رغم أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي لم يتمكن بعدُ من الاستحواذ على نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي، فإن الكثير من التقارير بدأت تتحدث عن خططه في إدارة النادي خلال الموسم المقبل، مع تداول أسماء بارزة للعب دور، وعلى رأسها اللاعب السابق سامي الجابر.
ووفقاً لصحيفة Daily Star البريطانية، فإن مجلس الإدارة الجديد لنيوكاسل في حال تمت الصفقة يُخطط لتعيين اللاعب السعودي السابق سامي الجابر مديراً رياضياً للنادي، وهو ما نفته تقارير أخرى.
وتقول Daily Star، إن مُلاك نيوكاسل المحتملين يريدون إسناد منصب المدير الرياضي لسامي الجابر، بعد أن تتم صفقة الاستحواذ، لكن ثمة تشكيك كبير في قدرة الجابر على النجاح في تلك المهمة الصعبة، فضلاً عن إمكانية رفض الإدارة الحالية لتلك الخطوة.
وسردت الصحيفة البريطانية مسيرة سامي الجابر كلاعب كبير في السعودية، أمضى معظم مسيرته مع نادي الهلال، مع خوضه تجربة قصيرة مع نادي الغرافة القطري، قبل الاحتراف لفترة وجيزة مع نادي وولفرهامبتون الإنجليزي في تجربة لم تعرف النجاح.
ومن المتوقع وفقاً للصحفية تعيين ياسر الرميان -محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي- في منصب رئيس للنادي الإنجليزي، مشيرة إلى أنه لن يكون قادراً على التواجد بشكل مستمر في إنجلترا، وسيعتمد على الجابر في حسم الكثير من الملفات المهمة.
ويبلغ سامي الجابر من العمر 47 عاماً، ويعمل حالياً مستشاراً للهيئة العامة للرياضة في السعودية، بعد أن تولى سابقاً رئاسة نادي الهلال لفترة قصيرة، وقبل ذلك خاض عدة تجارب تدريبية مع أندية سعودية، بينها الهلال والشباب.
والجابر هو اللاعب السعودي الوحيد الذي شارك في أربع نسخ لبطولات كأس العالم مع المنتخب السعودي، أعوام 1994 و1998 و2002 و2006، وخاض أكثر من 150 مباراة دولية، سجل فيها 46 هدفاً.
رفض إنجليزي للخطوة
في المقابل، نفى موقع hitc.com الإنجليزي إمكانية شغل سامي الجابر منصب المدير الرياضي في نيوكاسل، مشيراً إلى أن المُلاك الحاليين للنادي لن يكونوا راضين عن تلك الخطوة، علماً أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي سيستحوذ على نسبة 80% من النادي.
ويتولى في الوقت الحالي لي تشارنلي منصب المدير الرياضي لنيوكاسل، ويتواجد في هذا المنصب منذ عام 2013، ويعمل في النادي بشكل عام منذ 20 عاماً، ومن الصعب التضحية به، وتعيين سامي الجابر في منصبه.
ولا يخفي الكثير من مشجعي نيوكاسل، وبينهم سعوديون، رفضهم لفكرة تولي سامي الجابر أو أي أسماء سعودية أخرى وظائف عملية في النادي، مؤكدين أن هذه المناصب تحتاج إلى خبرة كبيرة.
وكتب مغرد سعودي يدعى محمد العسكر: "مع احترامي، لا سامي الجابر ولا نواف التمياط ولا غيرهما، هؤلاء بالكاد يعرفهم أصغر لاعب في أوروبا، فمستحيل أن يعرفهم أكبر لاعب".
ويضيف: "نجاح نيوكاسل يعتمد على استقطاب اسم مدرب مثل ماوريسيو بوكيتينو أو ماسيمليانو أليغري، ومدير رياضي مثل مونشي على الأقل.. يجب جلب أسماء أوروبية تعمل في نيوكاسل وليس عربية".
الصفقة مُهددة بالفشل
وتواجه مساعي صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الذي يترأس مجلس إدارته ولي العهد السعودي الأمير محمد سلمان، للاستحواذ على نادي نيوكاسل الكثير من العقبات، بسبب سجل السعودية في مجال حقوق الإنسان، واعتراض بعض الجهات على الخطوة.
وكانت منظمة العفو الدولية أول المحذرين من تضرر سمعة الدوري الإنجليزي في حال تمت الصفقة، وقالت مديرة المنظمة البريطانية كيت ألين في خطاب وجهته لمدير الدوري الإنجليزي ريتشارد ماسترز: "أعتقد أن هناك أسئلة صعبة وجدية يجب الحصول على إجابات لها لمعرفة ما إذا كان مالكو الصندوق الاستثماري الساعي لشراء نيوكاسل مناسبين للحفاظ على سمعة البطولة واللعبة".
وأضافت: "ولي العهد السعودي بحكم سلطة الواقع وتحكمه في الاقتصاد السعودي وسيطرته على الصندوق السيادي الاستثماري سيصبح مالكاً ومتحكّماً في نادي نيوكاسل، فكيف يكون ذلك أمراً إيجابياً لسمعة البطولة وصورتها الذهنية؟".
واعتبرت ألين أن البريمييرليغ سيُغامر بسمعته لمصلحة ولي العهد السعودي "الساعي لاستخدام بريق الرياضة للتغطية على تصرفاته غير الأخلاقية والمخالفة للقوانين الدولية، سيضع البطولة ومبادئها وقيم لعبة كرة القدم العالمية في مهب الريح".
beIN تُطالب بالتحقيق
من جانبها، طالبت مجموعة beIN الرياضية القطرية، رابطة الدوري الإنجليزي لكرة القدم، بالتحقق من خلفية المالكين والمديرين لصفقة الاستحواذ المحتملة على نادي نيوكاسل يونايتد.
وجاء في الخطاب الذي وجّهته المجموعة: "beIN الإعلامية، إلى الرئيس التنفيذي لرابطة الدوري الإنجليزي ريتشارد ماسترز: "تدعو رابطة الدوري الإنجليزي ورؤساء الأندية إلى التحقق من خلفية المالكين والمديرين لصفقة استحواذ محتملة على نادي نيوكاسل يونايتد، حيث بعثت المجموعة برسالتين تتعلقان بتقارير عن صفقة استحواذ محتملة على النادي من قبل نفس الأطراف المسؤولة عن سرقة حقوق beIN".