 يونيو/حزيران لأسباب تتعلق بالعقود.
وكانت الشرطة موجودة في الملاعب قبل انطلاق المباريات من أجل منع الجماهير من التجمع خارج الاستادات للاحتفال.
وقالت شرطة دورتموند قبل المباراة: "مباراة القمة بدون جماهير بمثابة تحد جديد بالنسبة لنا لكنه معقد أيضاً مثل أي مباراة عادية"، وحثت الجماهير على البقاء في المنازل قائلة "اجعلوا الأمر سهلاً علينا".
وقال مسؤولون بعد انطلاق المباراة إن الجماهير التزمت بالفعل بالابتعاد عن الاستادات.
وداخل الاستادات كان ارتداء الكمامات إجبارياً للجميع باستثناء اللاعبين.
وتعين على الأندية تغيير أساليبها تماماً واستخدم رازن بال شبورت لايبزيغ سلالم كهربائية للفصل بين البدلاء في المدرجات على بعد ثلاثة أمتار من مقاعد البدلاء التقليدية.
وسمح الدوري الألماني بإجراء خمسة تغييرات في المجمل كل مباراة من أجل التعامل مع افتقار اللاعبين للياقة والجدول المزدحم بالمباريات.