لا تزال حالة من الصدمة تعم الأرجنتين بسبب مقتل نجم كرة القدم السابق توماس كارلوفيتش، عن عمر 74 عاماً، على يد أحد اللصوص، الذي قام بتلك الفعلة الشنيعة لمجرد رغبته في سرقة الدراجة الهوائية للقتيل.
وشارك المئات من مشجعي نادي سنترال كوردوبا في جنازة كارلوفيتش، وهو النادي الذي أمضى فيه أفضل وأطول فتراته كلاعب قبل اعتزاله عام 1983، إذ أقيمت جنازته في ملعب النادي، وجرى تغطية النعش بعلم الفريق، وسط حالة من الحزن والغضب بين الأنصار.
الجماهير تطالب بالعدالة
وطاف النعش في أرجاء الملعب، بينما صفق المشجعون بحرارة وهتفوا مطالبين بتحقيق العدالة ومحاسبة الجاني، في وقت قرر مجلس إدارة النادي فتح أبواب الملعب ليتمكن المشجعون من إلقاء التحية الأخيرة على أسطورة ناديهم، قبل أن يتم نقله إلى المقبرة.
واحتشد عدد كبير من مشجعي سنترال كوردوبا داخل أرض الملعب وعلى المدرجات لوداع نجم الفريق الراحل، رغم قرار الحكومة الأرجنتينية بمنع الحركة بسبب تفشي فيروس "كورونا المستجد"، ولم يلتزموا بقواعد التباعد الاجتماعي.
وقال إدواردو بولفوني، رئيس نادي سنترال كوردوبا: "لقد كان رمزاً لنا. لقد تأثرنا للغاية. ما زلت كلما ذهبت لملاعب كرة القدم في بوينوس آيرس سألوني عنه بسبب أشياء فعلها منذ 40 عاماً مضت. حقيقة استحق أن يتحول لأسطورة".
وفارق كارلوفيتش الحياة الجمعة، بعد يومين من تعرضه لضرب بقوة على رأسه من أحد اللصوص الذي أراد سرقة دراجته، حيث تعرض لإصابات بالغة ودخل في غيبوبة، ليُعلن بعد يومين عن وفاته متأثراً بسكتة دماغية.
مارادونا حزين لرحيل قدوته
ولقي الحادث حالة من الغضب والاستياء في الأرجنتين، ونعى اتحاد الكرة المحلي والأندية الرياضية المختلفة اللاعب السابق، وكذلك فعل العديد من نجوم الكرة البارزين في البلاد، وعلى رأسهم دييغو أرماندو مارادونا.
وكتب مارادونا على حسابه الشخصي في موقع "إنستغرام": "بتواضعك أبهرتنا جميعاً وغادرت.. أقدم التعازي لعائلتك، ونأمل أن تتحقق العدالة، أتمنى أن ترقد بسلام يا سيد"، ونشر مارادونا العديد من الصور التي تجمعه بكارلوفيتش خلال لقاء جمعهما في شهر فبراير/شباط الماضي.
ويُعد كارلوفيتش – وهو كرواتي الأصل- بمثابة المُلهم والمعلم بالنسبة لمارادونا، رغم أنه لم يلعب أي مباراة دولية مع منتخب الأرجنتين، ولم يدافع عن ألوان أندية شهيرة سواء في بلاده أو في أوروبا.
وقال عنه مارادونا في مقابلة صحفية عندما سُئل من أفضل لاعب في العالم؟: "أفضل لاعب في العالم لعب بالفعل في روزاريو، كان اسمه كارلوفيتش".
واشتُهر كارلوفيتش بمهارته الفنية وطريقة لعبة الاستعراضية، وتمرير الكرة بسلاسة وعدة مرات في نفس اللعبة من بين أقدام اللاعبين، الأمر الذي جعله لاعباً محبوباً ولديه شعبية واسعة في الأرجنتين.
وكانت معظم مسيرة كارلوفيتش في دوري الدرجة الثانية الأرجنتيني، إذ بدأ مسيرته مع فريق روزاريو سنترال، عام 1969، وتنقل بعد ذلك بين عدة أندية من بينها إندبندينتي وفلاندريا، بينما كانت نجاحاته الأبرز مع فريق سنترال كوردوبا.